قالت الأممالمتحدة إن جنوب الصومال يتجه إلي الانزلاق في مجاعة شاملة، مع تفاقم أزمة الطعام في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي. وقالت المنظمة الأممية في تقرير رسمي : إنه "من المتوقع أن تزداد الأزمة في جنوب الصومال تفاقما طوال العام 2011 مع سقوط كل مناطق الجنوب في براثن المجاعة" وصدر التقرير عن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، وهو مظلة للوكالات المختصة بالشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة. من جهتها، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة 'يونيسيف' من أن إنقاذ حياة 1.25 مليون طفل من الجفاف في جنوب الصومال يجب أن ينظر إليه بوصفه "أولوية قصوي". وكشف تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا "أوتشا"عن أن نحو 3.7 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان الصومال يحتاجون إلي المساعدة الإنسانية بزيادة قدرها 35 % عن 2.4 مليون شخص كانوا بحاجة إلي الإغاثة في بداية العام. واضاف التقرير أن أسعار الحبوب وصلت إلي أعلي مستوي لها علي الإطلاق وزادت تكلفة بعض السلع الأساسية بنسبة 270 % في بعض المناطق الجنوبية. وأوضح التقرير الذي وزعه مكتب " أوتشا " بالقاهرة السبت أن عشرات الآلاف من الأشخاص لقوا حتفهم وهناك عدد أكبر من الأرواح معرضة للخطر مشيرا إلي أنه يتم الإعلان عن المجاعة عندما تتجاوز معدلات سوء التغذية بين الأطفال 35 % ويموت أكثر من طفلين من كل عشرة الاف طفل يوميا. وأفاد بأن معدلات سوء التغذية في أجزاء من باكول وشبيلي السلفي وصلت إلي 50 % وكانت أعلي معدلات وفاة تزيد عن ست وفيات لكل 10 الاف شخص في اليوم الواحد وهناك حاجة إلي مساعدة فورية لتجنب هذا الوضع الذي يمكن أن يتفاقم في الأشهر المقبلة. وقال التقرير إنه تم علاج أكثر من 100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في حوالي 800 مركز تغذية منتشرة في جميع أنحاء الصومال خلال الفترة من يناير إلي مايو 2011 مؤكدا أن نحو 554 ألف شخص يعانون من سوء التغذية في الجنوب أي بزيادة عن الرقم المسجل من قبل وهو 476 ألف شخص أي واحد من 3 أطفال يعانون من سوء التغذية. وذكر تقرير "أوتشا " أن نحو 68 ألف صومالي وصلوا إلي كينيا و54 ألف شخص إلي مخيمات اللاجئين في أثيوبيا منذ شهر يناير كنتيجة للجفاف الذي تشهده منطقة القرن الأفريقي مضيفا أنه ما يقرب من 135 ألف صومالي فروا من بلادهم منذ يناير الماضي ونزح 15.300 ألف شخص إلي مقديشو من مناطق أخري منذ أول يوليو . وأفاد بأنه يوجد ما يقرب من 800 ألف نازح صومالي في المنطقة من بينهم 423 ألف في كينيا و188 ألف في اليمن و 140 ألف في أثيوبيا في حين نزح البعض الأخر إلي أوغندا و جيبوتي ومصر و إرتيريا وتنزانيا مشيرا إلي وجود نحو 1.46 مليون نازح داخليا يعيشون في ظروف صعبة في الصومال ويعيش غالبية النازحين علي طول ممر أفغوي وهو طريق لمسافة 30 كيلومترا بين مقديشو وبلدة أفغوي . وأضاف التقرير أن هناك 372 ألف نازح داخليا آخرين طالت إقامتهم في مقديشو التي يعيشون فيها منذ التسعينيات من القرن الماضي موضحا أنه تم تمويل نحو 47 % من النداء الموحد من أجل الصومال أي بمبلغ 265 مليون دولار من أصل 561 مليون دولار تم طلبه في مراجعة منتصف العام مما يترك ثغرة تمويلية قدرها 296 مليون دولار . وأفاد بأن هناك11.6 مليون شخص بحاجة إلي المساعدات الإنسانية العاجلة في منطقة القرن الأفريقي بينما هناك أكثر من 20 ألف لاجئ جديد ينتظر التسجيل والإقامة في مخيم داداب في حين مخيم الجديد لم يتم تشغيله بعد في انتظار تصريح الحكومة الكينية بالبدء في توطين اللاجئين. ولفت التقرير إلي استمرار تدفق اللاجئين من الصومال إلي كينيا حيث وصل معدل النزوح اليومي إلي 3500 شخص خلال الأسبوع الماضي.