مأساة قافلة الحرية أكدت متانة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

قال تقرير صادر عن أحد المركز البحثية الأمريكية اليمنية إن مأساة أسطول الحرية الذى تعرض لهجوم من قبل الآلة العسكرية الأمريكية ربما تكون قد قدمت دعماً سياسياً لحماس من حيث رفع الحصار عن قطاع غزة لبعض الوقت وهو ما يتواءم مع الأجندة الخاصة بالقافلة ومنظميها، إلا أن هذه الواقعة أثبتت فى الوقت نفسه مدى متانة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وذلك فى وجه أول حادثة دولية هامة منذ الخلاف الذى نشب بين الجانبين فى مارس الماضى بسبب قضية المستوطنات.
أما عن حماس، فيقول التقرير الصادر عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن حماس ستستفيد سياسياً من دورها كداعم للقافلة، ومطالبها العلنية لإسرائيل بعدم التدخل فى الجهود المبذولة لرفع الحصار وصقل طابع المقاومة لديها الذى بدأ يتلاشى.
وذهب معدو التقرير جيفرى وايت وديفيد ماكوسكى وماثيو ليفيت إلى أن ما حدث لأسطول الحرية لا يمكن النظر إليه إلا كانتصار كبير لحماس، فالنتيجة والصور والإدانة الكبيرة لهذا الفعل من أغلب دول العالم كلها تمثل فوائد مباشرة لحماس على حساب خصومها، خاصة إسرائيل وكذلك أيضا السلطة الفلسطينية، وسترى حماس نتيجة لذلك مكاسب سياسية فورية، وكذلك فوائد عملية طويلة المدى لحكمها فى قطاع غزة.
وعلى الجانب الآخر اعتبر التقرير أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تتجلى متانتها وقوتها فى وجه الأزمات وهو ما حدث فى الأزمة الأخيرة، حيث أوضح بيان البيت الأبيض أنه لن يدين إسرائيل ودعا إلى معرفة الحقائق أولا قبل إصدار أى حكم، وكذلك انتقد التقرير موقف مجلس الأمن الذى طرح فيه مشروع قرار لإدانة إسرائيل رفضته الولايات المتحدة، وقال إن المجلس يتبنى سياسة معايير مزدوجة فى التعامل مع الدول، ولم يجتمع المجلس مرة واحدة لمناقشة الصواريخ التى تنطلق من قطاع غزة على إسرائيل منذ الانسحاب منها عام 2005، وخلص التقرير فى النهاية إلى القول إن إسرائيل دائماً ما يتحرك مجلس الأمن ليتخذ إجراءات فورية ضدها عندما تكون متهمة، بينما لا يفعل ذلك مع دول أخرى.