الاتفاق الاستراتيجي بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين قد ينتهي..
* أحمد السامرائي
منذ فترة يجري الحديث في شمال العراق عن الوضع المتردي للاتحاد الوطني الكردستاني مقارنة بالسنوات الأربعة المنصرمة.
ويعيش الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي انخفضت أصواته في انتخابات البرلمان الإقليمي (25 يوليو 2009) والبرلمان العراقي (7 مارس 2010) قلق أن يقلل الحزب الديمقراطي الكردستاني من امتيازاته التي منحها له، وإلغائه الاتفاق الاستراتيجي المبرم بينهما.
وذكر فريد أسسرت عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الوطني الكردستاني حول الموضوع: "إن الخريطة التي تشكلت بعد انتخابات البرلمان الإقليمي، ستتواصل لمدة أربع سنوات. وفي حال ظهور خريطة سياسية جديدة في الانتخابات التي ستجري بعد أربعة سنوات، فمن المحتمل حدوث تعديلات في الاتفاقية الموقعة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني".
وادعى سلام عبد الله مسوؤل الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية، بان " تصريحات فريد أسسرت لا تعبر عن رأي الاتحاد الوطني الكردستاني فحسب وإنما عن رأيه الشخصي. وأن زيادة أو نقصن المقاعد لن تؤثر على هذه الاتفاقية.
ومن المعروف أن بعض أجهزة الإعلام وجهت انتقادات شديدة للاتحاد الوطني الكردستاني مع تولي نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور برهم أحمد صالح منصب رئيس مجلس الوزراء الإقليمي.
ولهذا السبب يسود التوتر بين الحزبين في الفترة الأخيرة.
وكان تقرير يتألف من 11 صفحة ينتقد الدكتور برهم قد نشر في مجلة كولان الصادرة عن المركز الإعلامي للحزب الديمقراطي الكردستاني، التابع مباشرة لنيجيرفان بارزاني، رئيس الوزراء السابق في حكومة إقليم كردستان.
حيث وردت في التقرير، بعض العبارات التي أغضبت أعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني من قبيل : "ان الاتحاد الوطني الكردستاني وخلال انتخابات البرلمان الإقليمي لم يتمكن من الفوز حتى في السليمانية.
ورغم ذلك، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني، لم يفسخ الاتفاقية الموقعة بينهما، ومنح منصب رئاسة الوزراء الى الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث قام الدكتور برهم باستغلال برنامج الحكومة لإعادة جمع شمل الاتحاد الوطني الكردستاني " .
في غضون ذلك لفت الانتباه الى " أنه في حال عدم غلق الحزب الديمقراطي الكردستاني لمجلة "كولان"، فان اتفاقية التعاون الاستراتيجي المبرمة بين الحزبين ستنتهي".
هذا وعلى الرغم من تصريحات الدكتور مجيد حمد أمين وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين الذي أشار الى "ان اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين الحزبين ستنتهي، ما لم يتم غلق مجلة كولان"، إلا انه لم يطرأ أي تطور في الموضوع.
في غضون ذلك تسبب اكتفاء الدكتور برهم، بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الإقليم مسعود البارزاني، ورئيس الوزراء السابق نيجيرفان بارزاني، وكذلك المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، تسبب الى عدم ارتياح لدى الاتحاد الوطني الكردستاني.
ونتيجة لهذه التطورات، استصعبت الجهود المبذولة لتوحيد جهازي استخبارات الديمقراطي الكردستاني "الباراستن" والاتحاد الوطني "زنياري".
وفي حين صرح سمير سالم عضو لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الاقليمي "أنه تم منح مدة 3 اشهر بهدف دمج المؤسستين"، أفاد عصمت أرجوشي مدير عام آسايش أربيل عدم علمه بمثل هذا الموضوع.
علماً ان مشروع القانون الذي أعد في عهد الحكومة الخامسة بزعامة رئيس الوزراء السابق نيجيرفان بارزاني، لدمج جهازي الاستخبارات العائدين للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، لم يصادق عليه لا من قبل الحكومة ولا البرلمان الإقليميين، بالرغم من طرحه عليهما.
وحسب بعض المزاعم أن مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، يريد أن يرى نجله (مسرور) قائد لواء كولان، على رأس الجهاز الجديد الذي سيتشكل من دمج الجهازين الاستخباراتيين.
ويذكر أن وفدي المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قد عقدا اجتماعاً في اربيل بتاريخ 18 نيسان/أبريل لتغطية المشاكل الراهنة.
ولفت المراقبون الانتباه الى ان البيان المشترك للاجتماع الذي حمل عنوان "العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والتطورات السياسية في الاقليم"، قد إفتقر للمصداقية.