محمد عصمت سيف الدولة يحتفل الصهاينة كل عام بذكرى اغتصابهم لفلسطين ، فى عيد يطلقون عليه عيد الاستقلال !
والاستقلال يعنى أنه كان هناك محتل يستعمر هذه الأرض، و أن اليهود الصهاينة قد نجحوا فى تحريرها منه .
من هو هذا المحتل ؟
انه الاحتلال العربي الذي أستوطن أرض اليهود منذ الفتح الاسلامى .
( رغم ان التاريخ يؤكد ان العرب اليبوسيون ومن بعدهم الكنعانيون هم من اول من سكن فلسطين وأنشاوا مدينة "يبوس" والتي اصبحت "اور سالم " ثم " القدس " قبل الوجود اليهودي باكثر من الفي سنة وظل هذا الوجود العربي متواصلا حتي بعد زوال ملك نبي الله داود وابنه سليمان وتدمير الهيكل مرتين احدهما علي يد الملك البابلي نبوخذ نصر والثانية علي يد الامبراطور الروماني تيطس وطرد اليهود من فلسطين ) .
أي أن خلاصة الموقف الصهيوني فى هذا الشأن هو الآتي :
1) هذه أرض اليهود
2) العرب غزاة
3) الوجود العربي الاسلامى في فلسطين هو وجود غير مشروع منذ 1400 عاما.
4) الحركة الصهيونية هي حركة تحرر وطني نجحت في تحرير أرضها من الاستعمار الاستيطاني العربي .
5) دولة إسرائيل الحالية هي الدولة المشروعة الوحيدة التي قامت على هذه الأرض منذ آلاف السنين .
* * *
على ضوء ما سبق ، فإن الاعتراف بإسرائيل يعنى الاعتراف بالنقاط الخمس السابقة وما يترتب عليها من استخلاصات ونتائج :
فإن كان الوجود العربي في فلسطين 1948 غير مشروع ، فان الوجود العربي الحالي في الضفة الغربية وغزة هو أيضا غير مشروع ، فكلها أرض اليهود ، يتوجب تحريرها إن عاجلا أم آجلا ، عندما تسمح موازين القوى والظروف الدولية والإقليمية بذلك .
وهو ما يعنى أيضا أن الوجود العربي في مصر والشام والعراق وباقي المنطقة ، هو كله وجود غير مشروع ، منذ الغزو العربي الاسلامى لأراضى الغير من الشعوب الآمنة . وان على هذه الشعوب أن تسترد أوطانها إن عاجلا أم آجلا، حينما تسمح موازين القوى و الظروف الدولية والإقليمية بذلك .
* * *
هذا هو معنى الاعتراف بإسرائيل ، إنه الانتحار بذاته .
أمة تخرج إلى أمم وشعوب العالم ، تعتذر لهم بأنها غازية وباغية وتقر بأن وجودها غير مشروع ، وتعدهم بالانسحاب في صمت .