أكد الباحث ماثيو ليفيت بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني وخبير مكافحة الارهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي"، أن حركة حماس تعيش حاليا أزمة في ايديولوجيتها وفكرها بعد أن أجبرت علي وقف أشكال المقاومة التي عرفت بها والانخراط في سياسة علمانية لا تطبق الشريعة الاسلامية بما أدي لحدوث تصدعات وانقسامات داخل صفوف الحركة وبين قياداتها. وتوقع ليفيت في مقاله التحليلي بعنوان "أزمة حماس الايديولوجية" علي موقع مركز الاسلام والديمقراطية ومستقبل العالم الاسلامي بمعهد هدسون الشهر الماضي، أن تعود حماس مرة أخري لما سماه الارهاب والعنف السياسي الذي يستهدف اسرائيل واصفا وعود البعض باتجاه حماس نحو الاعتدال ب"الكلام الفاضي" كما وصفه باللغة العربية لأن هذه الوعود تطلق في الوقت الذي يستمر فيه العنف وتهريب السلاح ونشر الراديكالية. وكتب ليفيت قائلا انه بالرغم من أن حماس كانت أول فرع لجماعة الاخوان المسلمين ينجح في السيطرة علي أرض معينة وادارة حكمها، الا ان حماس تواجه ضغوطات عديدة في غزة بسبب اضطرارها للاختيار بين عمليات العنف أو حكم القطاع الذي سيطرت عليها بقوة السلاح. وحذر الباحث من فتح حوار أمريكي مع الجناح المعتدل في حماس لمواجهة التيار الراديكالي قائلا ان هذه السياسة ستكون ذات نتائج عكسية، وذلك لأن الاختلاف بين التيارين داخل الحركة ليس جوهريا بل اختلاف في التكتيكات، كما أن الحوار مع حماس سيعني تآكل الثقة داخل السلطة الفلسطينية والقضاء علي أي احتمالات في حدوث تقدم حقيقي في الدبلوماسية. ورأي ليفيت أن أي تعديل أو توافق سياسي يجب أن يأتي من حماس وليس من الغرب بمعني أن تتحول للاعتدال فترفض العنف قولا وفعلا، لكنه استبعد ذلك خاصة أن هذا التحول سيؤدي إلي انقسام كبير في صفوف الحركة متوقعا أن يترك الراديكاليون حماس للانضمام للجماعات السلفية الجهادية في غزة القريبة في فكرها من تنظيم القاعدة.