الحرب والمخدرات عاطف عبد الجواد حدث الكثير منذ دخلت القوات الأميركية افغانستان وأسقطت طالبان والقاعدة في اكتوبر 2001. هناك اليوم خمسة وثلاثون ألف جندي من سبع وثلاثين دولة في افغانستان تحت قيادة حلف الناتو. من بينهم سبعة عشر الف جندي اميركي. وهناك ايضا ثمانية الاف جندي اميركي يعملون تحت قيادة اميركية. كانت الهجمات الانتحارية والمتفجرات المزروعة على الطريق، وهي المألوفة في العراق، نادرة في افغانستان حتى عام 2005. لكنها اصبحت شائعة اليوم في افغانستان وليس فقط في اقليم اوروزغان الذي تهيمن عليه طالبان. في 17 يونيو وقع تفجير انتحاري دمر احدى الحافلات في العاصمة كابول فقتل العشرات من الناس. ورغم ان هجوما هددت طالبان بشنه، على نمط هجمات تيت في فيتنام، لم يتحقق، فقد ارتفع مستوى العنف بدرجة كبيرة. حوالي خمسة الاف شخص قتلوا في افغانستان في العام الماضي. من بين هؤلاء مائة وتسعون جنديا اجنبيا وعلى الأقل الف مدني. قارن هذه الأرقام بأعداد عام 2005 الذي قتل فيه نصف هذه الأعداد. ومع تدهور الوضع الأمني في افغانستان زادت الحالات التي قتل فيها مدنيون افغان بيد القوات الأميركية سواء عن قصد ام غير قصد. وأدت هذه الأحداث الى استياء عام دفع مجلس الشورى في البرلمان الأفغاني في مايو الى الدعوة الى انهاء العمليات العسكرية الهجومية التي تقوم بها القوات الأجنبية. لكن هذه القوات نفسها ضرورية لصيانة الأمن والحكومة وردع عودة محتملة لطالبان. ومع زيادة العنف تزداد ايضا تجارة المخدرات ونشهد لهما آثارا واضحة في كابول. هناك مزيد من الحواجز الأمنية ومزيد من السواتر الواقية من التفجيرات الانتحارية في المدينة. ويلتزم موظفو الأممالمتحدة ومنظمات الغوث الدولية بإجراءات صارمة للسلامة وحظر التجول. هذه الإجراءات اكثر صرامة بالنسبة للدبلوماسيين الأميركيين الذين يعملون ويعيشون داخل اطار منطقة السفارة الأميركية. الحكومة الأفغانية وضعت ثمانية عناصر للقضاء على تجارة الأفيون احدها هو ابادة المحاصيل. ولكن هناك اجماعا دوليا على ان ابادة المحاصيل بمفردها لن تنجح في غياب تنفيذ العناصر الأخرى. من هذه العناصر الأخرى توفير محاصيل بديلة للمزارعين بما في ذلك البذور والأسمدة. ومنها اصلاح النظام القضائي اللازم لمحاكمة المخالفين. احد المسئولين الأميركيين المشرفين على جهود ابادة محاصيل الأفيون اسمه دوغ وانكل. في مواجهة بين وانكل واحد المزارعين بعد ابادة محصوله وكان المزارع غاضبا بطبيعة الحال، يقول الرجل إنه يحصل على 21 الف روبية باكستانية نظير 4 كيلو من الأفيون. ويقارن المزارع بين هذا الدخل وبين دخله من زراعة القمح. من القمح يحصل الرجل على ما قيمته 33 دولارا من الفدان الواحد. ومن الأفيون يحصل على ما قيمته 600 دولار من الفدان. وعندما سأل وينكل المزارع متى بدأ يزرع الأفيون بدا الرجل مندهشا وقال: منذ ولدت وانا اشاهد الأفيون. المشكلة الكبيرة الأخرى التي تواجه الأميركيين في افغانستان هي ان الأميركي الوحيد الذي يشاهده المزارع الأفغاني الفقير هو نفسه الشخص الذي جاء لتدمير مصدر رزقه. لكن طريقة تدمير محصول الأفيون تمثل مشكلة اخرى للأميركيين والحكومة الأفغانية على حد سواء. عن صحيفة الوطن العمانية 26/7/2007