أمير الرياض وتصحيح المفاهيم عن الإسلام سليمان نمر في لقاء مع وفد من طلاب جامعة هارفارد الامريكية تحدث احد كبار رجال الحكم في السعودية الامير سلمان بن عبد العزيز- امير منطقة الرياض - عن الاسلام والتطرف وعن المجتمع السعودي وتجربة الحكم في السعودية ليصحح المفاهيم المغلوطة عند الغرب عن المملكة ومفهومها للاسلام. ولاشك ان المفاهيم المغلوطة في الغرب عن الاسلام وعن المملكة سببها الرئيس الافكار المتطرفة التي سادت المنطقة في الربع الاخير من القرن الماضي والتي عرفت بحقبة او زمن الصحوة الاسلامية حيث ساد الفكر المتشدد والمتطرف الذي ارتبط بما سمي ب الجهاد الاسلامي الذي خدم السياسة الامريكية في افغانستان والبوسنة من حيث لايدري، وحين حدث الاصطدام بين التطرف الاسلامي والغرب،اخذ الغرب يرى في السعودية منبعا للفكر المتطرف وحتى للارهاب، واصبح الغرب وبعض العرب يربطون التطرف بالفكر الوهابي المتشدد - رغم ان التطرف الاسلامي السياسي والديني نشط في مصر في سبعينيات القرن الماضي من خلال حركات مثل التكفير والهجرة وجماعة الجهاد - في حديثه امام وفد طلاب جامعة هارفارد دافع الامير سلمان عن الاسلام وقيمه واكد ان الاسلام هو دين الوسطية فلا تطرف الى اليمين،ولا الى اليسار وان الاسلام دين رحمة ومحبة، وشرح للطلبة كيف ان الاسلام يرى بان كل انسان حر في عقيدته ولا يكره قط على عقيدة لا يريدها، وضرب امثلة من القرآن الكريم التي توجب على المسلمين الايمان بالكتب والرسل والايفرقوا بين احد من الرسل.مكررا التأكيد على ان الاسلام هو منهاج المملكة. واكد امير منطقة الرياض أن الارهاب يسئ للاسلام وان هؤلاء الارهابيين اساؤوا للاسلام اكبر اساءة ،واعتبر ان مشكلة الارهاب ليس سببها الاسلام وتعاليمه وقيمه وانما في المتشددين والمتطرفين الذين يفسرون تعاليمه خطأ وقال في هذا الصدد ان المشكلة ليست في المصدر ولا في المنهج، انما المشكلة في المتطرفين الذين يفهمون الدين خطأ، ويطبقونه خطأ ، ويلاحظ ان الامير اشار في حديثه الى ان التطرف والمتطرفين ليسوا مسلمين فقط بل هناك ايضا يهود ومسيحيون وقال للطلبة اقول لكم انكم سوف تعانون في يوم من الايام من المتطرفين في المسيحية واليهودية،فهؤلاء المتطرفون من مسلمين ويهود ومسيحيين يضرون بالبشرية كلها من حيث انهم يجعلون العلاقة بين الاديان والامم علاقات توتر ومشاحنات وصراع وعنف،بينما ارادها الله علاقات تعارف وتراحم وسلام ولاشك في ان هذه اشارة الى اسرائيل ومن يساندها من المتطرفين في الادارة الامريكية. في لقائه مع الطلبة تحدث الامير سلمان عن تجربة الحكم في السعودية وكيف ان الدولة حريصة على قيادة التطور بمعدلات تحقق المصلحة من جهة وتتفادى الاضطراب والانتكاس من جهة اخرى واعتبر ان التطور ينبغي ان يتم في ظل تقدير الظروف الاجتماعية وشبكة الاعراف والتقاليد وعبر معالجة عاقلة لها،لا بالقفز المتهور لها، وانه ليس بالمستحسن ان تقوم ان تقوم دولة فتصدم شعبها بقرارات ذات حساسية معينة . مؤكدا ان لكل دولة خصائصها وظروفها الاجتماعية وخياراتها ووسائلها السياسية. وتحدث عن خصوصية التجربة السياسية السعودية في الديمقراطية بتطبيق مبدأ الشورى واكد ان الاصلاح في بلاده ليس في استيراد النموذج الغربي للديمقراطية وان البديل المناسب للسعودية هو الشورى وقال في هذا الصدد ان البديل المناسب للديموقراطية بمفهومها الغربي ليس الديكتاتورية،فالقرآن ندد بالاستبداد في كل صوره،وانما البديل المناسب هو الشورى (..) واذا كان هدف الديموقراطية هو منع الاستبداد فان على رأس اهداف الشورى عندنا منع الاستبداد . ورأى الامير سلمان وهو احد كبار رجال الحكم والاصلاح الذي يقوده في السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز انه ليس من انصار الصبر الزائد في تحقيق الاصلاح ولا مع العجلة الزائدة وقال الخير والحكمة والحكمة تكمن في خياروسط وهو التطوير النشط الدائم من دون جمود ولا تهور، من دون بطء مميت ولاسرعة قاتلة كلام امير منطقة الرياض ليس مهما للغرب والغربيين فقط، بل لنا كعرب حتى نفهم منهج الحكم في السعودية ونفهم ما يجري وتتضح لنا الكثير من الامور. عن صحيفة الرأي الاردنية 12/5/2008