ساركوزي في الشرق الأوسط عاطف عبد الجواد تزامنت زيارة الرئيسين بوش وساركوزي للعالم العربي لا يمكن أن يكون بمحض الصدفة فمثل هذا التزامن لا يتم الا بتنسيق بين الحلفاء ولكن زيارة ساركوزي تهدف اولا الى خدمة المصالح الفرنسية ثم في الوقت نفسه لا بأس من خدمة اهداف السياسة الخارجية في المنطقة والرئيس الفرنسي ساركوزي رجل يحب السفر فمنذ دخوله قصر الإليزيه في مايو الماضي زار اكثر من عشر دول والسبب في توجهاته نحو العالم الخارجي قد يعزى الى كونه ابن مهاجر بلغاري والمهاجرون لهم دائما توجهات عالمية ولكن ساركوزي الذي يعشق أميركا، هو أيضا أكبر عشاق فرنسا وقد شهد تدهور مكانة فرنسا على المسرح الدولي وتدهور الاقتصاد الفرنسي خلال العقد المنصرم هدفه الأول إذن هو دفع فرنسا إلى مكانة بارزة على المسرح الدولي وجمع أكبر قدر من المال للفرنسيين الذين بات المهاجرون يشكلون اليوم ربع عددهم . قرار الرئيس ساركوزي تصدير الخبرة والتكنولوجيا النووية الفرنسية للعرب وأفريقيا يهدف إلى الحصول في المقابل على عقود تجارية مجزية وهو ما يخدم مصلحة الاقتصاد الفرنسي، ويهدف في الوقت نفسه إلى فرض عزلة على ايران ، وهو ما يخدم اهداف السياسة الأميركية. فرنسا هي موطن صناعة متقدمة للطاقة النووية تتمثل في شركة اريفا التي تصنع مفاعلات وتستخرج اليورانيوم وتوفر امدادت الوقود وبينما يروج الرئيس ساركوزي لمصالح فرنسا التجارية بإعادة إحياء الصناعات النووية التي ستعود على بلاده ببلايين الدولارات، سوف يشعل ساركوزي بدون قصد منة التنافس على الطاقة النووية في وقت يزداد فيه القلق ازاء ارتفاع اسعار النفط وازاء الأضرار البيئية والمناخية الناجمة عن الوقود الاحفوري وفضلا عن اتفاقه النووي مع الامارات العربية المتحدة يتباحث الرئيس ساركوزي ايضا مع السعودية ومصر والمغرب بشأن اتفاق مماثل لبناء مفاعلات للطاقة السلمية فيها ويأتي ذلك في اعقاب اتفاق مماثل مع كل من الجزائر وليبيا. ولا تقتصر جهود الرئيس ساركوزي على العالم العربي فقط ففي نوفمبر الماضي وقعت شركة اريفا اتفاقا قيمته 12 بليون دولار لبناء مفاعلين في الصين وتدخل في مناقصات لبناء مفاعلات في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وفي انحاء العالم في فيتنام واندونيسيا وشيلي والارجنتين يتعاقد الرئيس ساركوزي لبيع المفاعلات النووية الفرنسية الصنع وفي الهند ايضا عن قريب ولكن الرئيس ساركوزي بتزويده الدول العربية بالمفاعلات النووية يهدف إلى فرض عزلة على إيران كيف ؟ يقول ساركوزي : إن المشاركة في التكنولوجيا النووية السلمية مع العرب يبني أواصر الثقة بين العرب والغرب، ويميزهم عن إيران في تعامل الغرب معهم وساركوزي يخدم المصالح الأميركية أيضا ليس فقط بمحاولته فرض عزلة على إيران بل أيضا بإقامة قواعد عسكرية فرنسية في المنطقة سوف نبحث هذا الموضوع. عن صحيفة الوطن العمانية 21/1/2008