المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حوار طرشان ستيفن كولنز
يبدو أن مؤتمر السلام للشرق الأوسط الذي ترعاه الولاياتالمتحدة والمقرر عقده من الناحية المبدئية في مدينة انابوليس في أواخر نوفمبر الجاري سيكون فارغا من أي مضمون حقيقي وسيعقد على الاغلب ليكون كمشهد مسرحي لاطلاق مفاوضات سلام فلسطينية - إسرائيلية من أجل التوصل الى معاهدة سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. انشغل المسؤولون الأميركيون والاسرائيليون في خفض سقف التوقعات ويظهر ذلك من خلال التوقف عن الاشارة اليه كمؤتمر بل «اجتماع».
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ليس لديهما اي تصور مشترك الى اين يتجهان وهما يتجنبان قول ذلك علانية لأنه سيتوجب في النهاية عليهما دفع ثمن سياسي باهظ. قبل انعقاد المؤتمر علت اصوات شركاء أولمرت في الائتلاف الحكومي بتحذيره من مغبة الذهاب بعيدا أو تقديم وعود واضحة ومحددة.
من جانبهم يتشاحن المفاوضون الفلسطينيون فيما بينهم وهم عاجزون عن رسم طريق أو اتجاه محدد لعباس للسير فيه.
يقول مسؤول اسرائيلي مقرب من اولمرت «كوننا لا نستطيع الاتفاق على جوهر وثيقة مشتركة فإننا نفضل أن نقول إننا على وشك البدء بالتفاوض» ومضي المسؤول قائلا «من أجل ذلك نتحدث عن نقاط التفتيش والاستيطان العشوائي وأشياء أخرى على أرض الواقع».
أي وثيقة ستخرج عن المؤتمر ستكون مبهمة وقد يتم التركيز في انابوليس على بذل الجهود لتنفيذ المرحلة الاولى من خريطة الطريق التي تم تبنيها في عام 2003من أجل تحقيق السلام مع قيام الأميركيين بدور الحكم والقاضي.
المرحلة الأولى تنص على قيام الفلسطينيين ببذل الجهود لاقامة مؤسساتهم و«محاربة الإرهاب» في الوقت الذي تعمل اسرائيل على وقف النمو الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية على اعتبار أنه غير شرعي وازالة الاستيطان العشوائي الذي يعتبر غير قانوني بموجب القانون الاسرائيلي وصرح ابو علاء قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين قائلا إننا بحاجة لأن يكون اجتماع انابوليس ناجحا من أجل تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق.
ولا يزال الطرفان يحاولان تحقيق حلول وسط بشأن قضايا الحل النهائي مثل الحدود واللاجئين الفلسطينيينوالقدس وفي الوقت الذي اتفق المتفاوضون على عدم مناقشة موضوع القدس الآن الا أنه لا يوجد بينهما اي اتفاق جوهري طوال تناول القضايا الاخرى.
الفلسطينيون على سبيل المثال يريدون حلولا واضحة ومحددة لحدود الدولة الفلسطينينة التي ستقام في المستقبل وفي نفس الوقت يريدون أن يأخذوا بحلول غامضة ما أمكن بشأن اللاجئين.
إسرائيل من جانبها تفضل الأخذ بالغموض وعدم الوضوح بشأن الحدود وتبادل الاراضي وفي المقابل نجد أن اولمرت يرغب في أن يكون واضحا للغاية بشأن قضية اللاجئين وموقف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني معروف للجميع وهي تعارض عودة اي لاجئ فلسطيني الى ما يعرف بإسرائيل الآن وأن فلسطينالجديدة هي التي ستكون الوطن القومي للفلسطينيين.
يصر أولمرت كذلك على أن يعترف الفلسطينيون باسرائيل ك «دولة يهودية» وهي طريقة واضحة لإغلاق الباب أمام عودة اللاجئين.
شركاء أولمرت في الائتلاف الحاكم يحذرونه من الذهاب بعيدا في الوقت الذي يتشاحن المتفاوضون الفلسطينيون فيما بينهم حول ما الذي يتوجب فعله وخاصة تجاه الطلب الذي رفضته اسرائيل وهو الالتزام بمواعيد وتواريخ محددة لإقامة الدولة الفلسطينية.
لايزال أولمرت ينظر اليه على أنه زعيم ضعيف لحق به الكثير من الضرر عقب الحرب التي وقعت بين اسرائيل وحزب الله في صيف العام الماضي وهو يواجه كذلك تحقيقات جنائية ويسعى لتحقيق انجازات على حساب الفلسطينيين.