صفحة تحرير الأسرى فايز رشيد بتحريرها الأسرى وعميدهم سمير قنطار تكتب المقاومة الوطنية اللبنانية المشهد الأخير من عدوان تموز ،2006 والذي قام ومن أحد أسبابه: تحرير الجنديين الأسيرين "الإسرائيليين"، ولكن بصلابة صمود مقاتلي المقاومة ارتد العدوان خسارة على من قاموا به، ورضخ الاحتلال في النهاية لصفقة تبادل فرضها حزب الله، الأمر الذي حدا بكثيرين من المراقبين "الإسرائيليين" للتساؤل: ولماذا شنت "إسرائيل" الحرب إذاً، ما دامت النهاية هي الصفقة، وقد كان من الممكن اللجوء إليها وبلا حرب تحملت فيها "إسرائيل" خسائر فادحة؟ ما قام به حزب الله يعطي الأمل من جديد لآلاف الأسرى الفلسطينيين ومئات العرب ممن لا يزالون يقبعون في السجون "الاسرائيلية"، بخاصة لأولئك المحكومين بمئات السنين، كما كانت حال سمير قنطار، الذي كان محكوماً ب 542 سنة، والذي أمضى ثلاثين سنة في الأسر، حزب الله، الذي أدار المفاوضات باقتدار كبير، أتقن أيضاً مبدأ (السرية المتاحة والكاملة) حول وضع الأسيرين لديه. كذلك، فإن الإفراج "الاسرائيلي" عن حوالي مائتي جثة لشهداء فلسطينيين ولبنانيين وعرب لا تقل أهمية عن تحرير الأسرى الأحياء. ف"إسرائيل" التي دفنت كل هؤلاء المقاومين في (مقبرة الأرقام)، اضطرت أيضاً لتسليم جثامينهم الى المقاومة اللبنانية، ليتم دفنها وفقاً للتعاليم الإسلامية العربية (أو المسيحية العربية إن وجد بينهم مسيحيون). وهذه، الى جانب أهميتها المادية، لها أهمية معنوية أيضاً لأهاليهم ولرفاقهم في المقاومة. لطالما تشدقت "إسرائيل"، بأنها لا تترك مقاتليها وجنودها بين أيدي الأعداء، سواء كانوا أحياء أو أمواتاً، وبالصفقة الأخيرة التي نفذتها المقاومة اللبنانية فإن هذا القول ينطبق أيضاً على الأسرى والشهداء من المقاومين العرب الذين يقعون بين يدي العدو الصهيوني، وهذه أيضاً لها تأثيراتها المعنوية الايجابية في نفوس وضمائر المقاتلين جميعاً. على "الاسرائيليين" ان يدركوا أن العرب يطالبون أيضاً بأسراهم وجثامين شهدائهم، وهم لا ينسونها مطلقاً وسيستردونها ولو بعد حين. وعلى "إسرائيل" أن تدرك أيضاً، أنها مهما حاولت بتعذيبها للمعتقلين والتضييق عليهم، ومهما حكمت المحاكم الصهيونية بمئات السنين عليهم، فلن تكسر إرادتهم، بل يزدادون صلابة وعنفواناً، والمعتقلون قادرون على تحويل سجونهم إلى مدارس نضالية تضاعف الشعور بانتمائهم لقضايا وطنهم التحررية، وترفع من منسوب قدراتهم على التضحية. وهذا ما قُدر لي أن أعيشه لعامين في سجون العدو الصهيوني، فالمعتقل يخرج وهو أشد صلابة مما دخل، وهذا ما أوحى به سمير قنطار في أول خطاب له بعد تحريره. المهم أن تجري صفقة الجندي شاليت لدى "حماس" بمثل طريقة صفقة المقاومة في لبنان. عن صحيفة الخليج الاماراتية 24/7/2008