ضد الحصار أو مع الحصار؟ * معتصم أحمد دلول من الطبيعي أن يكون تفكير كل إنسان حر في هذا العالم له علاقة بالقضية الفلسطينية أن ينصب جهده على إمكانية فك الحصار عن قطاع غزة أو على الأقل العمل على محاولة زحزحته لتستطيع غزة و أبناؤها تنفس الصعداء بعد الأشهر الطويلة من العناء و الصبر تحت الحصار الإسرائيلي الظالم الذي يشارك فيه العديد من الأطراف العربية و الفلسطينية إلى جانب إسرائيل.
و من الطبيعي أيضاً أن يقوم الساسة العرب و الفلسطينيون خصوصاً بإدلاء التصريحات المضادة للحصار و التي تدعو لرفعه و تشحذ الهمم و تستدعي كل الجهود من أجل ذلك، و أن يظهروا على الفضائيات و يعقدوا المؤتمرات الصحافية من أجل التشهير بالحصار و الأطراف المشاركة فيه من أجل الضغط عليهم أيضاً. و من الطبيعي أيضاً أن يقف كل حر في العالم على مختلف لونه أو جنسه لينظر نظرةً تعاطفيةً مع غزة المذبوحة و يدافع عنها و لو بالكلمة و القلم إذ لم يكن يستطيع حمل السلاح ليدافع عنها و الدواء ليضمد جراح مرضاها،،، و غير ذلك. و لكن ليس من الطبيعي أن يخرج رئيس كتلة في المجلس التشريعي الفلسطيني لإحدى الحركات الفلسطينية على إحدى الفضائيات ليشهر بمن يحملون السلاح في غزة لحماية الأمن و تسيير الحياة اليومية و الوقوف في وجه المعتدين الذين يحاولون صباح مساء من النيل بها و بأهلها لمضاعفة تأثير الحصار الخانق عليها. أتساءل أنا و يتساءل كل فلسطيني و كل عربي و كل إنسان له علاقة لماذا يخرج السيد عزام الأحمد لتفنيد ما حدث في اليمن بخصوص المبادرة اليمنية و اتفاق صنعاء الذي مضى عليه أكثر من شهر و قد بدا واضحاً من حينها من هو الطرف الذي تخلى عن تلك الاتفاق حيث كان ذلك واضحاً من خلال السجالات على شاشات الفضائيات و لم يكن ذلك بحاجة إلى توضيحات أو أدلة لإظهار الطرف المتنكر؟؟؟ لماذا لم يظهر السيد عزام الأحمد في تصريحات مناهضة للحصار على قطاع غزة و مستنكرة للمجازر التي تحصل يومياً فيه و منددة بالتعنت الإسرائيلي الذي يودي بحياة المرضى و الجرحى و مطالبة بشحذ الهمم للمواقف العربية و العالمية للأنظمة و الحكومات؟؟؟ نحن لا نطرح الأسئلة هنا من أجل الحصول على إجابات لأن الإجابات واضحة و يعلمها الجميع و ليس بحاجة لمن يجلِّيها. و لكن هناك بعض الأمور التي هي بحاجة للنقاش فقط، و نستعرض بعضاً منها كما جاءت على لسانه و لعلنا أيضاً نحتاج إلى بعض التوضيحات منه مرةً أخرى، فنتساءل مرة أخرى. فمن الأمور التي ذكرها السيد عزام الأحمد هي أنه لا يوجد تواصل جغرافي بين الضفة الغربية و قطاع غزة، لذلك هو لا يستطيع أن يأتي إلى غزة و يسحق من فيها سحقاً على حد قوله أو يأتي و ينهي الانفصال كما يقول، أو يستطيع التواصل لإيجاد الحل. فهل نسي السيد عزام الأحمد أنه يحمل بطاقة (VIP) و التي تمكنه من التنقل جيثما شاء دون مضايقة من الإسرائليين بشئ، أم أن هذه البطاقة لا تنفع إلا للسفر إلى هنا أو هناك أو على الأقل ممكن أن تكون نافعة لتهريب الجوالات فقط؟؟؟ و أيضاً، لماذا يتوعد بسحق غزة لو كان يستطيع الحضور إليها؟؟؟ ألم يرَ عزام الأحمد في الأفق سوى غزة لتدميرها و لم يرَ شيئاً آخر من المدن الإسرائيلية أو المستوطنات أو الكيبوتسات اليهودية التي تجثم على الأراضي الفلسطينية و تؤرق حياة الفلسطينيين؟؟؟ ألم تصبح غزة بعد أن رفع يده عنها السيد عزام الأحمد و أصحابه من حملة ال (VIP) آمنةً مطمئنةً خاليةً من الاقتتال الداخلي و الفتن بين الأحزاب المختلفة و لم تصبح غزة بعد ايتعاده عنها مرتعاً حراً لممارسة الحريات، بغض النظر عما يحدث من أمور و أخطاء فإنني لا أقول أننا نعيش في غزة مجتمع "المدينة الفاضلة" و لكن لو عقدنا مقارنة بين الأوضاع قبل 14\6 و بعد 14\6 لكان الفرق واضحاً. و نقول أيضاً للسيد عزام الأحمد الذي اتخذ من منبر الجزيرة فرصة للتشهير و التشكيك في تاريخ حركة حماس، و هي حركة مناضلة يشهد لها الجميع بذلك، من خلال ذلك الحديث الذي لا يكاد يخرج من إطار التصنيف تحت بند "حديث نساء" لا يستند إلى أدلة و لا براهين. فلم أر يوماً أن أحداً كان موفقاً في الحديث مثلما رأيت السيد عزام الأحمد في هذا اللقاء. فمن أجل التشهير بالآخرين، أخذ يشهر بإخوانه و من هم في صفوفه؛ منهم من ذكر اسمه مثل ياسر عبد ربه عندما قال "هذا كان يلعب زهر و مش عارف شو اللي صار عندما اتصلت فيه الجزيرة ليعلق على الاتفاق"، و منهم من لم يذكر اسمه بسبب، على ما يبدو، الحرج أو الحساسية التي من الممكن أن تترتب على ذلك. ثم إن السيد عزام الأحمد الذي تحدث عن الانتفاضة السابقة متخذاً في ضرب الأمثلة بأحداثها مادةً للتشهير في حماس و يقول اسألوا كبار السن. نحن لا نريد أن نسأل كبار السن، فهو إذا كان قد نسي أن الانتفاضة السابقة التي يقصدها لم يمضِ عليها سنين معدودة فنحن نذكره بذلك. و نقول له أيضاً من أين لك هذه المعلومات يا من لم يسمع أحداً باسمك في تلك الانتفاضة أو لم يسمع أحداً بنضالك أو تضحياتك. فكيف إذاً تتحدث عن أحداث لم تكن حاضراً فيها أيها السياسي المحكنك. و نقول لك أيضاً، ما دمت وطنياً و تدعو حماس لأن تجرب وطنيتك و وطنية حركة فتح من خلال التهزير و اللعب و الاعتقاد بأن السياسة ضرباً من الألعاب الطفولية أو كنت تعتقدها أنها لعبة "دار و دور"، فمن الأفضل أن تبحث لك عن مجموعة ممن يساووك فهماً و عقلاً و تقضي وقتك معهم و لا تضيع وقتك هدراً. أما قضية "ياللا جربونا و احرجوانا و اكشفونا أمام الشعب" فإن دل هذا على شيئ، فإنه يدل على سذاجة و طفولية في التفكير و عدم توازن أو ارتكاز في المواقف. و بعد و قبل كل ذلك، هل تعتقد أنك و فريقك لم تعد مكشوفاً أمام الشعب الفلسطيني و العربي و العالم أجمع، و تعتقد أنه لم يسمعك أو يشاهدك إلا مجموعة من المصفقين الذين لا يفقهون ما يسمعون؟؟؟ و يكفيني التعليق على هذه الأمور، و لكن لأنني عرفت من خلال كلامك بأن أمك، رحمها الله، المسكينة كانت متدينة و كانت تأمرك بالصلاة عند الامتحانات، فهذا يعني أنها كانت على علم بأنك لا تصلي!!! فإذاً يا مسكين، أنت تجهل التعامل مع اليهود لأن الذي يجهل الإسلام خصوصاً لا يعرفهم لأن القرآن الكريم وحده من يصفهم بإحكام و وضوح. ** فلسطين