العرق والدين في الإنتخابات الأميركية د. حسن البراري أنا لا أثق بباراك أوباما، وأنا خائفة من أن يصبح رئيسا لأميركا لأنه عربي ، هكذا قالت سيدة، في خريف عمرها، وهي تتحدث مع جون ماكين. وبدت مرتجفة ليس بسبب العمر ولكن بسبب الهستريا التي يمر به أنصار ماكين نظرا لتقدم أوباما في كل الاستطلاعات. ويتوقع المحللون السياسيون أن النصر هذه المرة سيكون حاسما وسيضمن الديمقراطيون أغلبية مريحة في المجلسين أيضا. وإذا تحققت هذه الاستطلاعات، فنحن أقرب ما نشهد انقلابا من نوع جديد في المجتمع الأميركي الذي بدأ يحس أن الجمهوريين وحكمهم كان وبالا على الشعب وعلى العالم. المشكلة التي يحذر منها الكثير من المطلعين أنه ينبغي الحذر من الاستطلاعات لأنها قد لا تعكس الحقيقة. فهي وأن تجمع على فوز أوباما الكاسح إلا أنها لا يمكن أن تتوقع كيف سيصوت الناخب لحظة إدلاء الصوت في الصناديق. فهناك من يعتقد أن عامل العرق سيلعب دورا لدى الكثير من البيض وبخاصة في الولايات المتأرجحة التي لا بد لأوباما من الفوز في أغلبها لضمان النصر. فقد يكون ناخب ما مقتنعا بشكل كبير بضرورة تغيير الجمهوريين ولكن التصويت لمرشح أسود شيء آخر. وفي مقابلة مع باراك أوباما منحها لشبكة ال سي أن أن قال أن هناك من بين الناخبين من لن يصوت له لأنه أسود وأنه هناك من بينهم من سيصوت له لأنه أيضا أسود. لكنه بدا غير قلق من هذه الظاهرة بقدر القلق الواضح لدى المحللين من احتمال اندلاع العنف. فقد حذر ديفيد غرينج، أحد أهم محللي الانتخابات الاميركية، أن الطريقة التي يدير بها ماكين حملته والتصريحات غير المسئولة لسارة بالين قد تدفع البعض للتفكير بالعنف. فالمحاولات المستميتة لشخصنة الانتخابات واظهار أوباما بأن له علاقات حميمة مع إرهابيين قد يخرج البعض عن طوره. وقبل أيام قليلة هتف البعض في مهرجان لسارة بالين وماكين أقتلوه في إشارة واضحة لهدر دم المرشح الأسود. الغريب أن سارة بالين وماكين لم يباليا ولم يقولا شئيا واحدا لتوعية الناخبين بأن الأمر في نهايته هو لعبة سياسية. وبعد التراجع الكبير لموقع ماكين نتيجة عدم تأييد الأميركان لمحاولات ماكين البائسة لشيطنة أوباما، تراجع بعض الشيء. وكان رده على المرأة التي قالت بأنها لا تثق بالمرشح أوباما لأنه عربي واضح إذ قال لا أنه ليس كذلك فهو مواطن أميركي محترم لكنني أفضل منه مئات المرات لأكون رئيسا للولايات المتحدة . هذا الرد يهدف إلى معالجة الأمور قبل أن تنفلت. تشير الاستطلاعات الى أن أقل من 10% يعتقدون أن باراك أوباما مسلم وليس مسيحيا، وبعضهم يقول أنه مسلم بالسر. وبالطبع لن يصوت له من بين الذين يعتقدون أنه مسلما. باراك أوباما يرسل بالرسائل الالكتروينة للجميع تقريبا (لأنني أستقبل رسالة ألكترونية يوميا من باراك أوباما). وفي رسالته الأخيرة يبيّن أنه يحترم الدين الإسلامي ولكنه مسيحي. العامل الجديد في الانتخابات الاميركية هذه المرة هو الاستعمال المكثف للرسائل الألكترونية لخلق زخم لصالح مرشح ما والوحيد الذي برع في هذا التكتيك هو باراك أوباما. وهناك فجوة الكترونية واضحة بين أوباما وحملته من جانب وبين ماكين الذي لا يعرف كيف يستخدم جهاز الكمبيوتر عداك عن توظيفه لدفع حملته للأمام. بكلمة، سيلعب الدين والعرق دورا في الانتخابات لكنه سيكون دورا هامشيا. الغالبية الساحقة هنا لا تنتبه إلا لمسألة الاقتصاد ويبدو أن الشعب الأميركي عازم على معاقبة الجمهوريين ومن بينهم ماكين. ولغاية الآن ينجح أوباما بالظهور بمظهر الرئيس في حين يظهر خصمه ماكين ب الأزعر . عن صحيفة الرأي الاردنية 12/10/2008