ماذا يعني وصول الصقورالى قيادة الاخوان المسلمين؟ سلطان الحطاب كمنوا فترة رآها المعتدلون معقولة ورأها المتطرفون قد طالت وحملت خسائر فماذا يعني انتخاب الدكتور همام سعيد زعيماً للجماعة الأسلامية (الاخوان المسلمون )في الاردن والذي يسمى مراقباً ؟هذا السؤال اشتعل عبر الفضائيات الاجنبية ليؤسس لأكثر من سؤال وقد بحثت الفضائيات عن اجابات له وابدت اهتماماً به اكثر من نظيراتها العربية بأستثناء الجزيرة في حين لم تهتم وسائل الاعلام الاردنية بالحدث .. وحتى كثير من المحللين الاردنيين المتحدثين للفضائيات الخارجية حاولو التهوين والتسويغ وكأن شيئاً جديداً لم يحدث معتمدين على اسقاط قناعتهم المتعاطفة مع الحركة الاسلامية كما فعل الدكتور بسام العموش في حديثه مع فضائية الحرة والزميل محمد ابو رمان الذي قلل من اهمية فوز الصقور بقيادة الجماعة مبيناً انها ستتكيف بسرعة في الاطار الذي افرغه او انسحب منه المعتدلون الذين عبر عنهم المراقب الفلاحات وان الرهان هو على التوازن الذي سيتم داخل الجماعة .. (في التفسير الذي استمعت اليه محاولة لأظهار ان اختيار الصقور للقيادة لن يعني شيئاً وانه سيخسر الجماعة فرصاً وهوامش من الحركة كون الأعتدال عند بعض المحللين ارتبط بالشخصيات الأسلامية من اصول اردنية وان التطرف ارتبط بمن كانوا من منابت اخرى وانها اي هذه القيادات حين تأتي من اوساط عشائرية فأن ذلك يساعد على فهمها اكثر او التغاضي عن بعض ممارساتها . وهو ما المح اليه الدكتور العموش حين قال ان بعض محاولات اعتقال بعض القيادات الاسلامية كان يشفع لها الفزعه العشائرية او الواسطة التي كانت تستفيد منها القيادات الاسلامية . وحتى لا اذهب في ايراد رأي من تحدثو مبررين ومعللين ومحذرين الحركة الاسلامية من مغبة ما فعلت فأنني اودو ان ابين رأياً آخر.. يجيب على السؤال الذي طرحته عليّ الفضائيتين الانجليزية ( (B.B.Cوالامريكية ( الحرة) ماذا يعني انتخاب احد الصقور لقيادة الحركة الاسلامية؟ قد لااقدم الآن اجابة مباشرة بمقدار مااقدم قراءة لبيئة الانتخاب ودلالات تقديم احد الصقور لموقع قيادة الجماعة التي لااعتقد انها منقسمة فما يعتقده البعض من انقسام هو تنافس اذ لو ان انتخاب د. سعيد كان سيستفز المعتدلين لاعلنوا انقسامهم وخروجهم. ولكن يبدو ان لعبة توزيع الادوار هي الغالبة اكثر مما يعتقده البعض من انشغال في الانقسام او عكس امنياتهم فيه.. صعود د. همام سعيد الى موقع القيادة يعني ان القوى المعتدلة استنفذت دورها وغرضها فبدلاً من ان تسحب موقع الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي من احد الصقور (زكي بني ارشيد) وجدت نفسها تخسر موقع المراقب العام وهو الاهم لصالح صقر آخر مما يعني ان الاعتدال في ازمة وان الصقور يتقدمون. وهو الايقاع الجديد الذي يتجانس فيه الاسلاميون الاردنيون مع مايجري في مصر حيث بدأ مدّ الجماعة يقوى وبدأوا يتعرضون لقضايا في الشارع المصري ويطلقون المبادرات ولم يعودوا يختبؤون وراء قوى اخرى حتى لايسببوا دعمها فالاسلاميون لاينسقون مع قوى اخرى الاّ وهم ضعاف حتى اذا ماقووا اداروا ظهورهم لتلك القوى او حتى تركوها تتخبط. وهذا ماجعل كثير من القوى تتهمهم بالانتهازية.. كما ان النزعة الصقورية في الجماعة الاردنية تستفيد من تجربة حماس في غزة حيث تعتقد ان تلك نواة دولة او كيان يمكن ان يتطور وعليهم ان يعلنوا عن وجودهم ومبادراتهم الملموسة ازاء ذلك اذا علمنا ان الدكتور سعيد نفسه كان ضابط الصلة بين الجماعة الاردنية وبين حماس وهو احد منظري حركة حماس وقياداتها في المهد والداعين الى صلة مستمرة معها وهو في موقعه يقترب منها كما فعل امين عام جبهة العمل الاسلامي الذي لايخفي ماكان يربطه بحماس من قبل.. اختيار د. همام سعيد جاء بضغط من قواعد الجماعة التي ادعت ان الاعتدال بعث فيها الازمات ولم يقطف المعتدلون سوى المزيد من التراجع سواء في الانتخابات البلدية او البرلمانية او حتى في حضور الجماعة في القضايا الاساسية ولذا كان خطاب الصقوريين المستمر في نقد المعتدلين قد اوصلهم عبر الانتخابات الاخيرة في مجلس الشورى الى انتخاب همام سعيد ممثلاً لهم.. هذه الخطوة تحتم اعادة دوران عجلة الاحتواء الرسمية الاردنية الى سابق عهدها اذ ان سياسة الاحتواء تعطلت الى حد كبير بعد احتلال العراق وبعد جملة من الخطوات والاخطاء التي ارتكبتها الجماعة التي كانت تمسك العصا من المنتصف وتراعي ضرورات الدولة الاردنية ولكنها كشفت عن اجندات تتعارض ونهج الدولة الاردنية في دعم حماس وفي اتهامها بامتلاك اسلحة. وفي زيارة نواب منها لموقع العزاء المخصص للزرقاوي والذي نجم عنه فصل النائبين ابو السكر وابو فارس.. واذا كانت الجماعة ( الاخوان المسلمون) قد اختاروا الصقور للمرحلة القادمة فان امتحانهم هذا للحكومة سوف يقابل بامتحان لهم سيكون السؤال الاصعب فيه هل انتم حزب او جمعية خيرية. وفي الاجابة استحقاقات تستطيع بها الحكومة ان تفعل الكثير لجهة شرعية التنظيم وهو ما يفتح باب الافتراق الاوسع والرد على الخطوة الاخوانية بخطوة رسمية فهل سيكون الرد بمزيد من الاحتواء ام بمزيد من المراقبة ام التحذير وارسال الرسائل .. التهوين مما جرى لا يفيد فقد انهزم المعتدلون افي الاخوان المسلمين وسلّموا الامر للصقور .فما هي الخطوة القادمة ؟.. وهل يقرأ المكتوب من عنوانه الجديد ؟.. وهل يراعي الصقور ضرورات الدولة ويحسبون كلفة التكيف ام انهم سيخرجون مما كانوا فيه من امتحان ليضعوا الحكومة في الامتحان ؟.. انها مرحلة اختبار ارادات فمن الذي ستحمر عيونه بشكل اسرع وكيف؟؟ عن صحيفة الرأي الاردنية 4/5/2008