الصهيونية وراء فتنة الصور المسيئة نجاح المطارنة للمرة الثانية خرجت علينا صحف دانماركية بصورة حاقدة تسيء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم). وللعقيدة الاسلامية. هذا الأمر ليس بالجديد فمنذ القدم تتعرض الأمة الاسلامية لشحنات الحقد والنقمة وتهدأ العاصفة قليلا ثم سرعان ما تعود بسمها القاتل من جديد وبأشكال مختلفة للنيل من عقيدتنا التي باركها الله سبحانه وتعالى. فالرسومات التي نشرت بالأمس القريب وعلى صفحات الجريدة الدنماركية كان هدفها الأول الاساءة للاسلام والمسلمين والحصول على ما تريده الصهيونية من اشعال الفتنة في العالم بأسره. ليحلو لها العيش بأمان وطمأنينة ويدعي مرتكبو الجريمة الشنعاء أن ما قاموا به لايعني إلا تعبيرا عن حرية الرأي: وأي حرية يعنون. إذا كانت الحرية تؤخذ كذريعة للنيل من مقدساتنا وديننا الحنيف. فإن الأعمال المشينة التي أقدمت عليها الصحف لاتعني إلا شيئاً واحداً لا جدال حوله وهو انفلات وخيم العواقب. ومرتكبوه أغبياء عديمو البصيرة وضيقو الأفق مما أثار استياء الملايين الملايين من مسلمي العالم فولد فيه نفوسهم الكراهية والعداء لهم وللحكومة الدنماركية التي لم تبادر فوراً بالاعتذار ومعاقبة إدارة الصحيفة لتكسب رضى العرب والمسلمين وتقوية روابط الالتقاء ما بين حضارات الشعوب. ليكون اقدامها على المحاسبة عبرة لبقية الصحف لكيلا تتكرر الحادثة الشنعاء أو ما يشابهها مرات أخرى لكنها ظلت صامتة مع صمت عالمي شامل. أقول هنا لو أن عربياً او مسلماً واحداً فقط قام بانتقاد مزاعم دينية صهيونية ماذا سيكون الرد. حتماً ستقوم الدنيا ولن تقعد وسيعتبر الأمر فظيعاً يحاسب عليه الجميع واساءة كبرى ومعاداة للسامية إن هذا الانحياز المكشوف ضد القضايا العربية الاسلامية واعتبار الاستهزاء بالاسلام وبرسولنا العظيم حرية تعبير وابداء رأي أمر يثير النقمة والاستنكار. فحرية التعبير بلا ضوابط ليست حرية كما يدعون. بل هي اساءة مقصودة ومريرة ضربت عرض الحائط الاحترام والالتزام المطلق لكافة الديانات في العالم وطرحت غير مبالية الأديان والحضارات بعيداً عن كل الاعتبارات. هؤلاء الذين طلعوا علينا باثارة الفتنة والتفرقة برسومهم المسمومة هم أنفسهم الذين يجهلون الاسلام وحقيقة تسامحه واحترامه لأديان الآخرين وحقيقة رسالة رسول الله (صلى الله عليه وسلم). مما دفعهم الى الاصطياد في الماء العكر. أقول هنا كان على الصحافة الدانماركية أكثر وعيا وتعقلا والا تبادر للنيل مرة أخرى بمقدسات ومعتقدات الاسلام والمسلمين بنشرها رسومات حاقدة مدفوعة من فئة صهيونية حاقدة مستهدفة بالدرجة الاولى المسلمين الدانمركيين المتواجدين هناك والذين يعيشون بحب ووئام مع المواطنين الدانمركيين وتآخوا وتساووا معهم في المواطنة والمشاركة في الحكم وادارة الدولة مما أثار غيظهم واعتبروه خطرا يهدد وجودهم فبدأوا ببث سمومهم والتنفيس عنها بتلك الصور لنشر الفتنة واشعال حرائق مستعرة في الدانمارك وفي العالم بأسره لفتح حرب معلنة ضد الوجود الاسلامي في اوروبا وامريكا وضد العالمين العربي والاسلامي على السواء وهذا ما أثبتته التحقيقات والتحريات بضلوع الصهاينة المارقين في هذه العملية المشينة إن دلت على شيء انما تدل على جبن وابتذال وصفاقة. وستكون الخسارة فاحشة على فاعليها. ومرتكبيها. لكن علينا عربا ومسلمين وفي هذا الظرف العصيب الذي نعيشه الآن أن يكون الرد واعيا ومتزنا ووأد الفتنة في مهدها وتفويت الفرص لاذكاء فتيل المواقف المتأججة والمتفجرة بين الشعوب لكيلا يتحقق لاسرائيل والصهيونية ما تريد. وتحقيق مقولتها ليحترق العالم كله وتبقى اسرائيل، وعلينا التمسك بقوله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم. عن صحيفة الرأي الاردنية 1/3/2008