ابو بكر خلاف شغلت قضية الإخطبوط الألماني (بول )الرأي العام المحلي والعالمي ورأي البعض أنه من الممكن أن يشكل مخرجا من أزمات سياسية كبيرة إذا تم استنساخ التجربة على نطاق أكبر ونقلها إلي منطقتنا العربية .
بل ثارت تكهنات بأنه سيتحول إلي نظام سياسي يسمي النظام "الأخطبوطي" يصلح لان يصبح مستقبلا بديل عن النظام "الديمقراطي " المقيت الذي لا تستوعبه شعوبنا – وفقا لرأي أهل القرار .
وأتوقع إلى حد اليقين أن يخرج علينا بيان رفيع المستوى على الهواء مباشرة " ايها الشعب الجميل المهاود ، إنه وبعد استشارة الإخطبوط بالتمديد اوعدمه ، نطق الحيوان وتكلم وقال "ياريسنا سير سير وإحنا وراك على طول "،
وفي مشهد مهيب تابعته وكالات الأنباء جاء الإخطبوط (بول) في نسخته المصرية على صندوق "نعم" ورقد حتى ظننا انه قد مات .
ولم نعلم انه على قيد الحياة الا بعد ملاحظته وهو يأكل ويبول داخل الصندوق وهو ما يثبت إعجازا في عالم الحيوان ، ينضم إلى إعجاز صندوق الانتخابات والاستفتاءات صاحب نسبة ال 99.9% ".
وإذا شكك المشككون وتآمر المتآمرون على مستقبل الوطن وطعنوا في سلامة الإخطبوط الصحية فسيخرج علينا تقرير الطب الشرعي مؤكدا أنه ابتلع"لفافة "اصفرا وسقط ميتا ب "اسفسكيا " الخنق فوق الصندوق .
بما بفيد انه لم يتعرض أبدا لضغوط اوضرب حتى الموت وإنما فعل هذا بمحض إرادته وبكامل قواه البحرية واسألوا قسم سيدي جابر بمحافظة "الإسكندرية".
لم يصدق عم سيد هذا المواطن البسيط أن اقتراحه أثناء ركوبه الميكروباص عائدا من عند حماته وصل بهذه السرعة الى جهات القرار وهو مايعني أن الأمن مستتب والوضع تحت السيطرة ، وتم تطبيق اقتراحه الخاص بنظام صندوق الإخطبوط الانتخابي.
من جانبه أكد مصدر مسئول بأن تجربة الإخطبوط تم تطبيقها في مصر قديما وأنها ليست بجديدة وجدران المعابد شاهدة على ذلك فقد اتخذت الممالك المصرية عواصمها على المجارى المائية .
وأضاف المصدر الرسمي "في الدولة الحديثة ، وسيرا على مجد الأسلاف ،اعتمد نظام الإخطبوط في الحفاظ على أملاك الدولة ".
واشترطنا وجود إخطبوط واحد في كل مجال وأن يجمع في مكانه بين العام والخاص حتى يحافظ على بلاده زي عنيه ، فهناك إخطبوط للحديد وآخر للاسمنت وثالث للأراضي والجزر" آمون مثلا ".. الخ الخ ، وكل واحد في موقعه يأكل بسلام.
ويقول اقتراح المواطن بأن تخضع هذه الكائنات للإشراف الرسمي الكامل عن طريق انتمائهم المباشر للحزب الحاكم ، وفقا لقوانين الممالك البحرية والتي تقضي بعدالة التوزيع بين السمك الكبير مع السماح للحيتان بأكل القراميط لتستمر الحياة ، وبهذا تضمن الحكومة حياة أفضل للفقراء وهم في بطون الأثرياء، ومن جاور السعيد يسعد".
الاستجابة الجماهيرية للبيان الحكومي المتضمن لاقتراح المواطن لم تكن متوقعة فقد عمت المظاهرات البلاد وجابت المسيرات الشوارع " يا إخطبوط كل واتهنا .. أن شا الله ماتورد على جنة"، الكل يجمع على نجاح التجربة ويطالب بالتنازل عن صوته للإخطبوط ، طالما أن صوته غير معتبر سواء غاب عن المشهد أو حضر.
إن سياسة "طبخ " الانتخابات والحرص على حضور الأموات للتصويت وإغلاق أبواب اللجان في وجه الأحياء لمنعهم من التصويت، لم يتعدى في نظر النظام كونه مجرد " تجاوزات"! .
فمن هؤلاء الذين لا يقدرون صوت الميت ورغبته في إصلاح بلاده، فهذا الميت هو مصري كريم العنصرين لن تغيب إرادته ولو لفظ الأنفاس.
فولائه للحزب الحاكم ممتد حتي بعد وفاته. لذلك فهو يتجشم الصعاب ويخرج من قبره ليقوم بالتصويت رغم صعوبة المواصلات وازدحام الشوارع وحرارة الجو !.
سألت صديقي الزواوي عن رأيه في المسألة فقال لا فض فوه" مع سيا سة أذرع الإخطبوط الملتفة حول عنق الوطن، يمكن أن تتحول بعض البلاد في منطقتنا العربية إلى زنازين وصناديق مُعبأة بالقهر، فقد اعتدنا أنْ نصحو كل يوم على ذراع شيطاني لاخطبوط جديد يلتهم جزءاً آخر من بقية الوطن حتى تلاشت أمامنا الأحلام" .
وتابع منتقدا تطبيق نظام الإخطبوط الغربي قائلا " لا يعنيني كثيراً ضعف الإيمان هناك فأنا مهموم بإيمان الضعفاء هنا ، و لا أهتم غالباً بالدجل المُلهي في الغرب بقدر انشغالي الدائم بصنوف الدجل الشرقي في الدين والسياسة والعلم والفن, بل والرياضة أيضاً ، فما أكثر الدجالين وما أغبى المخدوعين.
و لستُ منبهراً بما ينعم به الغرب من رفاهية و لكنني أتأمل أولئك القابضين على جمر الحياة لدينا ممن يرون القمر رغيفاً معلقا في سقف الجوع، ويتخيلون الشمس قرصاً من الجبن الأبيض يحول بينهما طول الانتظار.