في كل كارثة تحدث في قطاع من قطاعات وزارة الثقافة يسارع السيد الوزير "الفنان" فاروق حسني ويلقي بالمسئولية علي كبار وصغار موظفيه دون ان يشعر بأي حرج أو ذنب او حتي شعور بالمسئولية الادبية باعتباره المسئول الاول عن هذه الوزارة ويجب ان يتحمل نتيجة سوء اختياره لمساعدية وعدم متابعته لهم بما تملية عليه مسئوليات منصبه الوزاري.
*** في كل المصائب التي حلت بوزارة الثقافة طوال عهد فاروق حسني الذي امتد لما يقرب من عشرين عاما ادين موظفون بالاهمال والفساد ودخل بعضهم السجن وعزل البعض من مناصبه وتم تجريس بعض المرتشين والمنحرفين والمتجاوزين في وسائل الاعلام المختلفة.
وخرج الوزير من كل هذه المصائب مثل الشعرة من العجين كما يقول المثل.. فالرجل لا علاقة له بما يحدث في وزارته من اهمال وفساد ورشاوي وسرقة آثار واختفاء لوحات وحرائق في مسارح وغير ذلك من الكوارث التي حلت علي قطاعات وزارة الثقافة في عهد هذا الوزير غير المسئول.
***
لقد طاردنا وزير الثقافة طوال الايام الماضية ومنذ اختفاء لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل بتصريحات استفزازية مكررة..
قال الوزير كلاما غريبا وعجيبا لا ينبغي ان يصدر عن مسئول كبير يحمل لقب وزير وقضي جزءا كبيرا من حياته في بلاد اوروبية تعلم فيها ان الوزير يتحمل نتيجة اي خلل او تقصير يحدث في وزارته. ويبادر بتقديم استقالته قبل ان يقال من منصبه الرفيع احتراما وتقديرا للمسئولية واحتراما للرأي العام.
كلام فاروق حسني عقب اختفاء اللوحة النادرة التي يزيد ثمنها علي ربع مليار جنيه مصري ويكفي لبناء عشرات المدارس لا يختلف كثيرا عن كلامه في الكوارث والمصائب السابقة..
ففي محرقة مسرح بني سويف والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء قال "وانا مالي" وحمل المسئولية كاملة لبعض مساعديه..
وعندما تم ضبط عدد من مساعدية في قضايا فساد مالي واخلاقي قال العبارة نفسها بل ودافع عن الفاسدين ولما ادينوا بأحكام قضائية نهائية وثبت فسادهم وانحرافهم انزوي جانبا وصمت صمت القبور.. لكنه في جميع الاحوال لم يشعر بالخجل من سوء اختياره لهم ولا من اهماله في متابعتهم ولا من دفاعه عنهم!!
والآن يقول الوزير" وانا مالي" ويلقي بالمسئولية كاملة علي محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية ويتهمه بالاهمال الجسيم والتقصير في اداء واجباته الوظيفية..
وبصرف النظر عن موقف شعلان وثبوت اهماله وتقصيره في عمله من عدمه وهو الأمر الذي ستؤكده النيابة العامة لابد ان يعترف وزير الثقافة في شجاعة بأنه المسئول الاول عما يحدث في وزارته ولابد ان يزول الحرج في محاسبته عن سوء اختياره لمساعديه وعن تقصيره في متابعتهم وإهماله في محاسبتهم.
لقد اتهم فاروق حسني رئيس قطاع الفون التشكيلية بالتقاعس عن تنفيذ مشروع تطوير المتحف وعدم تسليمه لشركة المقاولون العرب لتطويره. فأين كنت ياسيادة الوزير وانت تري احد مساعديك متقاعسا عن أداء واجباته؟
لماذا لم تلزمه بتنفيذ تعليمات رئيس الوزراء او تعفيه من مسئولية ليس اهلا لها؟ لماذا تركته يتقاعس ويهمل ويقصر في واجباته واكتفيت بدور المتفرج ثم توجه له الاتهامات بعد وقوع الكارثة؟
لوحة زهرة الخشخاش ليست اول لوحة ثمينة تسرق وتهرب إلي الخارج وجزء كبير من آثار مصر نهب وهرب إلي الخارج في عهد فاروق حسني.. وليست هذه اول كارثة تحدث في عهد الوزير ويخرج منها سالما بل ومرفوع الرأس.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن:
متي يحاسب الوزير- أي وزير- علي اخطائه وتجاوزاته؟
وهل الوزير فوق المسئولية حتي لايحاسب علي سوء اختياره لمساعديه وعدم متابعته لهم وعدم محاسبة المقصر منهم؟
وإذا كان وزير الثقافة ليس مسئولا عن سرقة اللوحات النادرة والآثار الثمينة من متاحف ومخازن قطاعات وزارته فمن هو المسئول؟
هل نحاسب وزير الزراعة ام وزير البترول عن أخطاء مساعدي وزير الثقافة وفسادهم وانحرافهم وتقصيرهم في آداء واجباتهم الوظيفية؟
*** قد يكون وزير الثقافة زاهدا في لقب "وزير" الذي استمتع به طوال عشرين عاما مضت.. وقد يكون مازال محبطا لفشله في الفوز بالمنصب الدولي الرفيع في اليونسكو.. وقد يكون الرجل مل من حياته في مصر ويرغب في الرحيل إلي البلاد التي عشق الحياة فيها منذ شبابه.. لكن كل هذا لايعفيه من المسئولية ولا يحميه من الحساب.
لابد ان يحاسب وزير الثقافة علي كل ما حدث من كوارث ومصائب وسرقات وفساد وانحرافات في وزارته.
لايوجد أحد في السادة الوزراء الحاليين أو السابقين فوق الحساب وفوق المساءلة حتي ولو كان رئيس الحكومة نفسه والذي يتولي منصبا رفيعا وينعم بخيراته وبهائه فعليه ان يتحمل تبعاته كاملة.
*كاتب صحفي مصري b-haLawany@hotmail. com جريدة الجمهورية