إجهاض الجهد المصري العزب الطيب الطاهر لا يمكن وصف تصريحات وزير دفاع الكيان الصهيوني إيهود باراك بالأمس والتي أكد فيها أن الوقت الآن هو " للمواجهة مع حركة المقاومة الإسلامية -حماس- أكثر منه وقت تهدئة الا سعيا حثيثا لاجهاض الجهد المصري الذي بدأ امس بحشد ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية لبحث مقترحات للهدنة مع جيش الاحتلال الذي لا تتوقف نزعته العدوانية ضد الفلسطينيين علي نحو وحشي وهمجي مثلما وقع امس الاول عندما قتل بغزة أكثر من عشرين فلسطينياً بينهم أطفال ونساء وهو ما يحسن القيام به علي خير وجه. وشخصياً أشك في اي نوايا حقيقية لدي الكيان للتجاوب مع هذا الجهد المصري فهو لا يجيد الا فنون العدوان والتملص من اي التزام واذا كان قد ألمح الي موافقة ضبابية علي تهدئة مؤقتة وليس هدنة فان ذلك يأتي كنوع من تحركات العلاقات العامة التي يمارسها لتسويق نفسه كداعية للسلام. ومع ذلك أقول: ان المضي باتجاه التهدئة اذا كان وفق اجماع فلسطيني وهو ما يمكن ملاحظته في لقاءات القاهرة التي تتم تحت إشراف الوزير عمرو سليمان مدير المخابرات المصرية فإنه يمكن أن ينطوي علي مردود إيجابي من زاوية المحافظة علي قيادات المقاومة وكوادرها بعيداً عن الرصاصات والصواريخ الصهيونية القاتلة فضلا عن توفير فرصة لالتقاط الانفاس امام الشعب الفلسطيني خاصة في غزة الذي يواجه مصاعب حياتية جمة من فرض حصار ضار يمارسه الكيان بقياداته التي تفتقر الي البعد الانساني وتستغل حالة الارتباط العضوي خاصة علي الصعيد الاقتصادي التي تشكلت عقب سقوط قطاع غزة في قبضة الاحتلال بعد عدوان يونيو من العام 1967. وأظن ان ذلك الهدف يستحق التفاعل مع الجهد المصري بيد ان الكيان لن يرضي ابدا بان يفضي هذا الجهد الي اي نتائج فهو لا تهمه ارواح الشعب الفلسطيني ولا يهمه استقرار قطاع غزة الذي يمثل بوابة خلفية لمصر وأحد ثوابت امنها القومي كل ما يهمه ان تتواصل فعاليته العدوانية وقتله اليومي والاستمرار في قتل أبناء فلسطين حتي لو كانوا أطفالا او نساء، وهو ما يتجلي في بيان وزارة الدفاع الصهيونية والذي يؤكدإن جيش الاحتلال سيواصل التحرك ضد من سماهم جميع الإرهابيين في غزة أي المقاومة. السطر الأخير: مسافرة وانا المقيم بضفافك أيا نهري المفعم بأشواق إلي بلاد يسكنها السحاب إلي حلم رسمناه بحقول ليلاتنا في مدن الزيت والملح ووجع الغياب. عن صحيفة الراية القطرية 30/4/2008