عودة بوتين إلى الكرملن د.هاني شادي في أول خطاب سنوي له عن حالة الاتحاد الروسي، أعلن الرئيس دميتري ميدفيديف في الخامس من الشهر الجاري أمام البرلمان الروسي بمجلسيه (مجلس الدوما ومجلس الفدرالية) عن ضرورة تمديد ولاية رئيس الدولة من أربع إلى ست سنوات. كما اقترح تمديد فترة عمل مجلس الدوما (مجلس النواب ) من أربع إلى خمس سنوات. وعلى الفور أيد البرلمانيون الروس بما فيهم نواب الحزب الشيوعي الروسي هذه المقترحات، معتبرين أنها ضرورية بالنسبة للحفاظ على الاستقرار في روسيا. ولكن مقترحات ميدفيديف هذه فتحت الباب من جديد أمام التكهنات بعودة فلاديمير بوتين رئيس الوزراء حاليا إلى كرسي الرئاسة مرة أخرى بعد أن تنتهي ولاية ميدفيديف الحالية في عام 2012. كما أن البعض يعتقد باحتمال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في روسيا العام القادم من أجل أن يعود رجل روسيا القوي بوتين إلى الكرملن وينتقل ميدفيديف من كرسي الرئاسة إلى كرسي رئيس الوزراء. وتشير مصادر قريبة من الكرملن إلى أن تمديد ولاية الرئيس وصلاحيات مجلس النواب والذي سيتطلب تعديلا دستوريا سيُقر قبل نهاية العام الجاري ودون اللجوء إلى إجراء استفتاء للشعب الروسي عليه. ومن جانبه أعلن رئيس مجلس الفدرالية الروسي سيرجي ميرونوف أن البرلمان الفدرالي الروسي قد يدخل التعديلات المقترحة من قبل الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في رسالته السنوية على الدستور في هذا العام. وأوضح ميرونوف أن المقصود بالتعديلات هو إدخال تغييرات طفيفة على 3 مواد من الدستور الروسي المتعلقة بالفترة الرئاسية وفترة صلاحيات مجلس الدوما وطريقة تشكيل مجلس الفدرالية. ومع ذلك يرى ميرونوف أنه بناء على الضوابط القانونية المعمول بها حاليا فإن التعديلات على الدستور يجب أن يصادق عليها ثلثا المجالس التشريعية في الوحدات الإدارية بروسيا. ويعلل ميرونوف ضرورة تمديد فترة الرئاسة في روسيا ميرونوف بأن أربع سنوات لعمل الرئيس في منصبه فترة قصيرة بالنسبة لدولة مثل روسيا. وتجدر الإشارة إلى أن ميرونوف (المقرب من بوتين) اقترح منذ عدة سنوات تمديد فترة الرئاسة من أربع إلى سبع سنوات ، ولكن بوتين الذين كان يتولى الرئاسة آنذاك لم يرحب كثيرا بهذا التعديل الدستوري. غير أنه صرح بعد ذلك باحتمال إجراء هذا التعديل. ويبدو الآن أن بوتين يفضل أن يجري التمديد بأيدي ميدفيديف. ويرى بعض المحللين إمكانية أن يكون فلاديمير بوتين ، رئيس الوزراء حاليا ، هو الذي سيستفيد من الزيادة المرتقبة لمدة ولاية رئيس الاتحاد الروسي. وتتوقع المحللة السياسية أولجا كريشتانوفسكايا أن يعود بوتين إلى قمة السلطة في وقت قريب ليجلس عليها حتى عام 2024 بينما ينتقل دميتري ميدفيديف إلى كرسي رئيس الوزراء. وهناك سيناريو آخر يروج له في روسيا وهو أن يصبح بوتين حاكما ل"الاتحاد السوفيتي المصغر" الذي يضم روسيا وبيلوروسيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. غير أن دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء بوتين نفى تكهنات من هذا القبيل، مشيرا إلى أنه لا يرى مبررا لعودة بوتين إلى منصب رئيس الدولة في العام المقبل لأن مدة ولاية الرئيس العامل سوف تستمر خلال عام 2009. وجاء تصريح بيسكوف ردا على تكهنات تشير إلى احتمال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في روسيا العام المقبل ليعود بوتين إلى الكرملن. والملاحظ أن بيسكوف نفى عودة بوتين إلى الرئاسة في عام 2009 ، ولكنه لم ينف عودة الرجل القوي إلى الكرملن بشكل عام. في نفس الوقت اعتبر عضو قيادي في حزب السلطة "حزب روسيا الموحدة" الذي يترأسه بوتين أن زيادة مدة ولاية رئيس البلاد لن تكون إلا أول خطوة في اتجاه اعتماد الجمهورية البرلمانية بدل الجمهورية الرئاسية. كما أن مصادر بمجلس الفدرالية الروسي (مجلس الشيوخ الروسي) ترى أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف كان قد أعلن عن اعتماد هذا النظام (الجمهورية البرلمانية) الذي يزيد صلاحيات البرلمان ومجلس الوزراء على حساب صلاحيات رئيس الدولة. ولكن جميع المؤشرات تدل على أن بوتين سيعود إلى الكرملن ، إن لم يكن في العام المقبل ففي عام 2012 عندما تنتهي الولاية الأولى لميدفيديف حيث سيحق لبوتين الترشح من جديد للمنصب الرئاسي. عن صحيفة الوطن العمانية 12/11/2008