صدر العدد الجديد من مجلة "الجوبة" الثقافية متضمنا العديد من المواد الثقافية والأدبية والإبداعية. كتب الافتتاحية المشرف العام الأستاذ إبراهيم الحميد الذي يكتب عن رحيل د. عبد الوهاب المسيري، أحد أهم المفكرين في عالمنا العربي والإسلامي، الذي رحل في شهر يوليه من هذا العام بعد أن أضاف للمكتبة العربية عشرات الكتب والموسوعات. وتقدم المجلة دراسات، أولها في رواية "خاتم" للروائية السعودية رجاء عالم، وهي تعبر عن سيرة حواء العالم العربي المختلفة، التي قُدِّر لها أن تسافر عبر عالم مغلق، ماسحة بعين النقد الكشافة صور العالم المهتز الذي قُدِّر لنا أن نعيش فيه، حيث المرأة علامة زائدة مكملة، والذكر أساس. الدراسة الثانية أدبية لمجموعة "مدن العزلة" التي يتساءل في بدايتها د.عدنان الظاهر عن كيف ولماذا وقع اختياره على عنوان هذه الدراسة (عاشق في فرنسا) .. ويفسر ذلك ، لأنَّ شريف – كاتب المجموعة - ولأول مرة يكتب غزلاً وحباً مشوبين بلوعة المحبين ، وما يعاني المحب من حرقة الفراق بعد اللقاء. ويقول إن هذا الموضوع أغراني لأنني أعتبره المحك الدقيق والمرآة الأمينة لرصد مصداقية الشاعر والإنسان عموماً ، والبرزخ أو المعبر الذي يصب الشاعر خلاله أصدق مشاعره وما يعانيه من عذاب الحب والفرقة. لا يخفي محبٌّ حبه.. فكيف بشاعر! ويتضمن العدد دراسة ثالثة للمنهج الجمالي للأستاذ رامي أبو شهاب، وفيها محاولة للبحث في ماهية المنهج الجمالي ومفهومه ونشأته، والعلائق التي يقيمها مع عدد من القضايا كأخلاق المجتمع، وجذوره في النقد العربي القديم وآلياته في التعاطي مع النص الأدبي. وتدخل الجوبة في مواجهات أربعة أولاها مع أستاذ كرسي الأدب العربي في جامعة لندن كمال أبو ديب الذي يرى أنه في ثقافة متفتحة وحية مليئة بالحركة وقلق المعرفة، لا تطغى مثل هذه الدرجة من الوعي بالتراث والاهتمام بمشكلاته التي نعانيها الآن في العالم العربي. أما المواجهة الثانية فكانت مع الشاعر د.أحمد بن عبدالله السالم الذي يقول إن من لا يشعر بالانتماء للوطن في كل لحظة من لحظات حياته يبقى بلا هوية مهما أوتي من أسلحة التميز. وجاءت المواجهة الثالثة مع الأديبة ألأردنية د.سناء شعلان التي تحلم بعالم ليس فيه دمعة أو صرخة أو سجون أو أسوار أو جياع أو ظلم أو ظلمة، تحلم بجنّة الله على الأرض، إلاّ أنّها تعرف أنّ جنّة الله في السّماء، ولن تكون أبداً في الأرض مهما حلم الحالمون ، واجتهد المجتهدون. وتأتي المواجهة الرابعة مع الروائية السعودية الصاعدة عائشة الدوسري التي تقول إنها تستطيع أن تفرض نفسها، لأنها تحاكي هموم المجتمع وأحلامه. وتنشر الجوبة قصصا لإبراهيم الحميد ،وهويدا صالح ،وسهام الدهيم ، وفاطمة الناهض ، وزهرة أبو سكين، وخالد الأحمد. كما تنشر قصائد ليوسف العارف، ومحمود مغربي، وميسون أبو بكر، وعماد الدين موسى ، وحمدي هاشم حسانين، وفاتن محمود، ومحمد بنيس، وأسامة رابعة.