«أمجاد يا عرب أمجاد» جهاد الخازن كثرت أخيراً المقارنة بين الحربين الأميركيتين في فيتنام وعلى العراق، وقد سمعت من مصادر ثقة أن لدى جورج بوش خطة لإنهاء الحرب في فيتنام. الإدارة الأميركية نكبت العراق ونكدت عيشنا، وأركز اليوم على جورج بوش مكتفياً بالهذر، فهو موضوع واسع، ولا فضل لي سوى الترجمة عما أتلقى أو أقرأ في الكتب والانترنت وغيرها. بعض الطُرف قديم قيل عن رؤساء مثل جيرالد فورد، وربما بعض من سبقه، وعن قادة أوروبيين وغيرهم، ولا فارق سوى تغيير الأسماء، وسمعت أخيراً عن اعتقال جورج بوش وجون ماكين وباراك أوباما في بلد صغير في وسط أميركا والحكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص. ووقف أوباما أولاً وصوّب الجنود بنادقهم الى صدره فصرخ: زلزال، زلزال، وقفز الجنود فزعاً ففرّ أوباما هارباً. وتبعه ماكين وصرخ: فيضان، فيضان، وقفز الجنود مبتعدين وفرّ ماكين ونجا. وجاء دور جورج بوش، ووقف أمام الجنود وصرخ: نار، نار. تروى بالإنكليزية طُرف عن «تغيير اللمبة»، وربما سمع القراء بعضها مثل: كم محامياً نحتاج لتغيير اللمبة؟ والجواب: كم معك من فلوس، أو: كم عالماً نفسياً؟ والجواب: واحد، ولكن يجب أن تكون اللمبة مستعدة لتغيير نفسها، أو كم سكّيراً؟ والجواب: واحد ينتظر أن تبرم الغرفة به. ومن عندي: كم عربياً؟ والجواب ألف، واحد يغيّر اللمبة و999 يهتفون «أمجاد يا عرب أمجاد»، أو: كم عربياً؟ والجواب: لا أحد، لأن هذا سرّ حربي والناشر سيسجن بتهمة تهديد أمن الدولة. السؤال الآن: كم من أعضاء إدارة بوش يحتاج إليه تغيير اللمبة؟ وثمة أجوبة منها: - واحد ينفي أن اللمبة بحاجة الى تغيير. - واحد يهاجم عدم وطنية كل إنسان يزعم أن اللمبة بحاجة الى تغيير. - واحد يُحمّل كلينتون مسؤولية حرق اللمبة. - واحد يخطط لغزو بلد أجنبي بحجة أن عنده ترسانة من اللمبات. - واحد يعطي مناقصة من دون تنافس لشركة هالبرتون بمبلغ بليون دولار لتغيير اللمبة. - واحد يرتب للتلفزيون تصويره وهو يغيّر اللمبة، ويصرخ «المهمة أنجزت». - مسؤول في الإدارة يستقيل ويؤلف كتاباً عن المؤامرة وراء تغيير لمبة غير محروقة. - مسؤول آخر يتهم المسؤول المستقيل بالخيانة. - تلفزيون فوكس ليؤكد أن لدى جورج بوش استراتيجية منتصرة لتغيير اللمبة. وربما زدت من عندي: عميل عراقي يزعم لإدارة بوش أن لدى صدام حسين لمبات وأنه على علاقة مع شركة تصنّعها في أفغانستان. هل يذكر القارئ طرفة «اين حسن» العربية؟ أهل القرية يقدمون حسن ليسأل الرئيس الزائر: أين الرز؟ أين السكر؟ أين اللحم؟ أين البنزين؟ ويعد الرئيس بتوفير طلبات القرويين ويعود الى العاصمة وقصره، إلا أن القرويين يتبعونه بعد أيام ويسألهم: ألم نوفر لكم الرز والسكر واللحم والبنزين، ويقولون: نعم، ولكن أين حسن؟ وقد جعل الشاعر أحمد مطر من هذه القصة قصيدة ظريفة. على الطريقة الأميركية، بوش يزور مدرسة ويبدي استعداده للرد على أسئلة الصغار، ويسأله جون ثلاثة أسئلة: 1 – كيف نال منافسك نصف مليون صوت أكثر منك وفزت أنت بالرئاسة؟ 2 – لماذا هاجمت العراق لأسباب ثبت كذبها؟ 3 – ألا تعتبر ضرب هيروشيما بقنبلة نووية أعظم عمل إرهابي في التاريخ؟ ويطلب بوش فرصة 20 دقيقة للتفكير، وعندما يعود الطلاب الى الصف، يقف بيتر ويقول إن عنده سؤالاً رابعاً: - أين جون؟ وطرفة أخرى: كان جورج بوش يركض للرياضة حول البيت الأبيض كعادته كل صباح عندما وجد ولداً يحمل صندوقاً. وسأله بوش ماذا يوجد في الصندوق، فقال الولد إن معه عدداً من القطط عمرها يوم. ونظر بوش في الصندوق وسأل الولد عن نوع القطط. وردّ هذا: كل واحد منها جمهوري. بعد يومين كان بوش يركض يرافقه الوصي على البيت الأبيض ديك تشيني هذه المرة، ورأى الولد وصندوقه، فقال لنائبه: تعال انظر الى القطط مع هذا الولد، فهناك مفاجأة لك. نظر الرئيس ونائبه الى القطط، وسأل بوش الولد عن نوع هذه القطط، فقال: إن كل واحد منها ديموقراطي. واستغرب بوش الرد وقال للولد: قبل يومين قلت لي إنها جميعاً جمهورية. ورد الولد: صحيح، ولكن أنت تعرف أن القطط تفتح عينيها بعد الولادة بيومين. ربما تكون القصص عن جورج بوش، ولكن أعتقد أن النكتة علينا، ورأيي غير الموضوعي، ومن دون تواضع، انني لو أصبت بالزهايمر مزمن لبقيت أعرف أكثر مما يعرف جورج بوش بكامل عقله، ومع ذلك فهو رئيس أميركا والعالم، وأنا أكتب هذه السطور. دنيا. عن صحيفة الحياة 3/5/2008