تونس: صدرت مؤخرا للشاعر والصحفى التونسى عبد السلام لصيلع مجموعته الشعرية التاسعة بعنوان "أبى ينتظرنى فى البرزخ" عن دار الخدمات العامة للنشر فى 138 صفحة. تضمنت المجموعة تسع قصائد هي: "أبى ينتظرنى فى البرزخ، كأن الوطن ليس وطنهم، فقط.. كنا أربعة، أسماء مستعارة، الجدار، الشاعر والوزير، يوسف لأنك إنسان، المنصور بالله، إلاهي، ورفيقي"، حملت الصفحات الأخيرة من الديوان شهادات نثرية وشعرية تحية تقدير ووفاء للشاعر. الشهادة الأولى جاءت بقلم الأستاذ محفوظ الزعيبى تحدث فيها - كما نقلت عنه صحيفة "العرب اللندنية" -عن "أوجاع الموت فى قصيد أبى ينتظرنى فى البرزخ"، ومما جاء فى كلمة الزعيبي: "هذا النص الشعرى المنسكب جمرا ولوعة على فراق الأب عبد الله ورحيله إلى العالم الآخر، يختزن فى داخله إيقاعا مبسطا، منسجما مع أحزان الشاعر وهمومه، ويعرض فى طياته صورا شعرية يتجلى فيها الوضوح وترقّ المعانى بلا تعقيدات ولا متاهات ". وفى كلمته تحدث محمد صلاح الدين بن حميدة عن "ملاحم الشاعر التونسى عبد السلام لصيلع" التى رسمها فى قصائده من خلال لغة سهلة جميلة بعيدة عن "حوشى اللفظ والتأنق بالنعوت الكثيرة.." وعلى طريقتهما الشعرية هنأ الشاعران منصور أحمد اللطيف وصالح الطرابلسي، عبد السلام لصيلع، بنجاح ديوانه الثامن الرائع "المجد للعرب". ومن أبيات منصور أحمد اللطيف: صراحتك الحميدة يا صديقي تفيق العُرْبَ من نوم عميق وبوح الصدق والنقد العنيف دليل الحب والعهد الوثيق" ويقول صالح الطرابلسي: مكشوفة، يا صاحبى قصيدتك تستوطن فضاءها، لا تستحى من عريها مكشوفة تماما.. تماما كالجسد العربي" استهل الشاعر مجموعته المهداة إلى روح والده واعدا إياه بالحفاظ على العهد وباللقاء فى البرزخ.. يقول: أبى ينتظرنى فى البرزخ منذ ثمانين عاما وأكثر.. فى عهد احتلال وجوع أغبر خرج الفتى عبد الله حافى القدمين فارغ اليدين راح الفتى اليتيم معتمدا على الرب العظيم مشى بين أشواك الدنيا ودهاليز الزمن المر سار الفتى ابن التاسعة بين الفاجعة والفاجعة دخل فى مجهول الأيام ويقول في موضع آخر: أبى لم يترك مليما فى بنك لم يترك قصرا أو عمارة لم يترك بيتا لم يترك ذهبا أو سيارة لم يترك مصنعا أو مزرعة لم يترك ساعة يدوية أبى ترك شهامة عربية ترك سجادة وسبحة ومظلة من سعف وحبة ترك فى الناس محبة.. رحلة عمر انسان تلخّصها كلمات الشاعر المليئة بالصور والألوان، ونقل الشاعر المشهد المؤثّر وهو يودّع أباه واعدا إياه بحفظ العهد قائلا: هذه ليلتك الأخيرة وهذه أنفاسك الأخيرة يا أبى مثلما عوّدتني وأوصيتني كن قويا.. أمسك كتابك جيدا يا أبي. كن مثلما كنت سأكون كما أردت.. رسم الشاعر اللحظات التي يودّع بها – الأب عبد الله – ويعده بأن يلقاه فى البرزخ، ذلك الخط الفاصل بين دنيا الحياة الزائلة ودنيا الآخرة الخالدة.. وقد جاء "البرزخ" فى القصيد حاملا معنى الحياة والأمل، وهو بوابة العبور إلى الفردوس، حيث يقول: سمعتك تقول لي: انتظرك فى البرزخ حتى تصل.. كى ترافقني إلى الفردوس يا ولدي"