قضية تجسس تفضح أوراق إدارة بوش هيثم الصادق استدعاء وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ورئيس جهاز الأمن القومي الأميركي، وعدد من كبار المسؤولين في إدارة بوش للشهادة في قضية تجسس لصالح إسرائيل منظورة في المحاكم الفيدرالية الأميركية، يكشف ما وراء كواليس تلك الإدارة. فالمتهمان الرئيسيان بالقضية، وهما من لجنة أميركية إسرائيلية مشتركة تعتبر من أهم مجموعات الضغط الصهيونية، يؤكدان ان دورهما التجسسي في نقل المعلومات إلى إسرائيل، كان بمعرفة رايس وفي إطار الدور الذي تقوم به اللجنة التي ينتميان إليها في صياغة السياسة الخارجية وبالطبع فإن استدعاء هادلي يعني والأمنية الأميركية، وهو ما يفضح دور اللوبي الصهيوني في مطبخ القرار الأميركي، ويؤكد هيمنة الحركة الصهيونية على دفة توجيه ذلك القرار. وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها دلائل تؤكد التجسس الإسرائيلي على الحليف الاستراتيجي الأكبر للكيان الصهيوني الولاياتالمتحدة، والتي تكشف افتقاد السياسة الإسرائيلية إلى القيم الخلقية حتى في التعامل مع حلفائها، وان كانت هذه القضية تؤكد ايضا تورط الإدارة الأميركية بالاذعان لتوجيهات اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، ذلك اللوبي الذي يحاول رموز الحركة الصهيونية في بلاد العم سام نفي وجوده، مثلما يجري في الحملة الإعلانية ل «منظمة التشهير باليهود» التي أصدر رئيسها مؤخرا كتابا بعنوان «الأكاذيب الأكثر قتلا:... » ينفي فيه وجود مثل هذا اللوبي. قضية التجسس لإسرائيل التي استدعيت في إطار ملابساتها وزيرة الخارجية رايس، ومسؤول الأمن القومي الأميركي هادلي، تبدد الأوهام حول امكانية اتخاذ الولاياتالمتحدة، وبشكل أكثر خصوصية إدارة المحافظين الجدد الحالية في البيت الأبيض مواقف نزيهة ومنصفة تجاه القضايا العربية، وفي طليعتها قضية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وهو ما يضع عشرات علامات الاستفهام حول الهدف الحقيقي من وراء اجتماع انابوليس الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودة. المؤشرات كثيرة حول التحيز الأميركي للكيان الصهيوني، والدور الذي يمارسه اللوبي الصهيوني في التحكم بالقرار السياسي الأميركي، لكن المؤسف ان كل هذه المؤشرات لم تحرك الأنظمة العربية لاتخاذ قرارات سياسية حازمة في الدفاع عن حقوقهم القومية والتاريخية، بل ارتضوا بالتبعية المطلقة للغطرسة الأميركية في المنطقة، والخضوع لطغيان القطب الأقوى والوحيد. عن صحيفة الوطن القطرية 5/11/2007