خلف أبواب جوانتانامو وليد الزبيدي مايتحدث به الخارجون من أقبية معتقل جوانتانامو، لم يتفاجأ به الكثيرون، فالقصص يتداولها الناس في كل مكان، الا ان الجديد في تفاصيل عمليات التعذيب الوحشي، الذي يمارسه السجانون الاميركيون ضد العرب والمسلمين داخل زنزانات هذا المعتقل، هو التشابه الى درجة التطابق بين الوسائل المستخدمة في تعذيب المعتقلين في السجون الاسرائيلية، حيث تجري عمليات التعذيب الوحشي ضد الفلسطينيين القابعين في تلك السجون، ولا تختلف الاساليب البشعة المتبعة ضد المعتقلين في افغانستان، وتتطابق مع الذي يحصل داخل السجون والمعتقلات في داخل العراق، والعنوان الابرز الذي يتضمن جميع تلك التفاصيل الوحشية هو مايحصل في معتقل جوانتنامو. في جميع المعتقلات، يجرجر السجانون ضحاياهم بكل قسوة ووحشية، وهذا ما رواه آلاف المعتقلين العراقيين، الذين اطلقوا من المعتقلات الاميركية بعد سنوات من التعذيب النفسي والجسدي، عن تلك الاساليب الاميركية البشعة، التي تبدأ من وضع الاصفاد القاسية المؤلمة في اليدين واحيانا في القدمين، الى وضع الغطاء السميك على الرأس. وممارسة الضرب بالأيدي والأرجل منذ لحظات الاعتقال الأولى، مرورا برمي المعتقل في الفضاء الخارجي، واذا صادف الجو باردا جدا، فإن الأميركيين يأتون بالمياه المثلجة ويصبونها على اجساد وملابس المعتقلين، ويلتقي الهواء البارد مع برودة المياه، ووسط كل هذا الالم الجسدي الهائل، فإن الظلمة تتلبس المعتقل، ولايرى شيئا، كما ان يديه ورجليه مقيدتان بالسلاسل الحديدية والاسلاك البلاستيكية. واذا ازداد الالم واطلق صبي أو شيخ صرخة عفوية، فإن غضب الجندي الاميركي سرعان مايتقاذفه، فلا يعرف من أين يأتيه الضرب المبرح، حتى يسقط مغشيا عليه، واذا ما احتج شخص قريب منه على تلك المعاملة الوحشية، حتى سارع الغزاة الاميركيون لينال الذي احتج ما ناله زميله، بل ان العقوبة تكون أبشع وأشد قسوة. في مراحل التحقيق، تبدأ سلسلة اخرى من التعذيب النفسي، فالوعيد والضرب والتهديد بالقتل والإصابة بالعوق، وجلب افراد عائلته وبالأخص النساء، والى اخر سلسلة من البشاعة والاجرام، وقد يتواصل هذا السيل من البشاعة والاجرام، وقد يتواصل هذا السيل من التعذيب لاشهر او سنوات، يتم خلالها احتجاز المعتقل في الزنزانات الضيقة الانفرادية، اذ يرمى في اقبية لايرى فيها اي شيء ولايجد من يتكلم معه، وطيلة تلك الاشهر يتواصل مسلسل التعذيب ويرمى في الاجواء الباردة، ويجلد بالاسواط والتعذيب بالكهرباء، واطلاق الكلاب المتوحشة صوبه، والاستماع الدائم لصراخ واستغاثة السجناء الاخرين. هذه التفاصيل الوحشية لاتختلف سواء داخل المعتقلات الاسرائيلية، او في جوانتانامو وابو غريب وسجن المطار ببغداد وافغانستان. ان مؤسسة التعذيب واحدة والهدف هو الإنسان العربي والمسلم. عن صحيفة الوطن العمانية 14/5/2008