مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين إثر هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم    نتيجة وملخص أهداف مباراة برشلونة ضد خيتافي في الدوري الإسباني    الإسكان ل"ستوديو إكسترا": سيتم حصر كل التوكيلات الصادرة لوحدات وأراض    وزير العمل: نخوض معركة حقيقية ضد شركات إلحاق العمالة الوهمية    الدين العام لمصر يرتفع إلى 14.95 تريليون جنيه بنهاية يونيو 2025    طاهر الخولي: رد الرئيس السيسي قانون الإجراءات الجنائية يشير إلى "لبس" ببعض مواده    عبد العاطي يطالب بمساعدة مصر على تحمّل أعباء اللاجئين    ترامب يؤكد: أمريكا ستساعد في الدفاع عن بولندا ودول البلطيق في مواجهة روسيا    ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطين؟.. 3 مسارات تنتظر الفلسطينيين ونتنياهو سيرد    قيادي بالقائمة الوطنية يكشف موعد فتح باب الترشيح لانتخابات النواب -(فيديو)    الخامسة للأبيض والثانية في الموسم الحالي.. مصطفى الشهدي حكم مباراة الزمالك والجونة    الأولى للفريقين.. محمود ناجي حكما لمباراة حرس الحدود والأهلي    هشام نصر: هذا هو الفارق في إدارة الكرة قبل وبعد جون إدوارد    "الظهور السادس".. ما هو ترتيب محمد صلاح في جائزة الكرة الذهبية خلال السنوات الماضية؟    "لا يفارقوه في اللحظات الهامة".. فيديو يكشف كواليس تواجد عائلة محمد صلاح بمباراة ليفربول وإيفرتون    "مبلغ ضخم وصدمة فيشر".. قناة الأهلي تكشف آخر التفاصيل الخاصة بالمدرب الجديد للفريق    بينهم 6 أطفال.. إصابة أسرة في تصادم على زراعي البحيرة    امتد لطابقين.. 5 مصابين في حريق التهم ورشة نجارة بالإسكندرية (صور)    رمضان صبحي: التحقت بالمعهد لتسهيل السفر وقيد أولادي.. ودَفعت 30 ألفًا رغم فصلي    نيكول سابا جريئة وروجينا أنيقة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    بمشاركة أمينة خليل وتامر عاشور.. 15 صورة من حفل الموريكس دور 2025    وفاء عامر تكشف عن أسماء النجوم الذين تبرعوا لعلاج إبراهيم شيكا    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الإثنين 22/9/2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    أمين "البحوث الإسلامية": الانتساب للرسول فخر ومسؤولية    أصوم وأصلي وأفعل معصية لا أستطيع تركها منذ الصغر ماذا أفعل؟.. أمين الفتوى ينصح    وزارة الصحة توجة تحذيرا هاما حول إصابات الأنفلونزا وطرق الوقاية.. التفاصيل    خدمات صحية وفحوصات طبية مجانية للجمهور بمعرض مصر الدولي للصحة 2025    وزير العمل: إعادة تقييم شامل لجميع شركات إلحاق العمالة للخارج خلال 45 يومًا    عاجل.. محمد يوسف يكشف موقف النحاس من إدارة القمة وتطورات ملف المدرب الأجنبي ويرد على وكيل عاشور    الوادي الجديد تُجري مقابلات للمتقدمين بدورة تكنولوجيا الطاقة المتجددة    جمال يوسف ل "سيرا إبراهيم": خانتني صحتي وكانت أصعب محطات حياتي    عناق حار بين آمال ماهر ونبيلة عبيد في كواليس «الموريكس دور» | شاهد    وزير الخارجية يلتقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا    عمرو موسى يكشف موقفه من إعلان ترامب دعوة القادة العرب للبيت الأبيض    40 ألف جنيه في التيرم الواحد.. أقوال رمضان صبحي في واقعة الامتحان    الفيوم تناشد المواطنين بالإبلاغ على الخط الساخن بتجاوزات تعريفة الركوب المقررة    بيان عاجل من وزارة الصحة بشأن شكاوى أسرة مريضة بمستشفى أم المصريين    جامعة أسيوط تشارك في اليوم العلمي الأول للجنة الأمومة الآمنة    المصل واللقاح: تقلبات الخريف تزيد فرص العدوى التنفسية بين الطلاب    هل الكسوف والخسوف غضب من الله؟ الأزهر للفتوى يجيب    محافظة الجيزة: إزالة العوائق بمحيط مدرسة ترسا الجديدة بالطالبية    والدة هنا الزاهد تحتفل بخطوبة ابنتها الصغرى برسالة مليئة بالحب    عضو مركز الأزهر: ثلاثة أوقات تُكره فيها صلاة النفل بلا سبب    دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة يناير 2026    تفاصيل انفجار خط غاز بحر مويس في بنها بسبب خطأ سائق حفار.. فيديو وصور    تنفيذ قرارات إغلاق لعدد من المحلات المخالفة جنوب الغردقة    أدعية الصباح اليوم.. طاقة روحانية وسكينة في النفوس    تأجيل محاكمة 11 متهما بقضية "خلية حلوان" لجلسة 2 نوفمبر المقبل    «التنظيم والإدارة» يعلن نتيجة الامتحان الإلكتروني لمسابقة مياه الشرب والصرف الصحي    هنا الزاهد: سعيدة جدًا بحصولي على جائزتين في مهرجان «دير جيست»    الرئيس السيسي يوجه برد مشروع قانون الإجراءات الجنائية إلى مجلس النواب    العراق يشغل أول محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية جنوبي بغداد    احتفالا ب العام الدراسي الجديد.. مدرسة ب الوادي الجديد تستقبل طلابها بالحلويات    سعر الذهب في مصر يقفز بنحو 8 أضعاف في 9 سنوات (انفوجرافيك)    العالم يشهد اليوم كسوفًا جزئيًا في الشمس.. هل تظهر في مصر؟    رئيس جامعة دمنهور يستقبل مجلس أمناء المؤسسة الخيرية لرعاية المستشفى الجامعي    بالصور- افتتاح مدرسة شبين الكوم الحديثة للغات باستثمارات 28 مليون جنيه    رغم العراقيل الإسرائيلية.. قوافل "زاد العزة" تواصل طريقها من مصر إلى غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاحْتِراقُ رغبة / عبد القادر مصطفى عبد القادر
نشر في محيط يوم 03 - 11 - 2008


الاحْتِراقُ رغبة

* عبد القادر مصطفى عبد القادر

لا يوجد من بين الكائنات كائن يحرق نفسه بلا ثمن مثل الإنسان.. نعم إن الإنسان هو الكائن الذي يبحث دائماً عن الاحتراق، ليس لما حوله فقط، ولكن لنفسه أيضاً من خلال سلوكياته الشاذة وتعاملاته الجائرة مع الحياة والأحياء، وعليه فليس عجيباً أن يسعى لصناعة أشياء تدمره، وتدمر ما حوله، وكأنه قد خُلق ليسوق الحياة إلى نهايتها!!. وأوسع طريق يدمن الإنسان السير فيه نحو هدم كيانه هو "الشهوات"، فكل مصيبة تبدأ بشهوة، وكل خطيئة تبدأ بشهوة.. فالقتل يبدأ بشهوة الانتقام أو التشفي، والسرقة تبدأ بشهوة حب المال أو عشق التملك..

وهكذا فالشهوة المُزينة من جن أو إنس هي ماء النار الذي يسكبه الإنسان على نفسه، أو على بيئته، أو على مجتمعه في لحظة طيش، أو غياب وعى، فيحرق نفسه، أو يحرق غيره. والمرء يحيا في حالة صراع متدرجة ومستمرة مع شهواته ونزواته، ونقطة الانطلاق تبدأ من العقل تحت مؤثر ما، فينشغل العقل بالتخيل الذي قد يتحول بدوره إلى مرض، ومن ثم تتحكم الشهوة في قيادة دفة التفكير، فيصبح المرء أسيراً لها، وبذا تملى شروطها، وتبسط نفوذها، ثم تقوده إلى التنفيذ والتكرار، والدوران في ذات المدار!!.

وقد يظن المرء حين يقضى شهوته أنه قد تخلص من ضغطها على بنات أفكاره، وهو ظن أحمق ينطوي على مخادعة للنفس، لأن الشهوة مثل الماء المالح الذي يحض على الظمأ، ومن ثم فإن الخضوع لها يشكل أكبر داع إلى ممارستها.. وهكذا يتكرر السقوط في كل مرة. إن تلبية مطالب الشهوات لا يزيد المرء إلا تعلقاً بها وطموحاً في الوصول إلى أعلى درجاتها، لأن لها لذة ولو كانت قصيرة المدى، فلو اشتهى الإنسان مالاً، فلا يزيده جمع المال إلا رغبة في طلب المزيد، ولو اشتهى الإنسان وادياً، فلا يزيده امتلاكه إلا شوقاً في اقتناء الثاني والثالث.. وهكذا "لا يملأ جوف بن آدم إلا التراب"، وصدق سليمان الحكيم حينما قال: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع.. كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن".

إن بعض شهوات مُورست في لحظات ضعف كَبَدَت أهلها هماً طويلاً.. فهذا إدمان لمسكر أو مخدر.. دمر البدن، وأهلك المال، ووطن المرض، وهذه شهوة فرج.. هدمت العفة، ودهست الفضيلة، ودمرت الأخلاق، وهذه شهوة حقد.. أزاحت الحب، وقطًّعت الوشائج، وجلبت العداوة، وهكذا تحرق الشهوات الفرد، كما تُهلك المجتمع على المستوى الخلقي والبدني. فإذا كان من المستحيل أن يحيا البشر بلا رغبة أو شهوة لأنهم ليسوا مجتمعاً من الملائكة، فلتكن لهم رغبات وشهوات في إطار المنهج الرباني والهدى النبوي، بمعنى أن تُصًّرف الشهوة بطريق حلال أحله الله ورسوله، فذاك هو الطريق السديد الذي لا طريق سواه لتحقيق المعادلة بطاعة الله فيما أمر، وإشباع متطلبات الجانب الإنساني في حدود هذه الطاعة.

** مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.