كتبت صحيفة هولير، الصادرة في اربيل، بان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تقدم بطلب فتح ممثلية في أربيل. وحسب هذا الخبر، إن وفداً فلسطينياً يتألف من خالد عسيلي رئيس بلدية الخليل في فلسطين، وعضو البلدية اسحاق النتشة، زار بتاريخ 6/10/2009 مسعود البارزاني رئيس الاقليم المحلي في شمال العراق.
حيث افاد البارزاني في هذا الاجتماع "بأنه يتلقى بسعادة طلب فتح الممثلية وانهم سيقدمون كافة التسهيلات لهم بهذا الشأن، وسيقدمون الدعم اللازم لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين فلسطين واقليم كردستان."
وقد تتذكرون... ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان قد أجرى في منتصف شهر ابريل/2009 زيارة مفاجئة إلى مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لم يتم الاعلان عنها مسبقاً. والتقى خلالها رئيس الإقليم مسعود البارزاني. علماً بأنه كان قد اجرى قبلها بفترة قصيرة زيارة الى العاصمة العراقية بغداد واجرى محادثاته مع مسؤولي الحكومة المركزية. فكانت الاولى من نوعها لدى المسؤولين العرب.
وقد تناولت المصادر الدبلوماسية هذه الزيارات بتحليلات متباينة.
والآن اذا كان الخبر صحيحاً فان زيارة الوفد الفلسطيني التي أساءت بالشرف العربي هي على جدول الاعمال... فنحن أبناء العراق ذوي الضمائر الحرة، نسأل: كيف يمكن لقائد عربي أظهر التزامه للقرارات المتخذة في قمم الجامعة العربية، واجتماعات دول جوار العراق وفي كافة المحافل الدولية المتعلقة بالعراق، أن يزور هذا الاقليم بشكل رسمي ومستقل ؟
في الحقيقة ان تلطيف سلطة تعمل في كل فرصة لها على إظهار نفسها وكأنها أقليم مستقل، وتتصرف بشكل مستقل عن الحكومة المركزية العراقية، وترفض رفع العلم العراقي على أراضيها، قد أدهشنا نحن العرب القاطنون في الوطن العربي وحتى أننا نخجل من علاقات عباس مع اعوان الولاياتالمتحدةالامريكية وإسرائيل.
إن ما يتبادر الى أذهاننا : هل تهدف السلطة الفلسطينية في جهودها لتطوير علاقاتها مع الادارة الكردية في شمال العراق الى منح حق اللجوء للاجئين الفلسطينيين في إقليم كردستان، وعدم إرسال الفلسطينيين الى اي دولة عربية اخرى خارج العراق، وإلى إلغاء حقهم في العودة إلي وطنهم فلسطين ؟
لأن هناك إدعاءات حول إنشاء مخيم مؤقت في السليمانية لبعض الفلسطينيين غير المتجنسين بالجنسية العراقية، كما يقال ان هويات عراقية وبطاقات تموينية قد وزعت على هؤلاء الفلسطينيين من قبل الادارة الكردية.
ان الشعب العربي لا يمكن له أن يغفر هذا التعاون بين عباس والبارزاني بأي شكل من الأشكال. لهذا السبب ينبغي على السلطة الفلسطينية ان تحترم البيانات والقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية. وان لا تخدم مشاريع تقسيم وتجزئة العراق.
كما ينبغي علينا أن لاننسى أن المسؤولين في إقليم كردستان العراق لهم علاقات متينة مع الصهاينة.