الرد على إساءات الغرب للمسلمين الشربيني عاشور يقول المخرج السوري نجدت أنزور انه يقدم في مسلسله الجديد «سقف العالم» ردا حضاريا موثقا بلغة الفن الراقية على تطاول بعض وسائل الإعلام الدنماركية على مقدسات المسلمين ومحاولتهم الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. كلام جميل.. لكن لمن يقدم أنزور رده الحضاري ؟ وفقا لما نشر فإن المسلسل سيعرض في رمضان القادم على عدد من القنوات العربية الفضائية. أي أن الرد سيقدم للعرب المسلمين الذين أفزعتهم الرسوم المسيئة للرسول فانتفضوا رافضين هذه الإساءة، ووقفوا وقفة مشهودة كما هو معروف. ومعنى ذلك أن الهدف من المسلسل لن يتحقق، لأن الرد يجب أن يذهب إلى المسيء نفسه وبلغته وعبر قنواته أو القنوات الدولية التي يتابعها. وإلا فإن الرد إذا اقتصر عرض المسلسل على القنوات العربية وبعيدا عن المتعة الفنية فسيكون مجرد تحصيل حاصل. لقد كان أبرز ما أنجزه المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد في فيلمه الشهير «عمر المختار» هو أنه قدمه بنسختين عربية وإنجليزية، ولم تكن النسخة الإنجليزية مجرد دبلجة للصوت أو ترجمة للحوار، ولكنها كانت نسخة إنجليزية خالصة بممثلين أجانب وبلغة عالمية. الفيلم بالطريقة التي قدمه بها العقاد أثر في المشاهد الغربي قبل أن يؤثر في المشاهد العربي، وهذا هو المفروض في الأعمال التي تتناول تاريخنا الوطني وهويتنا الدينية، فنحن لا نحتاج مسلسلا أو فيلما يقدم دفاعه لنا، ويخاطبنا نحن، الآخر المسيء والذي يحمل صورة مغلوطة عن ديننا وشخصيتنا هو الذي يحتاج إلى أن نوصل إليه هذه الرسالة، هو الذي يجب أن نصل إليه بأفلامنا ومسلسلاتنا وكتبنا التي تكشف حجم المغالطة في تصوره لنا ولثقافتنا وديننا، وتصحح مفاهيمه عنا، وهو ما لن يتم بصورة كاملة على مستوى السينما والتليفزيون إلا من خلال إنتاج عالمي وبممثلين عالمين وباللغة التي يعرفها الجميع كما فعل العقاد في فيلمه «عمر المختار»، وكما تفعل قناة الجزيرة الإنجليزية وقناة «النايل تي في» في تقديم قضايانا السياسية والثقافية بالإنجليزية والفرنسية ومن ثم تحققان الهدف من مخاطبتهما للآخر. عن صحيفة الوطن القطرية 19/7/2007