وانتهت شائعة صحة الرئيس لتبدأ شائعة أجواء سبتمبر عبدالله حسن ما كادت تنتهي الشائعة الخبيثة التي انطلقت حول صحة الرئيس حسني مبارك حتي انطلقت شائعة خبيثة أخري حول أجواء سبتمبر في اشارة للاعتقالات التي أجراها الرئيس أنور السادات عام 81 لعدد من معارضي اتفاقية السلام. وتناسي من اطلقوا هذه الشائعة أن أول قرار اتخذه الرئيس حسني مبارك فور توليه مقاليد الأمور في البلاد عقب استشهاد الرئيس أنور السادات .. كان الافراج عن هؤلاء المعتقلين واستقباله لهم في قصر الرئاسة لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ مصر... تناسي من أطلقوا هذه الشائعة ومن هم يستعدون لاطلاق شائعات أخري تستهدف أمن مصر واستقرارها انه في عالم السياسة لا يمكن أن تتكرر السيناريوهات لان لكل فترة ظروفها وملابساتها ولكل حادث حديث.. فما حدث عام 81 لا يمكن أن يتكرر بعد 26 عاما ولكنهم دائما يتطلعون إلي اثارة القلاقل وهز الاستقرار حتي يثبتوا صحة ما يرددونه. وكلنا نعلم أن الرئيس الراحل أنور السادات اتخذ قرار اعتقالات سبتمبر 81 بعد أن تزايدت الضغوط الخارجية والداخلية عليه في أعقاب اتفاقية السلام وبدأت مصر تسترد أرضها مرحلة بعد أخري تنفيذا لهذه الاتفاقية وحاولت إسرائيل مرارا نقض الاتفاقية ووضع العراقيل لوقف الانسحاب وحاول أعداء السلام وأصحاب النظريات الفلسفية الخروج عن النص لوقف المسيرة لكن الرئيس السادات رحمه الله كان قد وضع هدفا استراتيجيا أمامه هو تحرير الأرض وانهاء حالة اللا سلم واللا حرب التي كانت علي وشك العودة إلي الساحة السياسية في المنطقة لإجهاض نصر أكتوبر العظيم والذي كان الرئيس السادات صاحب القرار التاريخي لاصداره وكان الفريق محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية وقتئذ أحد القادة العظام الذين شاركوا في تنفيذه بالتخطيط والاعداد والخداع الرائع حتي تحقق النصر العظيم ... تولي الرئيس مبارك مقاليد الحكم وواصل المسيرة حتي استردت مصر أرضها كاملة وحاولت إسرائيل المماطلة في كيلومتر واحد علي الحدود أقامت عليه فندق طابا وأصر الرئيس مبارك علي عدم التفريط في شبر واحد من تراب مصر واحال القضية إلي التحكيم الدولي الذي قضي بحق مصر في طابا وعادت إلي مصر.. وقاد الرئيس مبارك مسيرة التنمية علي أرض سيناء وفي ربوع البلاد وأقيمت القري السياحية في انحاء سيناء واصبحت مقصدا للسائحين من انحاء العالم بعد أن كانت في الماضي مهجورة قاحلة .. وتواصلت مسيرة الانجازات علي أرض مصر وتحقق ما يشبه المعجزات في اصلاح البنية الأساسية بعد ان كانت متهالكة بسبب الحروب التي خاضتها مصر وتعبئة جميع موارد الدولة لازالة آثار العدوان.. وكان من الطبيعي أن تظهر الأصوات الحاقدة داخل مصر وخارجها مع كل انجاز يتحقق فهناك من لا يريد الخير لمصر وللأسف من بين أبنائها وهذا ما تكشفه الأيام الماضية والقادمة. وكانت الشائعات أحد الأساليب التي يحاول البعض استخدامها لوقف المسيرة والمتاجرة بآلام البسطاء والمواطنين وظهرت شائعة مرض الرئيس بعد ان خططوا لها ونشروها وصدقوها وحين بدأت الاجراءات القانونية مع من روجوها بدأوا في الترويج لشائعة أخري هي أجواء سبتمبر واعتقالات سبتمبر ونسوا ان عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء وحتي عصور حمزة البسيوني وصلاح نصر وزوار الفجر الذين كانوا يعتقلون من يهمس أو يتكلم أو يكتب ما يفسر انه ضد النظام.. لا يمكن لهذه العصور أن تعود مهما كانت التجاوزات ومهما حاول البعض الخروج عن النص من أجل بطولة زائفة أو مصالح شخصية أو فئوية. عن صحيفة أخبار اليوم المصرية 8/9/2007