أعلنت الأممالمتحدة حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال، البلد الأكثر تأثرا بالجفاف في القرن الأفريقي. وتشمل هذه المناطق الجديدة موقعين تجمع فيهما مئات الآلاف من النازحين الصوماليين أملا في الحصول على الغذاء. وقالت غرين مولوني، رئيسة وحدة تحليل سلامة الأغذية والتغذية لدى الأممالمتحدة المعنية بالصومال: "المجاعة باتت قائمة. المناطق الثلاث هي ممر افقوي، ومجموعات النازحين في مقديشو، في أحياء المدينة السبعة، وأحياء بلاد وادالي في شبيل الوسطى". وأعلنت الأممالمتحدة سابقا حالة المجاعة في جنوب باكول وشبيل السفلى في جنوب الصومال، نتيجة موجة الجفاف المستمرة في القرن الأفريقي. وأطلقت قبل أسبوع تقريبا من كينيا جسرا جويا لنقل المساعدات إلى نحو مائة ألف صومالي نزحوا من جنوب البلاد إلى العاصمة مقديشو ومحيطها هربا من الجوع الناجم عن الجفاف الذي يضرب بصورة متفاوتة دولا في القرن الأفريقي منها الصومال وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا. وقالت مولوني إن نحو 409 آلاف صومالي لجأوا إلى منطقة ممر افقوي، وهو أكبر مخيم نزوح في العالم. وقالت وحدة الاممالمتحدة في بيان إنه "على الرغم من زيادة الاهتمام بالمنطقة خلال الاسابيع الماضية، لا تزال جهود الإغاثة غير كافية وذلك جزئيا بسبب القيود المفروضة على تحرك فرق الإغاثة وصعوبة زيادة برامج المساعدات الطارئة، وكذلك سد ثغرات التمويل". وبحسب البيان فإنه "نتيجة لذلك، يتوقع أن تستشري المجاعة في كل مناطق جنوب الصومال خلال الأسابيع الستة المقبلة". وكانت حركة الشباب المجاهدين التي تقاتل قوات الحكومة الصومالية والقوات التابعة للاتحاد الأفريقي قد رفضت إعلان المجاعة في جنوب الصومال الذي يخضع معظمه لسيطرتها, وتحدثت عن دوافع سياسية وراء الإعلان. وفي وقت سابق هذا الأسبوع, حذرت مديرة العمليات الإنسانية بالأممالمتحدة فاليري أموس من أن المجاعة ستنتقل إلى خمس أو ست مناطق جديدة بجنوب الصومال. وطلبت الأممالمتحدة اليوم المساعدة من شركات الطيران العالمية لنقل المواد الإغاثية إلى المتضررين في القرن الأفريقي. وتقول المنظمات الإنسانية إن صعوبة الدخول إلى المناطق المتضررة التي تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين, والخشية من معارك هناك، فضلا عن المعارك الجارية في مقديشو, يعرقل عملها, ويوسع دائرة المجاعة. وحتى أول أمس, حطت في الصومال ست طائرات على الأقل محملة بأغذية وأدوية في إطار الجسر الجوي الذي يسيره برنامج الغذاء العالمي ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة انطلاقا من العاصمة الكينية نيروبي, بينما أرسلت دول بينها قطر مساعدات بصورة منفردة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب مؤخرا 1.8 مليار دولار لتمويل جهود الإغاثة في القرن الأفريقي التي لا تزال تتعثر، وهو ما يوضحه إرجاء اجتماع مقرر في أديس أبابا عن الوضع الغذائي في القرن الأفريقي. وتقول الأممالمتحدة إن 3.7 ملايين يشكلون تقريبا ثلث سكان الصومال مهددون بالمجاعة, في حين أن 12 مليونا معرضون للخطر في القرن الأفريقي برمته.