* مني قرشي لغتنا العربية، وثقافتنا، والتعبير عن هويتنا القومية، لغة القرآن لأمة اقرأ، ما الذي حدث لها علي أيدي أبنائها ؟؟ فنحن الآن نتباهي بصرف الآلاف لتعليم أبنائنا ونفخر بأنهم يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، أو الفرنسية وغيرها دون أن نشعر بالخجل لأنهم لا يستطيعون أن يعبروا بجملة مفيدة كاملة من لغتهم القومية، بل بلغ الاستهتار حين نراهم يكتبون اللغة العربية بحروف لاتينية في حواراتهم عبر المحمول أو الإنترنت والفيس بوك، ليهزموا لغة أمتهم التي لم يستطع المستعمر في 70 عاماً أن يحقق ذلك. شوارعنا تموج بالإعلانات الصاخبة عن مدن وقري جديدة ومحلات تجارية.. كلها باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وغيرها. جامعات تتحدث وتعلم لغة الدول التي أنشأتها، وبالمرة تدرس تاريخها في تغييب تام للغة العربية عن أجيال بأكملها. ما هذا الخراب الثقافي الذي سمحنا به وتركنا له الحبل علي الغارب في التعليم وفي الإعلام وفي الحياة التجارية والاقتصادية، ثم نتساءل بعد ذلك عن الهوية والانتماء الوطني القومي أين ذهب؟! إن ما يحدث للغتنا العربية هو انتهاك صارخ للدستور المصري لكونها اللغة الرسمية للدولة وهو الالتزام.. الدستور يجب أن يملي إرادته علي الجميع، ووزير التعليم مطالب بأن يضع في أولوياته إنقاذ اللغة العربية مما يحدث لها في جميع مراحل التعليم. وكذلك وزير الإعلام مطالب بتصحيح لسان الإعلاميين ليحترموا لغتهم ويتقنوها، فهم صُناع الوجدان الجماعي في هذا الزمن الإلكتروني والفضائي. إن رد اعتبار اللغة العربية ليس دعوة للتقوقع علي الذات ولا فقدان الرغبة في تعليم كل اللغات الأجنبية الممكنة بغرض التواصل والاستفادة من ثقافات هذه اللغات، ولكنها صرخة لإنقاذ لغتنا العربية. وبالتالي ثقافتنا وتاريخنا ومفرداتنا التراثية لتحقيق الحد الأدني لذاتنا الثقافية، وهي للتصدي لواقع يهددنا ويهدد معها هويتنا العربية لدي شبابنا والأجيال القادمة، لأن تفريطنا في لغتنا يسهل علي الغرب تجاهل ثقافتنا ولغتنا الجميلة بل وهويتنا أيضاً.