واشنطن: صرح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الثلاثاء بتأجيل تقديم المساعدات المخصصة للصومال إلى صباح الأربعاء. وكان من المقرر ان يبدأ برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء فى تقديم أول جسر جوي للمساعدات فى مقديشو لنقل 14 طنا من الاغذية ولكن تم تاجيلها بسبب مشاكل تتعلق بالاذونات الجمركية فى العاصمة الكينية نيروبى. ومن جانبه أعرب المتحدث باسم الوكالة في نيروبي ديفيد اوري امله فى إقلاع المساعدات الأربعاء ، مشيرا إلى أنها ستكون أول رحلة ضمن سلسلة من الرحلات متوقعة في الأيام المقبلة إلى كل من مقديشو الصومالية ودولو الاثيوبية ووجير الكينية على طول الحدود مع الصومال. ومن جانبها أعلنت المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية ومواجهة الأزمات كريستالينا جوجيفا ان الاتحاد الاوروبى ملتزم بتقديم المساعدات اللازمة للقضاء على المجاعة التي تجتاح القرن الافريقى. هذا وأضافت إن السكان المحليين يقومون بتوفير الحماية لعمال الإغاثة للتحقق من التوزيع العادل للمساعدات على سكان المنطقة. يذكر أن 1.5مليون صومالي تشردوا داخل بلادهم التي تمزقها الحرب والمجاعة، وحذرت باريس من تتحول الأزمة إلي وصمة القرن. وتتوالي رحلات البحث عن الطعام من المناطق المنكوبة في الصومال إلي أماكن داخل البلاد وخارجها في الدول المجاورة. رحلات تمتد ما بين أسبوع إلي شهر كامل تقطعها الأطفال والنساء والأمهات والمسنون مشيا علي الأقدام فيسقط صريعا من تنهكه الرحلة وأغلب هؤلاء هم الأطفال. الأمهات يقدمن علي خيارات قاسية كما يقول العاملون في منظمات الإغاثة، فيتركون الأطفال الذين يوشكون علي الموت عي جوانب الطرق ليلقوا حتفهم وينقذن الأطفال الاقوي منهم للوصول إلي اقرب مركز إغاثة. تقديرات الأممالمتحدة تشير إلي أن الآلاف لقوا حتفهم في الأشهر الأخيرة .الأمر الذي دفع الآخرين، ويقدرون بمئات الآلاف إلي مغادرة قراهم بحثا عن الطعام والمياه متجهين مابين العاصمة الصومالية مقديشو ومراكز الإغاثة في كينيا المجاورة. وتضيف أن أربعين ألف من النازحين اتجهوا إلي العاصمة في غضون الشهر الماضي بحثا عن الطعام بمعدل ألف نازح يوميا ليبلغ عددهم نحو مائة ألف خلال الشهرين الماضيين واستقروا في محيط المدينة حيث مراكز الإغاثة. لكن الصومال ليس وحده في هذه المأساة الإنسانية فالأممالمتحدة تقدر عدد المتضريين جراء موجة الجفاف هذا العام بأكثر من احد عشر مليون شخص موزعين علي الصومال وأثيوبيا وجيبوتي وكينيا وأوغندا والسودان. وعلي الرغم من شروع المجتمع الدولي في التحرك لمواجهة الوضع في الصومال فإن المنظمات الدولية تواجه صعوبة في الوصول إلي أكثر المناطق تضررا في جنوب الصومال التي تسيطر عليه حركة شباب المجاهدين التي تمنع منظمات الإغاثة من دخول هذه المناطق. لكن ورغم الانتقادات التي وجهت إلي المجتمع الدولي بسبب بطئ مواجهته لهذه المأساة؛ فإن مسؤلين في الأممالمتحدة يقولون إن الفرصة ما زالت سانحة للحيلولة دون تحول الوضع إلي كارثة إنسانية أو فضيحة القرن كما قال وزير الزراعة الفرنسي.