بوش.. بالبيض والطماطم!! عبدالرحمن فهمي كان الرئيس نيكسون هو أول رئيس أمريكي يزور مصر زيارة رسمية.. نعم.. جاء روزفلت مع تشرشل وستالين إلي القاهرة في جنح الليل ذات يوم من عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ليجتمعوا في فندق »مينا هاوس« بعيداً عن أنظار العالم، ليضعوا شروط الهدنة.. وخطوط السياسة العالمية الجديدة.. كانوا يريدون الاجتماع في هدوء بعيداً عن عيون العالم والصحافة الدولية.. حتي إن الملك فاروق أراد أن يستضيفهم فرفضوا.. ولكنه أصر علي الاجتماع بهم، فقرروا استقباله في الفندق لمدة قصيرة دون لفت الأنظار.. لذا ذهب إليهم الملك في جنح الليل بلا موكب رسمي. كانت هذه معالم أول زيارة غير رسمية لرئيس أمريكي لمصر. ولكن زيارة نيكسون كانت أول زيارة رسمية في التاريخ لرئيس أمريكي لمصر.. عقب حرب 1973.. وحدث أن لاحظ الرئيس السادات جموع الشعب علي جانبي الطريق حينما ذهب لاستقبال نيكسون.. لذا طلب سيارة مكشوفة بسرعة ليركبا فيها في طريق العودة من المطار إلي قصر القبة.. رغم أن الأمن الأمريكي مع الأمن المصري كانا قد أعدا سيارة مصفحة لا يخترقها الرصاص لرحلة العودة!! ولما رأي رئيس الأمن الأمريكي الذي كان قد وصل مع رجاله قبل وصول الرئيس نيكسون بساعات قليلة وظل في المطار ليبدأ مهمة.. لما رأي رئيس الأمن الأمريكي السيارة المكشوفة صرخ وقرر عدم استعمالها.. ولكن رجال الأمن المصريين أصروا علي ركوبها لأن هذه هي أوامر الرئيس السادات.. وبعد جدال وكلام طويل.. وكانت طائرة الرئيس الأمريكي قد وصلت.. طلب رئيس الأمن الأمريكي كتابة تعهد من الحكومة المصرية بالمحافظة علي حياة الرئيس الأمريكي خلال الزيارة.. وقد كان.. وركب نيكسون والسادات السيارة المكشوفة وقوفاً لتحية الجماهير علي الجانبين.. بل إن نوافذ وشرفات الشوارع كانت مليئة بالبشر الذين يصفقون ويهتفون لنيكسون ولأمريكا.. وانهمرت أوراق الورد فوق السيارة المكشوفة من النوافذ والشرفات. وعندما وصل الركب إلي قصر القبة.. وكانت الجماهير خارج القصر سُمح لهم بالدخول ووقف نيكسون يرتجل كلمة رغم أنها لم تكن في بروتوكول الزيارة قال جملته المشهورة وهي أنه من طول خبرته في الاحتكاك بالجماهير والشعوب يعلم بحاسته الخفية الفرق بين استقبال شعبي نظمته الحكومات ضد رغبة الشعب والاستقبال الشعبي الصادر عن القلب وبلا أي ترتيب رسمي، وهو الذي حدث الآن في القاهرة عاصمة الشرق والعالم العربي. كان ثالث رئيس أمريكي يزور مصر هو الرئيس كارتر الذي زار إسرائيل ثم مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مباشرة.. وحرص كارتر علي أن يصل إلي القاهرة بعد الفجر بقليل بدون استقبال رسمي.. لأن المخابرات الأمريكية كانت تخشي عليه من هؤلاء الرافضين للصلح مع إسرائيل سواء داخل مصر أو خارجها. ومما يذكر في هذه الزيارة التي بدأت مع خيوط الشمس الأولي أن ذهب كارتر إلي منزل السادات بالجيزة، وجلسا في الحديقة، وطلب كارتر نفس الإفطار الذي تناوله نيكسون في زيارته لمصر.. فقد روي نيكسون له حكاية الفطير المشلتت مع العسل والطعمية الساخنة والعيش البلدي!!.. وهي الحكاية التي وردت في مذكرات كارتر الأخيرة.. أما الرئيس الأمريكي الرابع فهو (أخونا) بوش الذي أخذوه إلي شرم الشيخ بعيداً عن القاهرة والناس.. وأدرك الرجل وحاشيته هذا الأمر، فقرر ألا يمكث في مصر سوي ثلاث ساعات فقط بعد مؤتمر صحفي قصير غير مسموح فيه بأي سؤال!! تري ماذا لو ركب بوش سيارة مكشوفة؟! باختصار.. ستحدث أزمة بين البيض والطماطم في مصر كلها!! عن صحيفة الوفد المصرية 31/1/2008