لندن: تقول صحيفة "الجارديان"البريطانية إن المحتجين في سوريا يحاولون أن يبقوا الثورة سلمية وغير طائفية في مدينة حمص بعد التقارير التي تحدثت عن مقتل ما بين 10 و 30 شخصا في اشتباكات طائفية بين سكان سنة وعلويين. وتضيف الصحيفة أن بعض الناشطين والسكان المحليين يشكون في الرقم الذي أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن المواجهات الطائفية خلفت 30 قتيلا إذ يحصرون عدد القتلى ما بين 10 و 15 قتيلا فقط. وتتابع قائلة إن هذه المواجهات الطائفية تزامنت مع بروز ضغوط دبلوماسية على النظام السوري إذ إن البعثة القطرية أغلقت سفارتها في دمشق بعدما كانت الحكومة القطرية من داعمي النظام سابقا كما أن الاتحاد الأوروبي أعلن أنه يدرس إمكانية فرض عقوبات إضافية على سورية. تقول الصحيفة إذا اتضح أن المواجهات كانت طائفية في الأصل، فإن ذلك سيؤجج المخاوف من اندلاع صراع طائفي بين السنة الذين يشكلون الأغلبية أي نحو ثلاثة أرباع السكان والعلويين الذين يشكلون 10 في المئة من السكان. وتمضي "الجارديان" قائلة إن ليس كل العلويين يؤيدون نظام الرئيس الأسد لكن النظام استطاع حشد تأييد الأقليات عن طريق تخويفهم من مغبة سقوطه وتسليح موالين له من بين الطائفية العلوية بهدف المساعدة في قمع الاحتجاجات كما يقول ناشطون سياسيون. وتنقل الصحيفة عن أحد السكان قوله "قتلت قوات الأمن ثلاثة أشخاص أحدهما شيعي والثاني سني والثالث علوي لكن أنصار النظام من الشبيحة حطموا المحلات التي يملكها السنة وأضرموا فيها النيران". وأضاف أن المحتجين أقاموا حواجز على الطرق لحماية بعض الأحياء (التي يقطنها السنة). وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان يقيم في الولاياتالمتحدة، رضوان زيادة، إن بعض الأشخاص (السنة) الذين فقدوا أحبائهم في الاحتجاجات أطلقوا النار في أحياء يقطنها علويون ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين. وتمضي الصحيفة قائلة إن من الصعوبة بمكان التأكد من الروايات المتداولة بشأن ما حدث في حمص، مضيفة أن التقارير تعتمد بشكل كبير على مقاطع فيديو يصورها هواة وروايات شهود عيان. وتواصل قائلة إن المعارضة السورية تعرضت لانتقادات بسبب تقليلها من خطورة المواجهات بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية. وتلاحظ الصحيفة أن المدن التي يسكنها السنة والعلويون وأقليات أخرى (المدن المختلطة) مثل حمص والمدن الساحلية هي أكثر المناطق التي يمكن أن تشهد مواجهات طائفية في حال اندلاع الصراع. وتقول الصحيفة إن حمص التي يسكنها نحو 1.5 مليون شخص هي أكثر المدن تنوعا من الناحية الدينية في سوريا، مضيفة أن قلة من سكان حمص أقروا بأنهم شاركوا في المواجهات وعبروا عن مشاعر مناوئة للطائفة العلوية. ويقول سكان محليون في حمص للصحيفة إن السلطات السورية سلحت سكان القرى التي يسكنها العلويون واستخدمت "عصابات علوية" لقمع الاحتجاجات وأقامت حواجز تفتيش في المناطق التي يقطنها العلويون. وتضيف الصحيفة أن هناك تقارير عن "وجود عصابات علوية من الشبيحة تخرب ممتلكات السكان في المناطق السنية وتروعهم." وتختتم "الجارديان" بالقول إن الطبيعة غير الواضحة والعنيفة للانتفاضة السورية بشكل متزايد تتفاقم ليس فقط بسبب العصابات الموالية للنظام ولكن بسبب الانشقاقات في صفوف الجيش.