فترات عصيبة محمود السقا يمر اتحاد الكرة، حالياً، بأسوأ أوقاته، لا سيما في ظل شيوع الهزائم الساحقة والماحقة، التي تمسك بتلابيب المنتخبات الوطنية، صغيرها وكبيرها. وبدلاً من أن يبادر الاتحاد إلى استصدار قرارات حاسمة ومؤثرة، كي يُطمئن الشارع الكروي، ويؤكد له أن ما يحدث لا يروق له، ولن يتركه يمضي دون اتخاذ إجراءات وتدابير، تتناسب وحجم الكوارث، فإنه يلوذ بالصمت، ليس هذا فحسب، بل إن رئيس الاتحاد، احمد العفيفي، فضل الاستقرار في القاهرة، على العودة مع منتخب بلاده المهزوم، بقوة وعنف، من سنغافورة، التي تفرعنت علينا. ودون شك، فإن خطوة رئيس الاتحاد، غريبة وعجيبة، وهي ان دلت على شيء فإنما تدل على حالة الاستهتار واللامبالاة، التي تعشش في أذهان القائمين على الاتحاد، بدءاً من كبيرهم وانتهاءً ببعض أعضاء مجلس الادارة، خصوصاً أولئك الذين لم ينبسوا ببنت شفة، رغم ان رئيس الاتحاد تخلّف عن العودة، وقال بالفم الملآن لبعثة المنتخب المصابة بالإحباط بسبب تسونامي الدوحة: اذهبي أنت وربك فعودي إنني هنا، أي في قاهرة المعز، قاعد، وسوف ارقب وأرى. لا تعليق لديّ على هذه الحالة البائسة والمُزرية، سوى الرد عليها بتسريح الاتحاد، والشروع بتشكيل لجنة تحضيرية مؤقتة قوامها اشخاص يتسلحون بالمهنية وباحترام عقول الناس، ويتمتعون بالشفافية الحقيقية، واعني، هنا، الشفافية في الشقين: المالي والاداري، بحيث لو استدعى الامر ان اصرف مبلغاً زهيداً ومتواضعا فينبغي ان يكون هناك مسوغ لذلك، وان يكون مغطى بمعززات الصرف، أي بالفواتير الرسمية. أقول لو ان الجهات الرسمية بادرت الى خطوة حلّ اتحاد الكرة، في امد قريب، ربما خلال شهر او شهرين، فإن الفيفا لا يستطيع ان يلوم الجهات الرسمية، ولا يتوعدها بقطع المساعدات الدورية عنها، لأن رئيس الاتحاد فضّل الاستقرار خارج الوطن، وهذا لا يجوز، ولا يقره الفيفا، ثم إن هناك نتائج بالغة السوء، وهي مسيئة للوطن ومُثبطة لهمم رياضييه وشبابه وابنائه، وبناء على ذلك فإن التمثيل، غير المُشرف، يعتبر مسوغاً وجيهاً ومنطقياً للجهات الرسمية بحل الاتحاد، باعتباره واحداً من مظاهر ورموز الوطن، واذا اخفقت منتخباته في حسن التمثيل، فإن الفكاك من الاتحاد هو افضل اجراء وتدبير يستحقه. عن صحيفة الايام الفلسطينية 20/10/2007