ليس جوانتانامو وحده وليد الزبيدي بين الحين والاخر، يخرج مسؤول اميركي، يردد ذات المطلب، وهو ضرورة اغلاق معتقل جوانتانامو، ويضيف المسؤولون الاميركيون، ان هذا المعتقل قد اساء كثيرا الى سمعة الولاياتالمتحدة في العالمين العربي والاسلامي وفي المجتمع الدولي. لكن السؤال المطروح، هل يوجد معتقل واحد، تتم فيه الاساءة الى العرب والمسلمين، اسمه جوانتانامو، وادركت الادارة الاميركية خطورة هذا المعتقل على سمعتها، بسبب الممارسات البشعة، التي تبدأ بالتعذيب الجسدي والاهانة والاذلال، وتنتهي إلى جرائم بحق الانسانية، يتم ارتكابها بحق المعتقلين في هذا السجن. ان الاجابة على ذلك، ليست بالصعبة، فهناك مئات المعتقلات في الوطن العربي والعالم، لا تختلف على الاطلاق عن معسكر جوانتانامو سيئ السمعة ومكان البشاعة والتعذيب والاهانة والاذلال للعرب والمسلمين. كم عدد المعتقلات في فلسطين، حيث تتم ممارسة التعذيب والاهانة والاذلال، ضد الشباب والرجال وحتى النساء داخل المعتقلات الاسرائيلية، ورغم وجود الالاف ومنذ عشرات السنين داخل هذه المعتقلات، فإن المسؤولين الفلسطينيين وغيرهم، لم يأبهوا كثيرا لهذه الجرائم اليومية، التي ترتكب بحق السجينات والسجناء، وكم من سيدة فلسطينية وضعت اطفالها داخل المعتقلات، وتربى وترعرع هؤلاء تحت سياط التعذيب والاهانة والاذلال اليومي من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي. ان هذه المعتقلات وما يحصل بداخلها ضد الفلسطينيين، لا يمكن لها الاستمرار على هذه الشاكلة، دون وجود الدعم والاسناد والمباركة الاميركية، حيث يتم توفير مختلف انواع الحماية لاسرائيل، التي لا تتردد في ممارسة ابشع الجرائم ضد ابناء الشعب الفلسطيني. نوع اخر من المعتقلات، التي لا تحاول وسائل الاعلام العالمية الولوج اليه، وهي تلك المعتقلات السرية في دول اوروبا المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، حيث يتم اختطاف العرب والمسلمين من كل مكان وايداعهم في تلك المعتقلات، التي لا تقل بشاعة واجراما عن جوانتانامو ويجري الحديث عنها هنا وهناك، لكن يتعمد الجميع ابعاد الاضواء عن الذي يحصل في أقبيتها المرعبة. المعتقلات الأخرى وسط البحار والمحيطات، حيث تحولت البواخر العملاقة الى معتقلات طافية فوق المياه، ويتصاعد داخلها انين وصراخ العرب والمسلمين على ايدي الجلادين الاميركيين. لا اريد ان اتحدث عن مئات المعتقلات الاميركية في العراق وافغانستان واماكن اخرى، لكن لا بد ان ندرك، ان البشاعة والاجرام الاميركي لا تقتصر على معسكر جوانتانامو وما يتعرض له الابرياء هناك من تعذيب واهانة واذلال، واذا ما اقدمت الادارة الاميركية على اغلاقه، فإن ذلك لا يعني اسدال الستار على مسلسل الجرائم اليومية، بحق اهلنا واخواننا واخواتنا من العرب والمسلمين في اماكن كثيرة وواسعة في العالم. عن صحيفة الوطن العمانية 17/1/2008