«المحرقة» الدولية حسين شبكشي شهيد جديد يسقط شامخا في لبنان. النائب البرلماني اللبناني والقاضي السابق وليد عيدو يغتال وابنه ومجموعة أخرى من الابرياء بعمل إرهابي جبان جديد. شهيد جديد يقدمه تيار المستقبل والحركة المتضامنة معه 14 آذار. كل هذه الاغتيالات السياسية هي ضد طرف واحد! طرف واحد يدفع الثمن في الحال اللبناني المجنون! ولمن يعتقد أن البرلمان اللبناني العتيد لم يسيس أقول له أرجو الاستيقاظ وفورا! ها هو رئيس البرلمان اللبناني يقبع في منزله «رافضا» كل المحاولات التي تطالبه بعقد جلسة عادية أو غير عادية للبرلمان، بينما عدد نواب برلمانه العتيد يتناقص الواحد تلو الآخر «بالاغتيال»، وجميع الاغتيالات ضد كتلة واحدة! والرئيس «قابع» في داره يتفرج! الاغلبية البرلمانية سيتم تقليصها قسرا بالرصاص والديناميت والدم، هذه هي ديمقراطية أجهزة المخابرات والصبية التابعة لهم. لبنان بحاله الدموي يظهر أبشع ما في العالم العربي بامتياز، بعد أن كان في أوج مجده يظهر أجمل ما في العرب وأحلامهم. هل لا يزال هناك شك في من يستفيد مما يحدث لتأجيج لبنان ليصبح أرضا ملعونة للأبد ولا تقوم لها قائمة، ويسحب من تحت أقدامها بساط الأمن والأمل؟ هناك مخطط واضح لإعادة الأمور الى ما كانت عليه من قبل، وهناك فريق يقاوم وفريق يقف متفرجا متناسيا أن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس. لبنان يتشقق، هناك مشهد مر علي، وأنا أكتب هذه السطور وسط تداعيات اغتيال وليد عيدو ، فكان معي شاب لبناني مدير بإحدى الشركات يبتسم ابتسامة صفراء فسألته: «ألا تعبأ بما يحدث، لقد نجحوا في تنفيذ اغتيال جديد مهم» فأجاب: «لقد قتلونا من قبل أن يقتلوه»، لبنان يتبخر! فريق طالب بالعدل والقضاء عن طريق محكمة دولية لها القدرة على مواجهة أباطرة الارهاب والتهديد وخفافيش الظلام، الذين يهددون كل قاض وسياسي شريف ليدفع الثمن بحياته، وفريق آخر يرد عليه بتحويل لبنان الى المحرقة الدولية، لينشر فيها الذعر والرعب والدم والموت والتفجير بلا رحمة ولا هوادة ولا انسانية. الى متى يستمر سكوت حسن نصر الله ونبيه بري وميشال عون عما يحدث في لبنان؟ أتمنى أن يدرك حسن نصر الله أن دماء من استشهد بدءا من الحريري ووصولا لوليد عيدو ليست أرخص من نجله الشهيد هادي، وأنهم ماتوا كلهم من أجل لبنان حر، وفكر المقاومة يجب أن لا يكون «انتقائيا»، أما نبيه بري فكل ما يمكن أن يقال هو ان لبنان يستحق برلمانه «وقفة» للتاريخ وليست جلسة عزلة في الدار، ولميشال عون كرسي الرئاسة قد يستحق منك كل هذا، ولكن الحق والعدل يستحق أكثر. شهيد جديد يسقط في لبنان ودماء جديدة تسيل، وأجهزة وشخصيات بعينها تستفيد، وبما أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح فيبقى القول إن غدا لناظره قريب. لبنان وحده يدفع ثمن الحماقات ولكنها فاتورة بفائدة مركبة سيدفع الثمن معه ... آخرون. الشرق الاوسط 16/6/2007