ايهاب العشري الواحد بيتعجب من كل اللي بيسمعه هذه الأيام . مش عارف هو فيه أيه بالضبط؟ امرأة تموت في شقتها في مدينة 6 أكتوبر منذ عامين ولا يشعر بها أحد لا من الجيران ولا الأهل .
والله هذا الكلام ما كان يحدث حتى أيام الجاهلية الأولى، فما بالنا بمن يتشدقون بالتقدم والتمدن والتطور الخ.
أين أهل هذه المرأة الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية ، والله ما فعلوه لا يفعله حتى الحيوانات. هل تصل بهم الدرجة إلى أن لا يسألوا عن أختهم طيلة عامين .
هل الدنيا من الممكن أن تفرق بين الأخوة إلى هذا الحد الذي لا يجعلهم يسألوا عنها طيلة عامين خاصة وأنها ليس لديها زوج ولا أبناء.
أين أختها الفاضلة طيلة هذين العامين ولم تسأل عن أختها وما الذي جعلها تتذكرها الآن . أعلم أنه من الممكن أن يكون بينهم خلافات لكن هل الخلافات مهما كبرت تجعل الإنسان لا يسأل عن أخته وهي في نفس ظروف هذه المرأة .
هؤلاء يا سادة أناس نزعت من قلوبهم الرحمة . الم يقرأو قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة قاطع رحم".
أين الجيران الذين تجردوا من كل معاني الرحمة ولا أملك تجاههم إلا أن أقول أعمل ما شئت فكما تدين تدان. ألم يسمعوا قول الرسول صلى الله علية وسلم " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثني" .
هل يأتيه النوم وهو لا يسأل عن جارة. ألم يقرأ قول النبي " والله لا يؤمن من بات شبعان وجارة جائع" خاصة وان كان الجار في نفس ظروف هذه المرأة المسكينة الضعيفة. ثم بكل هدوء يقولون لقد شممنا رائحة كريهة من عامين وغسلنا السلم بالفنيك وانتهي الأمر.
وكأن قيمة تلك المرأة هي غسله ماء للسلم بالفنيك. الإنسان إن كان لديه حيوان يربيه فيحزن عليه حين يموت، وهؤلاء حتى لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عن الجارة حينما اختفت.
ما هؤلاء البشر؟
وهل هم بشر فعلا أم أنهم كائنات لا نعرفها؟
أين شهامة وجدعنه الشعب المصري ؟
هل اختفت كل معاني النخوة والرجولة من بيننا؟
هل الدنيا طغت على عقول وفكر الناس حتى أنهم لا يسألون عن جارهم بهذه الدرجة.
عموماً لقد أصبح الأمر منظومة مجتمع بأكمله أصبح الحاضر لا يسأل فيه عن الغائب ، والقوي لا يسأل عن الضعيف ، والغني لا يسأل عن الفقير. لكن ماذا أقول ، فلا تعليق إلا أن أقول "حسبي الله ونعم الوكيل" .