القدس المحتلة: بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى عقد اجتماع "طارىء وعاجل" الجمعة للجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح في مقر الرئاسة بمدينة رام الله. وقال الناطق باسم عباس نبيل أبو ردينة إنه قد تم خلال الاتصال امس الخميس بحث تطورات الأوضاع والأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط، وبصفة خاصة في مصر وتونس وكذلك موضوع التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية. وأضاف "أن المكالمة كانت مطولة واستمرت لأكثر من خمسين دقيقة وتم فيها بحث العديد من الأفكار، والاتفاق على استمرار التواصل والتشاور بهذا الخصوص". وأشار أبو ردينة إلى أن عباس قام بعد الاتصال بدعوة أعضاء القيادة الفلسطينية إلى اجتماع عاجل وطارىء لبحث آخر التطورات التي كانت مدار البحث والنقاش مع الرئيس أوباما. واوضح ان الدعوة وجهت للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح لحضور الاجتماع. وتأتي المكالمة الهاتفية بين اوباما وعباس ، بعد أن اعلن مسئولون فلسطينيون في وقت سابق الخميس ان القيادة الفلسطينية رفضت ضغوطا وعرضا اميركيا لثنيها عن التوجه الى مجلس الامن الدولي للمطالبة بوقف الاستيطان الاسرائيلي مرجحين أن تستخدم الولاياتالمتحدة حق النقض "فيتو" ضد مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية للمجلس بهذا الشأن. من جهته قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس ان قرارات مجلس الامن الدولي "ليست السبيل الصحيح" للتقدم نحو تحقيق الحل القائم على دولتين في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وعرضت الولاياتالمتحدة على المجموعة العربية لدى الاممالمتحدة مساء امس نصاً منقحا لبيان رئاسي لمجلس الامن في شأن المستوطنات كانت طرحته كجزء من صفقة - رزمة في مقابل عدم اصرار العرب على التصويت على مشروع قرارهم في مجلس الامن ضد المستوطنات. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان الرئيس محمود عباس دعا الى اجتماع عاجل للقيادة الفلسطينية اليوم لمناقشة العرض الامريكي، مضيفا: "من الواضح ان الامريكيين قلقون اذا واصلنا نهجنا في عرض مشروع القرار للتصويت في مجلس الامن، لان استخدامهم للفيتو سيعني انهم يدعمون اجراءات اسرائيلية غير قانونية، وهذا يعرضهم لاحراج مع 130 دولة عضوا في الاممالمتحدة تدعم مشروع القرار ومع الجماهير العربية، لذلك هم حريصون على البحث عن مخرج". وتابع ان "الرئيس باراك اوباما اتصل هاتفيا بعباس باحثا عن فرصة اللحظة الاخيرة على نحو يحفظ ماء وجه الادارة الامريكية ومصداقية السلطة الفلسطينية". وجاء النص المعدل بعدما رفضت لجنة المتابعة العربية الصفقة الامريكية في نصها الاصلي اول من امس. وكان متوقعا ان يجتمع في ساعة متقدمة من ليل الخميس الجمعة سفراء الدول الاعضاء في لجنة المتابعة العربية التي ترأسها قطر وتضم فلسطين ولبنان والجزائر وتونس والبحرين ومصر والجامعة العربية، لدرس النص الجديد للبيان الرئاسي. وقالت مصادر اللجنة ان اللغة الجديدة لنص البيان "ليست مغرية"، الا ان هناك رغبة بعدم صد الباب كليا اذا كان في الامكان التوصل الى لغة مقبولة. وكان السفراء العرب اتخذوا قرارا اول من امس بالتوجه الى مجلس الامن اليوم بهدف طرح مشروع القرار الذي تدعمه 14 دولة من اصل 15 دولة عضوا في مجلس الامن. واتصلت سفيرة البرازيل، رئيس مجلس الامن للشهر الجاري، بسفراء عرب، متمنية عليهم عدم رفض الصفقة الاميركية وانما التمعن بالنص المعدل للبيان الرئاسي بأمل التوصل الى نص مقبول. وكانت السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس عرضت في مقابل تراجع العرب عن التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان، رزمة من ثلاثة بنود: بيان رئاسي لمجلس الامن يعارض الاجراءات الاسرائيلية الاحادية ويرفض شرعية المستوطنات، وموافقة الولاياتالمتحدة على مبادرة روسية بقيام وفد من سفراء اعضاء مجلس الامن بجولة على دول المنطقة دعما للعملية السلمية، الامر الذي يعطي دورا مباشرا لمجلس الامن في عملية السلام، واعتماد الولاياتالمتحدة لغة جديدة واعطاء زخم جديد في اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وعلى صعيد آخر، دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور الفلسطينيين إلى استئناف مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل المتوقفة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. وقال مريدور خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المجرية جانوس مارتوني في بودابست يوم الخميس إنه "لن يحل شيء من دون مفاوضات مباشرة". وأضاف قائلا "نحن بحاجة إلى الجلوس إلى طاولة لحل المشاكل العالقة، فالنموذج واضح مع دولتين والمسائل التي ينبغي ان نناقشها واضحة وتتعلق باللاجئين والقدس والأمن". وتوقفت المفاوضات بين الطرفين منذ سبتمبر/ أيلول بسبب مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بعد انتهاء مفعول قرار بتجميده دام عشرة أشهر.