ايهاب العشري تسألني بتشجع أي فريق ، أقول لك لا أشجع نادياً بعينه ولكني أشجع فريق المنتخب القومي لاني أشجع فكرة التجمع لا التحزب و الفرقة .
انتهي مولد كأس الأمم الإفريقية بما له و ما عليه، ربح فيه من ربح، و خسر فيه من خسر. لكن دعوني انظر معكم للموضوع من زاوية مختلفة ليست كرة القدم محورها و إنما فكرة الأداء و الإتقان والتفاني، هي قلب الفكرة .
ولا شك أن كرة القدم لعبة جميلة و مشاهدتها متعة في حد ذاتها خاصة إذا كان هناك أداء قوي متميز و يتسم بالفنيات العالية.
لقد أعطانا المنتخب الوطني بقيادة المعلم حسن شحاتة درسا في الوطنية و الإتقان و حب العمل، فالكرة أصبحت مهنة لمن يقوم بها .
و حسن شحاتة و جهازه الفني أعطانا الدرس في إتقان العمل وغرس روح الفريق و القيادة النزيهة التي لطالما افتقدناها في ميادين الحياة العامة و حتى لدي مؤسسات المجتمع المدني .
لقد اُنتقد الرجل مرات و مرات و لكن لم يعر هذا النقد اهتماما فلم يخرج و يصيح و يهلل بانجازاته و لكن ترك النقاد واهتم بعمله و ترك القافلة تسير وهنا حقق الانجازات تلو الانجازات .
لقد أثبت أيضا أن المنتج الوطني ذو كفاءة عالية و إمكانيات جبارة إذا وفرنا له المناخ للإبداع و تركناه يعمل بهدوء.
أما الكابتن أحمد حسن و فريقه فقد أثبتوا أن الحب والإخلاص و العمل بروح الفريق و قبل هذا كله السجدة و التسبيح و الدعاء هما الأساس لنجاح أي عمل يقوم به الإنسان.
أثبت أحمد حسن كقائد للفريق بأنه أهل لهذا العمل بتفانيه المتواصل و إتقانه لمهارات اللعب و حبه لزملائه فكان نموذجا للقائد الذي نتمنى أن نراه في كل مؤسسات الدولة.
طبعا لا أريد أن يغضب مني باقي اللاعبين فهم جميعا نموذجا للأداء الرائع و لا يفوتني الثناء علي العناصر الشابة التي خرجت للنور و التي طمأنت الجمهور بأن هذا المنتخب ولّاد و لديه صفوف ثانية و ثالثة لا تقل أهمية ولا مهارة عن لاعبي الصف الأول، فتحية لهؤلاء الأبطال من قلبي و قلب كل المصريين .
أما جمهورنا العزيز في كل مكان فله وقفة أخري هنا و له في القلب مكانة عزيزة، إن تجمع الجمهور حول المباريات و التشجيع بحماس لفكرة الوطن و الوطنية ، تثبت أن المجتمع المصري مازال بخير و لديه الكثير مما يمكن أن يقدمه و هذا يجرني إلى فكرة المشروع الوطني الذي طالما طالبت بها من قبل .
فكما تجمع الجمهور حول الكرة بكل طوائفه و أحزابه فيمكنه أن يتجمع حول مشروع وطني يبني البلد و يعيد لها أمجادها ، فكما تجمعنا قبل ذلك حول مشروع بناء السد العالي، فلما لا نتجمع لنبني لمصر مشروعها الوطني الذي يمكن أن تدخل به القرن الجديد وهي سباقة و ذات حضارة كما كانت دائما و أخيرا تحية لأبطال المنتخب الوطني الذين فجروا فينا كل المعاني الجميلة ، تحية من القلب و مبروك لمصر .