الصحف بين أوباما وماكين عاطف عبد الجواد واشنطن بوست، نيويورك تايمز، بولتيمور صن، كلها صحف ليبرالية ولهذا السبب لم تكن هناك مفاجأة في أنها أيدت باراك أوباما. ولكن المفاجأة هي ان صحيفة تؤيد الجمهوريين تقليديا انشقت عن هذا التقليد وأيدت المرشح الديموقراطي باراك أوباما. هذه الصحيفة هي شيكاغو تريبيون. والمفاجأة هي ان صحيفة لم تؤيد اي مرشح رئاسي منذ عام 1972 قررت ان تؤيد أوباما. هذه الصحيفة هي لوس انجلوس تايمز. هذه كلها صحف كبرى ولها نفوذ واسع على الرأي العام الأميركي. ولكن ماذا تقول صحف أميركية اخرى عن أوباما وخصمه الجمهوري جون ماكين ومن منهما تؤيده هذه الصحف. صحيفة اوريجونيان التي تنشر في ولاية اوريجون أعلنت تأييدها لأوباما وحثت الناخبين على التصويت له. تقول الصحيفة: إن أوباما لديه الفرصة والقدرات الأفضل لإعادة بناء الاقتصاد الأميركي الذي يتجه بصورة خطرة نحو عدم الاستقرار. إن الحكومة والمستهلكين والأمة بأسرها تنحدر بسرعة حلزونية صوب ديون عميقة وتبيع المستقبل القومي لدفع تكاليف الحياة اليومية. وأوباما لديه الفرصة الأفضل لإعادة بناء موقف أميركا في العالم، ولاستعادة روابطنا التقليدية مع حلفائنا، ولإعادة طرح وجهة النظر الأميركية على بقية العالم، والأهم هو أن أوباما يمكنه ان يعيد أميركا إلى اسمى مبادئها وأولوياتها. أما صحيفة سان دييجو يونيون تريبيون التي تصدر في مدينة سان دييجو في ولاية كاليفورينا فهي تؤيد الجمهوري ماكين وتقول: تحليلاتنا الخاصة تظهر ان ماكين لديه سجل موثق في مجال الزعامة المستنيرة في واشنطن. الزعامة التي غالبا ما اصطدمت بالوضع القائم وتحدت كبار اعضاء حزبه الجمهوري. إن مايكن لم يكن سياسيا تقليديا على الإطلاق. إنه يفكر ويتصرف وفقا لما يعتقد انه افصل لمصالح بلاده، وليس بالضرورة مصالح حزبه او مصلحته الشخصية السياسية. في عصر التعصب الحزبي الذي يصيب واشنطن بالشلل نجد ماكين قوة غير حزبية تتجسد اكثر ما تتجسد في تعاونه مع زعيم الليبرالية بين الديموقراطيين ادوارد كنيدي بشأن حل شامل لمعضلة الهجرة في اميركا. صحيفة كونكورد مونيتور التي تنشر وتوزع في ولاية نيو همبشاير تقول: الخيار جلي. باراك أوباما ينبغي ان يكون هو الرئيس الأميركي المقبل. إن أوباما كأول اميركي افريقي يتبوأ أعلى منصب في البلاد سوف يصنع تاريخا وسوف يبدل على الفور صورة اميركا في العالم. ولكن هذا ليس هو السبب لماذا يستحق أوباما الفوز. بل إن السبب هو انه يمتع بهدوء الأعصاب وصواب التقدير وبالأفكار والرؤية لأن يكون رئيسا. رغم عقود من الخبرة والبطولة فإن ماكين ليس هو المرشح الملائم لهذه اللحظة الزمنية في تاريخ أميركا. صحيفة ديلي بريس التي تنشر وتوزع في مدينة نيوبورت نيوز في ولاية فرجينيا تقول: ماكين ليس مرشحا كامل الأوصاف. ولكن سجله الطويل في الخدمة العامة، وصدقه في الخطط التي طرحها لا تترك مجالا للشك في الاتجاه الذي يعتزم ان يقود البلاد فيه. أما صحيفة فيلادلفيا انكوايرر التي تنشر وتوزع في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا فتقول:خلال الشهر الأربعة الماضية قمنا بمقارنة مواقف المرشحين ، وفي كل مرة وجدنا أن أوباما لديه المقترحات الأفضل لهذه البلاد. هذه نبذة عن مواقف بعض الصحف الأميركية من أوباما وماكين. في الوقت نفسه نجد ان اثنين من ابرز الجمهوريين يعلنان تأييدهما للديموقراطي أوباما. الأول هو وزير الخارجية السابق والجنرال المتقاعد كولن باول، والثاني هو سكوت مكليلان المتحدث الرسمي السابق باسم الرئيس بوش والبيت الأبيض. ولا نجد ديموقراطيا واحدا انشق على نحو مماثل لتأييد الجمهوري جون ماكين. عن صحيفة الوطن العمانيه 26/10/2008