العنصرية في مصر منتصر الزيات استفزتني جدا تصريحات أدلى بها مفكر نوبي مصري يدعى حجاج أدول بمناسبة فوز باراك أوباما في سباق الرئاسة الأمريكية على نظيره الجمهوري ماكين، خاصة أن تولي أوباما سدة الرئاسة في البيت الأبيض هي سابقة لم يكن أشد المتفائلين يتوقع حدوثها بعد خمسة وأربعين عاما من حلم الزعيم لوثر كينج الذي قال عام 63 أنا أحلم، أحلم باليوم الذي أجد فيه أطفالي الأربعة يعيشون فى شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم . قال حجاج أدول لا فض فوه عند سؤاله عن إمكانية حدوث تجربة مشابهة في مصر أو العالم العربي لتجربة فوز أوباما في الولاياتالمتحدة، إن العالم العربي فيه عنصرية ضد السمر والسود، مشيراً إلى عدم وجود مذيع أو مذيعة سوداء على الشاشات المصرية، بل إن هناك سخرية قبيحة من الملونين في وسائل الإعلام والأفلام والمسرحيات ضد السود والسمر، مما ينم عن الازدواجية العربية في أنهم يرون العيوب في غيرهم دون النظر لأنفسهم، لافتاً إلى أننا في مصر والوطن العربي لا نصرح بأن هناك عنصرية خوفاً من الاتهام بالإساءة لسمعة مصر . هل هذا كلام يمكن أن يتفوه به مواطن مصري منصف أو عاقل فضلا عن كونه مفكرا وأديب كما يقول!! إننا نكافح في مصر من أجل القضاء على مزاعم أي تفرقة في المعاملة بين المواطنين المصريين بسبب دينهم وما زلت أقول بصوت عال إن عنوان التسامح الدينى هي مصر بلا أي تزيد أو مماحكة لاحد - لقد ورثنا التسامح عن آبائنا وأجدادنا ونعيش في صورة لم تعهدها أي مجتمعات أخرى تلاحمت البيوت ومقار العمل واختلطت الأنساب، فيأتي اليوم هذا الأدول ليزعم أن لدينا عنصرية مقيتة بسبب اللون ساء ما يرى ويعتقد!! لقد نسى أدول أن ديننا السماوي ينهى عن أي ممايزة بسبب اللون أو الجنس وعلم معلم البشرية كلها العدل والمساواة حين قال لا فرق بين أبيض ولا أسود ولا بين عربى أو أعجمى إلا بالتقوى وجعل أساس المفاضلة إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وقد أصدر رب الناس جميعا دون تمييز بسبب الدين أو اللون أو الجنس إعلانا عاما يسري حتى تخرج الشمس من مغربها (يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، ويتبجح أدول المفكر النوبى ويزعم أن التلفزيون المصري لا يطل منه مذيع أسمر!! بل كذب في دعواه العنصرية المقيتة ويطل عبر نشرة الأخبار الرئيسية مذيع أسمر معروف من نوبة أسوان وهناك غيره يطلون عبر برامج مختلفة سواء في القناة الثامنة بالتلفزيون المصري التي تغطي محافظات جنوب الصعيد أو غيرها من القنوات الأخرى ما هذا الكلام الغريب العجيب الذي اعتدنا سماعه في المؤتمرات المشبوهة التي تنعقد هناك في واشنطن!! ويطلقها دعاة الفتنة الذين غايتهم تقطيع أوصال هذا الوطن لقد نسي أدول أو تناسى أن أول رئيس جمهورية لمصر بعد ثورة يوليو كان اللواء محمد نجيب أسمر البشرة، ونسي أدول أو تناسى أن الذي ذاع أول بيان للثورة بصوته وترأس بعدها رئاسة تحرير صحيفة الجمهورية لسان حال الثورة ثم ترأس أيضا مجلس الشعب المصري أو مجلس الأمة حتى شاء الله أن يترأس البلاد كلها بعد وفاة عبد الناصر هو الرئيس الأسمر أنور السادات المولود من أب وأم سمر سمار التربة المصرية الغالية النزيهة ما هذا التخرص وتلك المزايدة التي تنطق شرا وتكرس فتنة وتعجب حجاج من مطالبة البعض لأعضاء مجلس الشعب الذين يحملون جنسية أخرى غير المصرية بالتنازل عنها، معتبراً ذلك غباء وجموداً من السلطة المصرية يؤدي إلى حرمان أي شخص أجداده غير مصريين خلال السنوات القادمة من المطالبة بحقه في المشاركة في الحكم، موضحاً أن جمود السلطة، أدى إلى تحجر الشعب المصري وجموده في تقبل الملونين، لافتاً إلى أن المصريين يحبون النوبي لكنهم في الوقت نفسه يكرهون مطالبته بحقوقه في المواطنة، على الرغم من أنهم ظلوا فترة تحت حكم المماليك العبيد ولكنهم لم يرفضوا هذا الحكم لأن المماليك كانوا من ذوي البشرة البيضاء لا السوداء. أجيبوني بصدق هل هذا الكلام له علاقة بالفكر والأدب أم بعكس ذلك ، إنه فكر الفتن وسوء للأدب مع المصريين جميعا حكاما ومحكومين، إنني أفخر أن جذوري نوبية وكان والدي رحمه الله يعلمنا اللهجة النوبية ونتزاور مع أرحامنا غرب أسوان حتى هذه اللحظة ففيها عماتي وأهلي وعشيرتي رغم بياض بشرتنا فتلك مشيئة الله سبحانه، لكننا لم نلحظ أبدا أو نرصد هذه الاكاذيب التي يحلو لأدول ومن هم على شاكلته ترديدها فكذب وتخرص وهو يردد في تصريحاته الصحفية التي أتمنى أن يصدر له تكذيب عنها وبراءة منها وأضاف أدول أنه لا يستبعد إذا ظهر نوبي يمتلك القدرات والكاريزما اللازمة أن يصبح رئيس جمهورية، مؤكداً أن المصريين ليسوا ضد الفرد النوبي، ولكنهم ضد اللون وفكرة التجمع اللوني أو العرقي بشكل عام. عن صحيفة الراية القطرية 8/11/2008