ماكين يزاود على بوش في دعم اطماع اسرائيل سلامة عكور في شهر نيسان 2004م، كان الرئيس بوش قد وعد اريل شارون رئيس وزراء اسرائيل السابق ، بعدم مطالبة اسرائيل بالانسحاب الى حدود ما قبل العدوان الاسرائيلي في ''5حزيران 1967م'' ،مؤكدا ان هكذا انسحاب لن يكون واقعيا ، ومؤكدا الابقاء على مستوطنات مهمة في الضفة الغربية وفي ضواحي القدس الشريف ..كما قدم الرئيس بوش ضمانات لشارون تلائم الاطماع الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية.. وفي لقاء ''أنابوليس'' الذي اسقط دور اللجنة الرباعية وأغفل قرارات مجلس الامن الدولي رقم 242 ورقم 338والقرار رقم 194 وغيرها من قرارات الشرعية الدولية التي لا تجيز لاسرائيل اي نوع من التوسع على حساب الاراضي الفلسطينية ولا التنكر لحق العودة، وسهل لحكومة اولمرت فرصة بناء المزيد من المستوطنات في ضواحي القدس وفي الضفة الغربية ، لعب الرئيس بوش دورا خطيرا في الكلام فقط عن دولة فلسطينية الى جانب الدولة العبرية '' اليهودية '' ، دون مجرد الاشارة الى حدود وطبيعة هكذا دولة.. ولم تتردد ادارة الرئيس بوش في تأييد '' المحرقة '' الاسرائيلية في قطاع غزة المحاصر والمحروم من مقومات وعناصر الحياة ، معتبرا ذلك دفاعا عن النفس !! وفي نهاية الاسبوع الماضي قام المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية جون ماكين بزيارة لاسرائيل أكد خلالها انه في حال فوزه في الانتخابات فانه سيعمل لجعل القدس الموحدة عاصمة ابدية لاسرائيل!! ورغم رفضه زيارة رام الله او قطاع غزة ، فقد اعلن تأييده المطلق لممارسات حكومة اولمرت ولسياستها العدوانية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل في الضفة والقطاع ، منددا بصواريخ القسام و '' بالارهاب '' الفلسطيني!! وهنا ينبغي القول انه اذا ما فاز جون ماكين في الانتخابات وتسلم دفة الحكم في البيت الابيض ، وجاء المحافظون الجدد الى '' البنتاغون'' ، فانه اضافة الى ابقاء قوات الاحتلال الامريكي في العراق الى اجل غير مسمى ممعنة في ابادة وتشريد الشعب العراقي وفي تدمير مدنه واقتصاده وتراثه الحضاري فانه قد يشجع اسرائيل على اعادة احتلال قطاع غزة وعلى التنكر لجميع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية على جميع الاراضي التي احتلت في عدوان ''5حزيران 1967م'' بحدود دولية واضحة ومعترف بها اقليميا ودوليا.. صحيح ان ماكين يحاول كسب اصوات اليهود في الانتخابات ..لكن دعم اسرائيل حجر زاوية في عقيدته.. اذا هذه مواقف وهذا دور الولاياتالمتحدةالامريكية في عهد الرئيس بوش وفي العهد القادم - عهد جون ماكين المحتمل-''..اي هذا دور الراعي الرئيسي لعملية السلام بعد اقصاء الآخرين من اعضاء اللجنة الرباعية.. فما العمل يا ترى ؟!! كيف ستجري المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تحت هكذا رعاية امريكية؟!!.. يمكن الزعم ان عملية السلام في مأزق صعب.. ان القيادات الفلسطينية الآن في مأزق سياسي وأمني صعب للغاية..وليس امامها سوى الاسراع لاعادة بناء اللحمة الفلسطينية من خلال حوار فوري بدون تردد او هوادة لاعادة تحقيق الوحدة الوطنية بين جميع فصائل المقاومة بدون استثناء..وان المبادرة اليمنية فرصة مهمة للخروج من هذا المأزق .. كما ان عقد قمة دمشق فرصة تاريخية امام القادة العرب لممارسة الضغوط على فريقي النزاع..اي على كل من حركتي حماس وفتح من اجل اعادة ترتيب البيت الفلسطيني من خلال تحقيق تفاهم حقيقي وصادق ومخلص بينهما ومن خلال تفعيل اتفاق القاهرة لاعادة هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها مرجعية للنضال الوطني الفلطيني ولفرص السلام.. عن صحيفة الرأي الاردنية 24/3/2008