صفقة الأسري قريبة أنور صالح الخطيب التصريحات الصادرة من تل أبيب حول إمكانية الإفراج عن مروان البرغوثي والأسري الذين كانت ترفض إسرائيل الإفراج عنهم في السابق من ذوي الأحكام العالية ومن النساء والأطفال وزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي باراك المرتقبة الأربعاء إلي القاهرة توحي أن ثمة صفقة تطبخ علي نار هادئة للقيام بعملية تبادل للأسري بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس تفرج الأخيرة بموجبها عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مقابل إفراج تل أبيب عن قائمة ال1400 فلسطيني التي قدمتها حماس إلي إسرائيل عبر القاهرة. الصفقة التي قد تتم بالفعل قبل وصول الرئيس الأمريكي جورج بوش إلي المنطقة إذا استجابت تل أبيب لقائمة المقاومة الفلسطينية ستعتبرها واشنطن بادرة حسن نوايا مهمة من تل أبيب قد تغطي حتي علي قضية استمرار الاستيطان إذا لم يحسن الجانب الفلسطيني التعامل معها إعلاميا بالشكل المطلوب. تبدو إسرائيل معنية في هذه المرحلة بإتمام صفقة الأسري لتخفيف الضغط عليها وعدم إلقاء اللوم عليها في إفشال المفاوضات النهائية مع الفلسطينيين بسبب استمرارها في سياسة الاستيطان والتوسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة لكنها تدرس الثمن الذي ستضطر لدفعه لقاء الأسير شاليط وفيما إذا كان هذا الثمن مقبولا ويمكن تمريره وتحقيق مكاسب سياسية من خلاله. علي الجانب الآخر فإن الفلسطينيين معنيون بالتمسك بقائمة الأسري التي قدموها وعدم التنازل عنها أبدا مهما كانت الأسباب والمبررات فنجاح إتمام هذه الصفقة حتي لو حققت إسرائيل مكاسب سياسية وإعلامية من ورائها سيعني إسقاط الفيتو الإسرائيلي بالإفراج عن المحكومين أحكاما عالية ومن تتهمهم إسرائيل بأن أيديهم ملطخة بالدماء الإسرائيلية وكأن أيدي جنرالاتها وقادتها حتي السياسيين منهم غير ملطخة بدم أطفال الشعب الفلسطيني. حماس ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية تدرك أكثر من غيرها أن الشعب الفلسطيني لن يغفر لأحد التنازل في قضية الأسري التي هي قضية كل بيت فلسطيني أبدا والقائمة التي تم الاتفاق عليها تمثل للفلسطينيين الحد الأدني الذي يمكن أن يقبلوه إذ إن الحديث الممل والمكرر عن السلام لا يمكن أن يقنع أحدا وأكثر من احد عشر ألف فلسطيني منهم مرضي ونساء وأطفال وشيوخ يقبعون في سجون الاحتلال بتهمة المقاومة التي هي حق مشروع لهم. الصبر وحسن إدارة ملف صفقة التبادل مطلوبان في هذه اللحظات الحاسمة لا نريد تصريحات تحرق المراحل بل نريد نتائج تسر الشعب الفلسطيني الذي صبر ويستحق الآن نتيجة صبره. عن صحيفة الراية القطرية 25/12/2007