محاولة لرصد ثورة هوغو شافيز سايمون روميرو لا بد أنهم يلتقطون لنا صوراً بالأقمار الاصطناعية... هكذا قال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، في إشارة إلى وكالات الاستخبارات الأميركية، وذلك في وقت كانت تستعد فيه طائرة إيرباص، كانت تقله بمعية الممثل الأميركي شين بين وعدد من الوزراء في حكومة شافيز، إضافة إلى شخصيات زائرة من نحو ستة بلدان، لتحط بهذه المدينة الواقعة في سلسلة جبال الأنديز. ثم أضاف الرئيس الفنزويلي: سيقولون: ها هو شافيز مع المجموعة المجنونة التي تضم أفارقة وكنديين وكوبيين. وتأتي زيارة بين إلى فنزويلا من أجل كتابة تقرير حول شافيز بعد زيارات أخرى قامت بها شخصيات أخرى من هوليوود مثل داني غلوفر، ومخرجون سينمائيون مثل المخرج الأرجنتيني فيرناندو سولاناس، وجميعهم سافروا إلى هذا البلد من أجل الوقوف على التحول الذي يشهده المجتمع الفنزويلي أو ما يسميه شافيز بثورة بوليفارية (نسبة إلى الزعيم الثوري سيمون بوليفار الذي قاد عدة حركات تحرر في أميركا اللاتينية). غير أن الملاحَظ هو أنه قلما حظي الممثلون والكتاب الأجانب الآخرون باستقبال حار على النحو الذي استُقبل به بين هذا الأسبوع، والذي وصفه شافيز بالرجل الشجاع لمعارضته القوية للحرب في العراق وغيرها من سياسات إدارة بوش. بعد أن قام بين بزيارة إلى استوديو فيلا ديل تشيني القريب من العاصمة كراكاس، والذي أُنشئ بهدف إضعاف قبضة هوليوود على القطاع السينمائي، ثم المدينة الافريقية-الفنزويلية بارلوفينتو، تناول الرئيس العشاء مع الممثل الأميركي يوم الخميس الماضي قبل أن يذهبا في جولة في غرب فنزويلا. أما ما تلا ذلك بالنسبة لمجموعة الصحفيين الذين مُنحوا هذه الفرصة النادرة المتمثلة في مرافقة شافيز في هذه الرحلة، فقد كانت نظرة على استعمال الحكومة للصور المجازية والكلام المفخم لاستمالة الرأي العام في الداخل والخارج. فخلال الرحلة الجوية، أتحف شافيز بين بدروس حول تاريخ فنزويلا وبقصص من ماضيه حين كان جندياً، إضافة إلى تحدثه حول السياسة مع مسافرين آخرين على متن طائرة إيرباص الواسعة ذات المقاعد الجلدية. عند الوصول إلى منطقة تاتشيرا الحدودية حيث حطت الطائرة، قال شافيز محذراً: إنها (المنطقة) قريبة جداً من حيث توجد سي. آي. إيه، في إشارة إلى العلاقات السياسية الوثيقة التي تجمع الحكومة الكولومبية وإدارة الرئيس بوش. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد تنبأ شافيز بأن يؤدي تضخم ميزانيتها وعجزها التجاري إلى أزمة مالية قد تؤدي بدورها إلى انفجارها من الداخل. وفي هذا السياق، قال شافيز قد تحدث ثورة في الولاياتالمتحدة.. حينها، سنساعدهم. كان بين يتلقى تعليقات شافيز بابتسامة هادئة، وبعض الإيماءات، وقليل من الكلام. وفي هذا الصدد، قال شافيز للمسافرين الآخرين مطمْئنا ومشيرا بإصبعه إلى بين: إنه رجل هادئ، قبل أن يضيف ولكنه يغلي من الداخل. الواقع أن شافيز رجل يحب أن يكون في مقعد السائق في جولات من هذا النوع، وذلك بالمعنى الحرفي وليس المجازي. ذلك أنه بمجرد وصول الطائرة إلى مطار لافريا، قفز شافيز وراء مقود مركبة تيونا، وهي مركبة عسكرية تشبه مركبة همفي ويتم تجميعها في فنزويلا، في حين جلس بين في المقعد الخلفي، ويبدأ بذلك جولة في بلدات جبال الأنديز. غير أن الرحلة التي تستغرق عادة تسعين دقيقة للوصول إلى بوبلو إينسيما، وهي بلدة زراعية صغيرة حيث كان من المقرر أن يدشن شافيز مصنعاً للأسمدة وقدوم أبقار حلوب من الأرجنتين وأوروغواي، استغرقت أزيد من أربع ساعات. أما السبب، فمرده إلى أن الرئيس كان يتوقف بمركبة تيونا مرات كثيرة من أجل تحية الأنصار الذين اصطفوا على جانب الطريق. رافق بين، في رحلته أندريس إيزارا، رئيس قناة تيليسور، القناة الإخبارية المحلية المدعومة من قبل حكومة شافيز، بدا متبرماً عندما سُئل بخصوص انطباعاته حول البلاد. وفي حيث صحفي قصير في واحد من التوقفات الكثيرة التي عرفتها هذه الجولة، رفض بين أن يناقش أي أوجه شبه محتملة بين الرئيس الذي يوجد وراء مقود تيونا والزعيم الشعبوي الجنوبي الذي لعب دوره بين في الفيلم السينمائي ءٌٌ شوم ثىَهصَّ حمَس المستوحى من رواية للكاتب روبرت بين وارن.