كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر بتاريخ 8/7/2010 مقالاً تحت عنوان " إسرائيل: دولة اعتيادية". وتصدر العديد من المقالات والاخبار حول إسرائيل لدى الرأي العام العالمي. ويتم انتقاد أو مدح السياسة الخارجية لهذه الدولة، إلا ان هذا المقال يسترعي الانتباه اليه كثيراً.
ففي المقال يجري الحديث عن بيان تم توقيعه من قبل كل من : "خوزيه ماريا أثنار رئيس وزراء اسبانيا السابق، وديفيد تريمبل رئيس وزراء إيرلندا الشمالية السابق، وجون بولتون السفير السابق للولايات المتحدة لدى الاممالمتحدة، وإليخاندور توليدو رئيس جمهورية بيرو السابق.
ومارسيليو بيرا الرئيس السابق لمجلس الشيوخ الايطالي، وأندرو روبرتس المؤرخ البريطاني، وفياما نيرنستيسن رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في البرلمان الايطالي، وجورج ويجل أحد كبار مسؤولي مركز السياسات الاثنية والعامة. وروبرت أوغوستينلي المدير الإداري لمجموعة الرون، وكذلك كارلوس بوستيللو وزير الصناعة الاسباني السابق."
ويرد في البيان بان "المجزرة المنفذة ضد اليهود هي وصمة عار على شرف العالم الغربي" ويتم الاعتذار من اليهود. وكما هو معروف إن اول من دافعت عن اليهود الذين طردوا من إسبانيا بسبب معتقدهم الديني وأصولهم الآثنية، وقامت بحمايتهم هي الإمبراطورية العثمانية المسلمة .
وكان ملك إسبانيا فرديناند والملكة إيزابيلا قد وقعا قراراً بتاريخ 31/3/1492م يضغط على اليهود لإعتناق المسيحية. فهؤلاء اليهود الذين لم تهتم بهم العديد من البلدان الغربية دافع عنهم السلطان العثماني بايزيد الثاني في أبعد نقطة من البحر الابيض المتوسط.
فقد تم إجلاء اليهود الذين باتوا بلا وطن بالسفن من إسبانيا الى الاراضي العثمانية. ومازال احفاد هؤلاء اليهود الذين شردوا من أراضيهم لم ينسوا هذا اللطف. وهم يعربون باستمرار عن امتنانهم للشعب التركي.
إن إحدى أولى الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل لدى تأسيسها عام 1948 كانت تركيا. إذاً السؤال هنا لكل من خوزيه ماريا أثنار رئيس وزراء اسبانيا السابق، وكارلوس بوستيللو وزير الصناعة الاسباني السابق .."
أين كنتم طوال هذه السنين ؟
وهل الاعتذار من إسرائيل تبادر الى أذهانكم الآن ؟
وتم في البيان الإشارة الى سفينة مرمرة الزرقاء، على أن " إسرائيل باتت امام مبادرة غير منصفة وان الدفاع عن إسرائيل يعني إدامة الحضارة الغربية".
أوليس من العجب عدم شعور هذه الحضارة الغربية التي تُظهرُ نفسها في كل فرصة على انها "المدافعة عن حقوق الانسان (!) وأنها تقف جانب العدالة"، عدم شعورها بالحزن لوفاة تسعة أشخاص؟
ثم لماذا لاتستنكر الحضارة الغربية علي إسرائيل، التي لا تمنح الفلسطينيين حرية العيش؟
عقب إخماد الثورة المجرية من قبل الجيوش الروسية والاسترالية في الفترة (1848-1849)، يفيد البطل المجري الشعبي لاجوس كوسوث الذي لجأ الى العثمانيين : " إن بقائي في الحياة وامتلاكي لحريتي اليوم، كان بفضل الأتراك الذين حافظوا علي وعلى أصدقائي رغم تهديدات وضغوط استراليا وروسيا.
هؤلاء الأتراك الذين لم يرضخوا للتهديدات بمشاعرهم العالية وباحترامهم لحقوق الإنسان. إن تواجد تركيا اليوم ومستقبلاً لهو من صالح أوروبا وعالم البشر".
إن "الاعتذار" الوارد الذكر في بيان الزعماء يجب ان يكون له مغزاه... فالغرب وكما كان، يواصل سياسة الرياء.
ويجب ان يدرك بان مثل هذه الدول التي لم تفتح أبوابها للشعوب المظلومة على مدى التاريخ، لن تصل الى أية نتيجة من خلال تحريف الحقائق.