عمرو عماد لقد نزفت مصر الألم والحزن مع الساعات الأولى للعام الجديد بعد التفجيرات الإرهابية التي حدثت بالقرب من كنيسة.
الأسكندرية وأصيبت مصر بالحزن العميق والصمت الباكي حزناً على ضحايانا مسلمين ومسيحيين.
وحزناًعلى مصر التي يتفكك مكونات نسيجها شيئاً تلو الآخر ولذلك خرجت جموع من المسلمين والمسيحيين في وقفات احتجاجية ومبادرات للوحدة الوطنية.
رافعين شعار " مسيحي مسلم مش مهم نفس القهر ونفس الهم" فالدم واحد والأرض واحدة والمصير واحد والدمعة واحدة والفرح واحد فمصر تعاني من فتنة الإرهاب لا فتنة طائفية .
فالإرهاب لايفرق بين الأديان فهو يسرق الحلم والفرحة و يحمل فكراً مشوهاً وهدفاً رخيصاً ومبررات زائفة ونفوس مريضة نفسياً تريد أن تجذب أنظار
العالم بأي شكل إلى فكرهم المسموم المرفوض من كل الطوائف عن طريق إثارة الكوارث والتفجيرات الإرهابية.
فأي دين هذا الذي سمح لكم أيها السفاحين بذلك وأي فكر تتبعه نفوسكم المريضة وأي حق تريدونه؟ وأي فخر ينتابكم بعد جرائمكم البشعة؟ فأنتم تقتلون إنسانيتكم وإيمانكم يوم قتل ضحاياكم.
قال تعالى في سورة الكهف قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
فالدين الإسلامي يحرم قتل الأطفال والنساء والمعاهدين والذميين من أهل الكتاب بل يجيز المعاملات الانسانية بين كل البشر من أهل الكتاب بداية من التجارة حتى الزواج وقد فعلهما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
فالإرهاب دائماً يلعب على الأشياء الأكثر قوة والأكثر تأثيراً في المجتمعات وهذا درس قوي للأمة حتى تعرف قيمة الوحدة الوطنية بين مسلمي ومسيحي مصر .
فنحن نقدر مشاعر غضب إخواننا المسيحيين ونعلمهم أن مصر كلها غاضبة وحزينة فلا يرضى أحدنا أن يكون زميله أو جاره المسيحي لايستطيع أن يحصل على حقوقه وأن يعيش آمناً في وطنه وأدعو مسلمي ومسيحي مصر ليكونوا معاً يداً واحدة لمواجهة فتنة الإرهاب.
وألا نعطي الفرصة والوسيلة ليد الإرهاب أن تعبث بنا وبمستقبل بلادنا أو أن تتدخل الدول والمنظمات الدولية لتفتيت قوتنا بدعوة نصرة طائفة على الأخرى .
لذلك يجب علينا ألا نبالغ في الحديث عن الفتنة الطائفية في مصر التي هي في الحقيقة أحداث فردية من متطرفين ومندسين وعلى الإعلام عدم المبالغة في ذلك وتحويل جهود الإعلام نحو بناء وحدة وطنية مؤثرة بين الهلال والصليب .
وينبغي أن تكون هناك أنشطة اجتماعية تجمع بين قطبي الأمة لتعطي رسالة للإرهاب وللمتطرفين أننا
رغم كل ماحدث أصبحنا أكثر تماسكاً وأكثر حباً لبعضنا ولبلدنا مصر ولانريد المساعدة من أحد لأن بلادنا حريصة على
حقوقنا وعلى كل فكر متشدد أو متطرف يدعي أنه يحتكر الإيمان أن يتقى الله في المجتمع ويعمل للإصلاح بدلاً