هاتفني صديق لي يقول إن جريدة الوفد بتاريخ 3 أغسطس أجرت حوارا مع المزور سيد القمني حول ما أثرته عما قالته لي سلوي بكر في التليفون من أن الإتيليه لم يرشح القمني وما أشرت إليه من قول القمني أنه لو كان في بلد غير مصر لما حصل علي الجائزة ، وذكر أنه مستعد لمقابلتي والحوار معي في أي مكان في صحيفة أو قناة تلفزيونية .
وأنا هنا أقول لن أقابل المزور الذي خدع المصريين جميعا لفترة طويلة وهو يتكئ علي أرائك المؤتمرات والندوات والفضائيات ليقول إنه يحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع الديني .
وفي الحوار المشار إليه قال القمني جهالات تشير إلي أنه لا يعرف شيئا علي الإطلاق عن علم الاجتماع الديني ومنها مثلا قوله إن المصريين أحناف لأن مذهب أبو حنيفة أقرب للتيسير وأي مصري عاش في الدلتا أو في الصعيد يعرف أن المصريين في الدلتا شافعية وفي الصعيد مالكية وأن مذهب أبي حنيفة في قضايا النظام العام والمعاملات هو الذي جاءت به الدولة العثمانية لمصر ، فهي أول دولة تقر بتوحيد المذهب علي مستوي النظام العام في الخبرة الإسلامية .
ولا أريد أن أذهب أكثر في شروح حول الجهالات الاجتماعية الدينية الأخري التي قالها القمني فهي كارثية ولكني أقول إنني لم أرغب أبدا أن ألتقي بهذا المزور وحين قابلته في قناة الجزيرة أخفي عني معد الحلقة من سيكون معي وزور علي أنه أكاديمي سوري ولم أعرف أن القمني هو الذي سيكون معي إلا قبل الحلقة بدقائق .
يومها ضحكت كثيرا من سوقية القمني وتبجحه وتزويره علي الصحابة وعلي مناهج التعليم الديني واندهشت من طريقته في الكلام وعاميته التي تشير إلي أن بينه وبين العلم أمدا بعيدا .
واليوم وبعد أن كشف القمني في الحوار المذكور أنه متلجلج ومزور ودعني أستخدم هنا أساليب التحقيق والتحليل النفسي فالرجل حالة نفسية كانت مطلسمة بيد إن حصوله علي الجائزة المشئومة فك جميع مغاليقها فاكتشفنا مثلا أنه لم يرشح من الإتيليه وأنه ليست هناك لجان للفحص كما ادعي علي أبو شادي وأنه وهذا هو الأخطر قد ضرب شهادة مزورة للدكتوراة ليرهب الناس بها ، ذكر القمني أن المشرف عليه في رسالة الدكتوراة هو الأستاذ فؤاد زكريا وهو يقصد بالطبع الدكتور فؤاد زكريا الباحث العلماني المعروف وأنه حصل علي الدكتوراه من جامعة الكويت وأن الدكتور فؤاد زكريا أعطاه تقديرا مختوما من جامعة الكويت .
وما نعلمه أن جامعات الكويت كما أفادني أحد الأصدقاء أمس في مكالمة هاتفية لا ينتسب في الدرجات الجامعية إليها أحد من غير أهلها ، فهل انتسب القمني إلي جامعات الكويت من منازلهم أو توسط له فؤاد زكريا أو أنه لم يتقدم للجامعة أصلا ودرس كتلميذ مشافهة علي فؤاد زكريا وأجازه بلغة علمائنا القدامي .
نحن نسأل القمني متي كان ذلك ؟ متي سجل في جامعة الكويت للحصول علي الدكتوراه ؟ وماذا كان موضوعها ؟ ومن الذي ناقشها مع المشرف الذي انتحله وهو فؤاد زكريا ؟ ولماذا جامعة الكويت بالذات ؟ فنحن نعرف أن الكويتيين يأتون هنا مصر للتسجيل في جامعاتنا التي استطاعت أن تؤسس مدارس في العلوم الاجتماعية والسياسية وعلم النفس وغيرها ؟
الآن نحن متأكدون أن القمني لم يحصل علي شهادة الدكتوراه من أية جامعة مصرية وهذا شرف كبير لجامعاتنا ، ومن ثم فهذا الدعي المزور عليه أن يقول لنا وللشعب المصري كله ولأهله في الواسطي من أين حصل علي شهادته للدكتوراه ؟
وحديث الإفك الذي يثيره أزلام وزارة الثقافة من أن شهادة الدكتوراه ليست شرطا هو كلام زور ككلام القمني – فنحن في زمن التزوير الثقافي – إذ إن حصول الفائز بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية تحديدا علي الدكتوراه هو أمر ضروري لكي نكون علي ثقة بأنه حرر مناهجه وعرفها وتعلم قواعد العلم وموازينه وليس الجلوس علي دكك الصعاليك من الشعراء والمتكلمين في قهاوي وسط البلد ، في العلوم الاجتماعية لا بد أن يكون الحاصل علي جائزتها حاصل علي الدكتوراه .
لم أكن قد حصلت علي الدكتوراه يوم أن قابلت القمني في برنامج الاتجاه المعاكس عام 2004 وكدت أن أنتهي منها وجائني المعد ليقول لي نكتب الدكتور فلان قلت لا أنا لم أحصل بعد علي الدكتوراه بينما كان القمني المزور المتبجح يكتب دكتور سيد القمني ، والحمد لله أنني حصلت عليها عام 2006 من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بعد كفاح طويل يعرفه الجميع .
من هنا لن أقابل المزور .. وأندهش من أولئك الذين يقولون وماذا يعني أن لا يكون حاصلا علي الدكتوراه ولكنه مزور المصيبة الآن في التزوير .. فالتزوير يسقط أهليته أصلا ليكون مواطنا محترما بين الناس .
القضية الآن لم تعد جائزة الدولة وإنما التزوير والانتحال الذي اقترفه القمني ، ومن يجرؤ علي التزوير في الدين وعليه يجرؤ بعد علي التزوير في شهادة الدكتوراه .. لن أقابل المزور فقد سقطت حيثيته الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية .
*كاتب ومفكر مصري خبير في شئون الحركات الإسلامية جريدة المصريون 6/8/2009