الاستثمار الإسرائيلي للرئيس الأميركي! ممدوح طه منذ فتحت مصر العربية معبر رفح الواقع بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية على الحدود المصرية الفلسطينية لعبور الحجاج الفلسطينيين لاعتبارات إنسانية لم يسلم أبناء غزة كما لم يسلم أبناء مصر من الشرور الإسرائيلية السياسية والعسكرية اللا إنسانية.
ففي اليوم ذاته الذي بدأت فيه عودة الحجاج من الشيوخ والنساء بالفرح والدموع من أنبل رحلة إسلامية وإنسانية، من الأرض المقدسة في الحجاز حيث ثاني القبلتين في المسجد الحرام بكعبته المشرفة، إلى الأرض المقدسة في فلسطين حيث أولى القبلتين في المسجد الأقصى وقبته المشرفة، أبت قوات الاحتلال.
إلا أن تبدأ حفلة الموت المجنونة بشن غاراتها اليومية العدوانية الإرهابية لليوم الثالث على التوالي لسفك الدماء الفلسطينية حيث قتلت تسعة عشر شهيداً عدا العشرات من الجرحى والمصابين بغير مستشفيات مجهزة بسبب الحصار من النساء والأطفال والرجال مدنيين ومقاومين للطائرات والدبابات والتبريرات الأميركية لما تسميه «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس» ضد ما تسميه «الإرهاب الفلسطيني».
بينما لم تنطق يوماً ولو لذر الرماد في العيون العربية «الصديقة أو الحليفة»، لا فرق، كلمة بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن النفس وعن أرضه المحتلة، ولا حتى بحق رفض الاعتراف بشرعية الاحتلال، ولا بحق الرد المحدود بغير طائرات ولا دبابات، على المجازر اليومية الصهيونية ضد شعبه المحاصر بالمقاومة الوطنية التي شرعتها المواثيق الدولية ضد الاحتلال، باعتبار أن الاحتلال هو أعلى درجات الإرهاب!
كما لم تسلم مصر من الجنون الصهيوني حيث قتل أحد المواطنين المصريين في سيناء في اليوم الثاني برصاص القوات الإسرائيلية فضلاً عن حملة التحريض والاتهامات الإسرائيلية في الدوائر الأميركية والأوروبية في واشنطن وبروكسل ضد المواقف السياسية المصرية بهدف الضغط والابتزاز، ظناً منها أنها تستطيع بذلك كله تحويل وظيفة القوات المصرية في سيناء إلى حرس للحدود الإسرائيلية لا المصرية!
بل يبدو أن الجنون قد اشتد بقادتها إلى حد ما كشفت عنه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية من أنها تنتظر. زيارة الرئيس جورج بوش، لنيل توقيعه بالموافقة على ما تسميه «وثيقة المصالح الحيوية الإسرائيلية»، والتي تتضمن منح قوات الاحتلال «يداً طليقة وحرة» لاجتياح الدويلة الفلسطينية بعد قيامها بذريعة «الخطر الآتي من الشرق» بالإضافة إلى عدة موافقات من الرئاسة الأميركية «لأنابوليس» بهدف وضع الدويلة الفلسطينية تحت الوصاية والهيمنة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن المطلب الإسرائيلي الرئيسي من الإدارة الأميركية هو ضمان حرية عمل الجيش الإسرائيلي في الضفة أثناء المفاوضات، وأن تكون الدولة الفلسطينية عندما تقوم خالية من أية قوة عسكرية، ونقلت «هآرتس» عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنه «لا يعقل أن يتم منعنا من مواصلة تحقيق إنجاز كبير أمام الإرهاب في يهودا والسامرة»، أي الضفة الغربية.
أليس هذا الجموح الإسرائيلي استخفافاً بالعرب والمسلمين حين تطالب في إطار حل دائم مع الفلسطينيين أن «توافق الولاياتالمتحدة على فرض قيود على سيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية بما في ذلك أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وأن تكون لدى إسرائيل حرية تحليق طيرانها الحربي في الأجواء الفلسطينية ومراقبة خفية في المعابر الحدودية الفلسطينية ليتيح لإسرائيل معرفة من يدخل إلى الأراضي الفلسطينية ومن يخرج منها».!!
والأكثر استفزازاً لمصر والأردن بالذات الموقعتين على «اتفاقات سلام» معها هو أن طلب إسرائيل «نشر قوة دولية في الضفة الغربية وعند محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر وانتشار دائم ولفترة طويلة لقوات الجيش الإسرائيلي في غور الأردن لتنفيذ مهمات يطلق عليها (سياج عائق) غايته الردع.
وهكذا ستستثمر إسرائيل زيارة «السيد الرئيس» للمنطقة وهى التي تبدو مهتمة بالحصول على مباركة بوش لمطالبها الأمنية ليكون ذلك أساساً لعمل المبعوث الأميركي الجنرال «جيمس جونز» المعين من قبل وزيرة الخارجية الأميركية «كوندوليزا رايس» رئيسة اجتماع أنابوليس بمباركة عربية فكيف سيستثمرها المرحبون العرب بزيارة السيد الرئيس؟! عن صحيفة البيان الاماراتية 7/1/2008