صراحة ساركوزي أنور صالح الخطيب روي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للصحفيين في باريس ما وصفه بقصة انفتاحه علي الرئيس السوري بشار الأسد وأبدي ساركوزي في الحديث الذي نشرته الشرق الأوسط امتعاضا من عدم تحقيق نتائج في موضوع الانتخابات الرئاسية. وقال الرئيس الفرنسي: لقد وصلنا إلي نهاية المطاف ولم تعد تكفيني الكلمات. أريد أفعالا . منبها إلي أن يوم السبت المقبل، موعد الجلسة الجديدة لمجلس النواب هي آخر فرصة وبعدها سيتحدث بصراحة ؟؟ من قبل اعتبر الرئيس الفرنسي أن يوم الاثنين الماضي هو الموعد الأخير قبل أن يتدخل وزير خارجيته ويخفف من وطأة هذا التصريح الرئاسي واليوم يعود ساركوزي ليعطي فرصة أخيرة تنتهي اليوم السبت من أجل أن يري أفعالا في لبنان وليس أقوالا. لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كان اللبنانيون سيرون الدخان الأبيض يخرج من مبني مجلسي النواب اللبناني اليوم لان الأمور بلغت من التعقيد حدا بعيدا مما أدي إلي تعطل انبعاث الدخان الأبيض تسع مرات حتي الآن. صراحة ساركوزي ستكون قنبلة نهاية العام الجاري إذا التزم بوعده ولم يتراجع عنه كما حصل في المرة السابقة إذ سيشهد اللبنانيون ومعهم المهتمون بالشأن اللبناني فاصلا سياسيا نادرا قد يكشف بالفعل ما يدور في كواليس السياسة اللبنانية من احد الأطراف الفاعلة والمؤثرة في الساحة اللبنانية. لا نريد أن نستبق الأمور ونتنبأ بما سيقوله ساركوزي لكن المستغرب تماما أن يحمل الرئيس الفرنسي سوريا ورئيسها بشكل مباشر وغير مباشر مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي وكأن دمشق لم تغادر عنجر قبل سنوات وكأن الفيتو السوري لا زال يعمل في لبنان بنفس الفاعلية رغم أن مياها كثيرة مرت في العلاقة بين البلدين منذ انسحاب القوات السورية من لبنان. الرئيس ساركوزي يعرف أكثر من غيره أن ثمة لاعبين كثراً في الساحة اللبنانية منهم بلاده وما جولات وزير خارجيته المكوكية في بيروت إلا تعبيرا واضحا عن حجم التأثير الفرنسي في السياسة اللبنانية وهو تأثير لا أظن أن دمشق تتمتع به الآن إلا إذا كانت المعارضة تدار بالريموت كنترول من دمشق مثل الموالاة تماما التي اتهمها الجنرال عون أنها تدار بالريموت من الخارج. سوريا خرجت مذمومة مكروهة من بيروت مع طلب دولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية تحت أي ظرف والحين فان ساركوزي يعتبر أن الأمور وصلت إلي نهاية المطاف وانه يريد أفعالا سورية لا أقوالا لتمرير الاستحقاق الرئاسي؟. لننتظر ونري ما سيقوله ساركوزي اليوم فلعل صراحته تحقق ما فشلت فيه وساطته فتمر معجزة الاستحقاق الرئاسي ويدخل لبنان العام الجديد برئيس للجمهورية. عن صحيفة الراية القطرية 22/12/2007