عندما يتكلم الضمير..دوغارد مثلا! د. فايز رشيد جون دوغارد، مقرر الاممالمتحدة لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية، واحد من مسؤولين امميين قليلين، تدفعهم ضمائرهم لقول الحق، استنادا الى مبادئ العدالة، أيا كانت النتائج المترتبة عليهم، فهم المهددون بالعزل من مناصبهم، والمعرضون لمحاربتهم بوسائل كثيرة، تصل في احيان عديدة الى التهديد بالقتل، وتنفيذه فعليا. في مقابلته الاخيرة مع احدى الفضائيات العربية، اتهم دوغارد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وطاقمه: بالانحياز التام لاسرائيل، وبتلقي التعليمات من واشنطن، وبتجاهل تقاريره وتوصياته، بشأن انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان في فلسطين، وبعدم التزامها بالمعاهدات والمواثيق المتعلقة بكافة الاتفاقيات الدولية في هذا المجال. هذه التصريحات لم تكن الاولى للمسؤول الدولي، المنحدر من جنوب افريقيا فقد سبق له وان وصف العقوبات الدولية التي جري فرضها على الشعب الفلسطيني بعدما اسفرت عنه الانتخابات التشريعية الاخيرة: بانها الأقسى والأشد سوءا في العصر الحديث، والتي تجري ممارستها على شعب بأكمله، عقابا له على خياره الديموقراطي كما هاجم مواقف اميركا ودول الاتحاد الاوروبي، التي اجبرت المجتمع الدولي على قطع المعونات للفلسطينيين وعلى حصارهم. المسؤول الاممي، كان قد طالب الامين العام للمنظمة الدولية بالانسحاب من اللجنة الرباعية، فيما لو فشل في اقناع الدول المشاركة فيها، بتبني قرار محكمة العدل الدولية بشأن الجدار العنصري الصهيوني في الاراضي الفلسطينية، ودعوته اسرائيل الى هدمه. الحقائق الواردة في تصريحات ومواقف دوغارد معروفة ومؤكدة على الصعيد العالمي، وبخاصته عند المواطنين العرب الذين يدركون سمات ومواصفات الحقبة الراهنة من التاريخ: ان بتحكم الولاياتالمتحدة وحلفائها من البلدان، في السياسات الدولية او في التدخل الفعلي والمباشر في القرارات الصادرة عن الاممالمتحدة وعن كافة الهيئات التابعة لها وغير التابعة. القيمة الحقيقية لمواقف وتصريحات دوغارد، واضافة الى وصفها الدقيق لحقيقة ما يجري في المنظمة الدولية فانها تأتي على لسان احد المسؤولين الكبار فيها الذي يعاكس اتجاه الربح، ويسبح ضد التيار، ويقف عمليا في مواجهة مع الدولة المقررة بالنسبة لشغل المناصب في الاممالمتحدة بدءا من الأمين العام وصولا الى ادنى درجات الوظائف للمؤثرين في عملها. للأسف فأن المواقف النزيهة والشجاعة لهذا المسؤول، لم تأخذ ما تستحقه من صدى وبعد وانعكاسات على صعيد الاعلام العربي ولا في ردود الفعل المتوجبة من قبل المعنيين من المسؤولين العرب..فهل وصل السوء والرداءة بالوضع العربي الى المرحلة التي تتساوى فيها افعال ومواقف وتصريحات المؤيدين للقضايا العربية العادلة، واولئك المتمرسين ضدها؟. عن صحيفة الوطن العمانية 7/10/2007