شاعر الثلاثية المقدَّسة وال "مدان في مدن" الحلقة الخامسة – خيري حمدان
أ.د.. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)
الحلقة الخامسة : وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديب الشاعر الفلسطيني المغترب في بلغاريا خيري حمدان ( تجد في نهاية الحلقة نبذة موجزة للتعريف به) أ. د. إنعام الهاشمي – الولاياتالمتحدة : أرحِّبُ بالأديب الشاعر القاص الروائي والمترجم خيري حمدان. الكاتبُ الذي هاجرَ إلى بلغاريا في سنٍّ مبكِّرةٍ ودرسَ فيها ومارَسَ كتابةَ الشِعرِ والِقصَّةِ والرِوايَةِ والمسرحيَّةِ باللغةِ البلغاريةِ ثمَّ اكتشفَ الكتابةَ باللغةِ العربيَّةِ حينَ عادَ إلى لغتِهِ الأمِّ عن طريقِ الإنترنيت ، وهذا ما وجدتُه مِن أبرزِ المشترَكاتِ بيني وبينه فأنا، كما هو، أدينُ للإنترنيت بالفضل الأكبر في عودتِي إلى لغتي الأمِّ بعد انقطاعٍ طويلٍ عنها. تعرَّفتُ على كتاباتِ الأديب خيري حمدان أوَّل تعرّفي بها فيما قرأتُ له في موقعِ دنيا الوطن وشبابِ مصر، فعرفتُ الرصانةَ في كتاباتِه منذُ أوَّلَ نصٍّ قرأتُه له؛ وجدته كاتباً واثِقَ الخطوة، يكتبُ وينشرُ دونَ ضَجيجٍ ودونَ جَعجَعةٍ رغمَ غزارةِ وثراء إنتاجه. حينَ دعوتُهُ للمشاركةِ في حوارِ النخبةِ كان من أوائِل المستجيبينَ للدعوةِ وكانت أسئلتُه في حوزتِي بسرعةِ البرقِ مع النبذةِ عن سيرتِه الأدبيَّةِ التي ذيّلها بقولِه: " من الصعب أن أكتب عن نفسي وهذا باختصار رحلة حياتي حتى اللحظة. أشكرك للوقوف على اسمي وإدراجه ضمن القائمة التي حددتها لمحاورة الشاعر فائز الحداد. وأرجو أن أكون قد وفقت في اختيار الأسئلة التي تليق بهذه القامة الشعرية السامقة." يا لها من رحلةٍ ويا لها من أسئلة! ومن طريفِ ما أبداهُ من ملاحظاتٍ في مراسلتِه معي الملاحظةَ التي أبداها حولَ ترقيمي للحروفِ في كتابتي بقوله: "وقد تساءلت مرة إلى متى تستمر هذه المرأة بتشكيل كلّ حرف تكتبه لتذكرنا بضعفنا باللغة العربية" فكان ردّي عليه بأنّني أفعلُ ذلك لا لتعجيزِ خلقِ الله الآمنين َ وإنَّما لأتعبَ "جندرمة اللغة" التي تتابع الآخرين وتحاكمهم على الفتحة والكسر ة ...! عذراً لأني لم أستطِع مقاومة الرغبة في الترقيم ففعلتها مجدداً هنا! الأستاذ الأديب الراقي الشاعر القاص الروائي والمترجم خيري حمدان، أهلاً ومرحباً بك في حوارِ النخبةِ التي أنتَ منها ؛ نمدُّ لك البساط السومريَّ الأحمر الفاخرَ الذي سيفخُر بخطوِك عليه، وتقبّل منّي باقةَ جاردينبا عبقِة قطفتُها من جنائِن الشاعرِ الفائز الحداد ترحيباً بمقدَمِك. الشاعر فائز الحداد : أرحب جزيل الترحيب بزميلي الشاعر المبدع القدير خيري حمدان المثقف النوعي في حوار النخبة مع تمنياتي له بعز الكلمة وشموخ التألق دائما. الحوار: سؤال 40 – الشاعر الروائي خيري حمدان : إذا كان البحث المتواصل عن المتطابقات والتناقضات الأزلية والشكّ هو الحافز للشاعر والحاثّ للملكة الإبداعية على مواصلة العطاء، أين إذن تكمن حالة الثقة والأمان؟ أين المرفأ الذي تجد فيه ذاتك الشعرية في هذا الخضمّ؟ جواب 40 – الشاعر فائز الحداد : لقد أشّرت الحقيقة مستهلا لدخولك النوعي هذا بوجهين الأول .. تعر ِفة التعريف غير المحدودة وما تفضي إليه ، حين يكون الشك مهماز معرفة . والثاني.. ما يدون القلق إبداعا صوب يقين غائب لا يُهاجس الأمان . أما المتطابقات فتحمل تناقضاتها والتناقضات أيضا ؟ فللشك هيبة اليقين في بذور فنائه . الشك يبقى جذر الشعر ووتين فؤاده في زمنيته المتغيرة المكان.. فالشعر يقوم على الشك بل هو روح الشك صوب يقين يتقصاه ولا يبلغه أبدا إلا بشك مضارع آخر لكي يبقى جدل الشعر قائما ومستمرا. الشاعر يا سيدي في خسرانات دائمة متلاحقة فلا مرفأ له ولا إليه ولن يعرف السكون لا تهجيا ولا مضارعة ولن يرقد إلا مأسورا حين يعصره سجان الكرى لتقض مضاجعه الأحلام وتنال منه الكوابيس بما تفصح عنه كشاك وقالق أزلي وبينه وبين الثقة مسافة قصيدة قريبة وبعيدة ..وعلى هذا ما تجده إلا صيادا حائرا لا يصيب غير ذاته في سهمه السديد .. فالأمان بعيد عنه وعن ( تجارته ) الخاسرة فهو كالبغل الملكي في الخصب يحمل الذهب ويأكل الحشيش . إذن ذات الشاعر في ذاته ولا ذاته المتشظية قصائد ومدنا ونساء أحيانا . سؤال 41 – الشاعر الروائي خيري حمدان : أشعر حين أقرأ قصائد الشاعر فائز الحداد بأنني أقف أمام نصوص كتبت لعصر قادم، يمكن تسميته بعصر ما بعد الحداثة. في هذا السياق، هل أنصف النقد المعاصر النهج الجديد الذي خضت غماره؟ وهل ترى بأن حركة النقد في العالم العربي قادرة على مواكبة شعر الحداثة، أم إنّه سيبقى يلهث خلفه رافضًا ومنكرًا لفضله؟ جواب 41 – الشاعر فائز الحداد : يا صديقي العزيز .. أنا لا أعتد بتجييل الشعر أو تقييدة باصطلاحات لا نعرف التعبير عنها نقديا إلا بتسييسه وفق إفرازات العصر ، ولا يعنيني تصنيفه إلى ما قبل الحداثة أو بعدها لأنني مؤمن بأن ما بعد الحداثة هي حداثة جديدة مسترسله عنها.. المهم في ذلك أنك تدون نفسك بأدواتك المبتكرة وتقول قولك وتغادر .. وعلى من بعدك أن يقول رأيه حسب وعيه إن كان ناقدا أو قارئا منتجا .. والمهم أيضا من هو الذي سيتمكن من فتح مغاليق عالمك الشعري وهل سيرقى نقده إلى مصاف نصك في التقييم والتحليل والتأويل أو من عدمه؟ النقد عندنا كما تعرف كحال أم عامر وهذه كنية ( الضبعة ) الجريحة التي أكلت مطببها بعد شفائها .. فمتى أنصف النقد منجزنا الشعري العربي ؟ لكنك قد أحسنتَ التعبيرعنه قولا وحقيقة لأنه فعلا (سيبقى يلهث خلفه رافضًا ومنكرًا لفضله ) !؟ . نعم لولا الشعر والأدب عموما عن ماذا سيكتب الناقد ؟ .. وهل بعد هذا من متوقع إن ينصف النقد نهجنا الجديد في الشعر الحر هذا ( المتخارج عن دائرة المقنن والمشروط بجوازاته المقيدة ) ؟ . في زمن مضى كنت قد أطلقت دعوتي المعروفة من على صفحات الجرائد إلى تأسيس نقدية شعرية عراقية يكون أساسها الشعراء ، ولم يدر في خلدي أن انتقص من إمكانيات النقاد أو بعض النقاد من لهم امتياز التفرد في الرؤية النقدية والمنجز ، لكن هاجسي الضمني كان يدفعني للتعرض إلى من حسبوا ظلما على النقدية العربية في غفلة من زمن المناورة الكتابية الجائرة ، التي اتخذت من (الكراسي) والمواقع الوظيفية متكأ لتمتد كوارعها على رقاب الشعراء الذين غصوا حد الموت وعانوا الأمرين من سطوة هؤلاء الدعاة . وما يلفت بصلافة العين .. أن بعض هؤلاء ما فتئ يتقمط بزي ( البدلة المجلجلة ) رغم شوب لاهب الحرارة وسخونة الأحداث العربية .. ( وياهلا بهل الطول ياميّة هلا ) حين تجد الناقد سباقا بتمجيد البائر من الكلام المسجوع ( الأخواني اللوجستي المدمقرط ) على الطريقة الفانتازية الأمريكية في مناسبات لم تنج منها حتى الاحتفالات الدينية والعزاءات والندوات السياسية وولائم (الثريد ) المجوشن بالكذب والنفاق والتدليس ، وعلى حساب الشعر العربي المذبوح تقنيا !! خلاصة للقول .. ستبقى النقدية وعاجزة عن متابعة ومجاراة شعر الحداثة عربيا لتخلفها أولا ولعجزها ثانيا ولمحدودية أدواتها في التعبير ثالثا . سؤال 42 – الشاعر الروائي خيري حمدان: القدسية واضحة في القصائد التي وضعها الشاعر بين أيدينا، حيث يوسف ومريم المجلية والقبلة في أثناء الصلاة. ولقد وقفت طويلاً عند الأبيات التالية. (لم تر يوسف.. سواد ما رأيتُ: أحد عشر عقربا وأحداقا تأكل الوجوه ودماء لا توضئ المخالب!! حين ابتدروك غاموا.. فأكلوا ألسنتهم ثم ابتدروني فغاروا وساوموا نياتهم!! وراودتك الأجساد والدراهم، فاستعصمتَ.. وحججتُ بك، فتحاججتَ بسكاكينهن، سجين الغيب ما شاءك " قطفير ".. رسول غنى، فائزا بزليخته) ليوسف حضور طاغ في الأديان المختلفة لكن دلالاته تختلف من ديانة لأخرى، وهنا يأتي دور المترجمة الدكتور إنعام الهاشمي، ولا شكّ بأن مهمتها لن تكون سهلة، لكنّها قادرة على إيصال الفكرة دون شكّ. لكن سؤالي أستاذ فائز: أين زليختك؟ وماذا سرقت منك أو ماذا قدّمت لك، وأين وجه المقارنة ما بين زليختك ومريم مجدليتك الكامنة في المركّب الجيني للشاعر؟ جواب 42 – الشاعر فائز الحداد : بعيدا عما تقوله كتب الأديان المختلفة عن النبي يوسف عليه السلام ، ولكن قصته معروفة لدينا بأنه رمز لغدر الأخوة وآية جمال لنبي مطارد بالنساء والمتعفف عن الخطيئة .. فقصته معروفة والكنية الشائعة ( ذئب يوسف ) وما فعله يوسف معروف حين أتى بأبناء ( إسرائيل _ يعقوب ) إلى مصر كما ورد في التوراة .. المهم يوسف عندي ( القضية والضحية ) المفضية إلى القيمة والمغزى والرمز الخالد . إن قصتي طويلة استمرت أشهرا في كتابة ( نص يوسف ) فليوسف دلالات كبيرة تركت بصماتها شاخصة في روحي وتكويني ، وكثيرا ما أشعر بأن الأذى الذي عانيته ما فتئ قائما ويلخص الغدر الذي أصابنا ويصيبنا في أهلنا وأوطاننا من الأعداء بمؤازرة ( إخوة يوسف !؟؟) ولسنا هنا بصدد تفاصيلها . أما عن الرمز المقدس والذي هو واحد لملكة الأرض والرجل ( المرأة ) وإن تختلف الصورة والتصور لها وتتغير كثيرا من حين المقارنة في التناص أو السمات والسيماء والدور في التاريخ لكنها تبقى رمزي الأرضي الأكبر .. فهي زليختي التي تمنيت أن تقدني من ( قُبل ٍ لا من دُبر ٍ ) لأني سأقابلها براجمة الورد ، وهي مريمتي في المريمات ومجدليتي التي تمجدلني في تصوفي فيها عاشقا ومريدا وحبيبا . بلى للمركّب الجيني أثره الآثر والأثير في تكويني كشاعر لكنني بقدر ما تناصصت مع الرموز القديمة روحيا لا تقليديا ابتعدت عن التناص الديني السلفي روحا وقالبا .. وكان للدكتورة إنعام الهاشمي فهم راق ٍ لتضاعيف هذه النصوص وتفاعلت معها بشكل حضاري نقدا وترجمة لهذا خرجت الثلاثية المقدسة بهذه الروعة وهذا التكامل . سؤال 43 – الشاعر الروائي خيري حمدان : النشوة كانت متواجدة في الجنّة، ومن المعروف بأن النشوة تواجدت قبل الهبوط الأزليّ وفقًا للكتب السماوية، كما تعد الديانات بمزيد منها للفاضلين والأخيار. لكنّها نشوة خالية من الإثارة، حيث جاءت الإثارة بعد قضم التفاحة، مذاك استقرّ الشعور بالذنب والخجل من العورة ، والخراج والطمث بشكلٍ متواصل لا ينقطع، كأنه ثمن للاستثارة. لكن الإنسان بقي مصرًا على استحقاق الإثارة التي وجدها آدم لدى حواء، فعرف عندها لوعة الحبّ وهوس الانجذاب. أين تلتقي هذه القدسية والإثارة في العلاقة الجدلية مع المرأة؟ وهل تستحق الإثارة الخروج التوراتيّ والقرآني لآدم وحواء من الجنة في مفهومها الميتافيزيقي ؟ جواب 43 – الشاعر فائز الحداد : حقيقة هذا السؤال حمل أوجَ تساؤلات ٍ كثيرة معقدة ومتشعبة وفي مقدمة واعية وشكوكة في آن واحد وتحمل من بيان الاستفهام والاستعلام الكثير ( النشوة قبل الهبوط الأزلي لآدم وما وعدت به الديانات للفاضلين مفهوم الخجل من العورة والخراج والطمث ) ومثلما وصفته : ( كأنه ثمن للاستثارة وبقي مصرا على استحقاقها منذ آدم صوب حواء ) وستبقى الإثارة النزعة النازع للمرأة في الطريق الأهم لجذب الرجل .. فأين ستضعني من هذا الذي أقلّه لا تكفيه محاضره مبتدئا باصطلاحات فلسفية عديدة وتحتاج إلى بحث طويل وطويل ؟.. لعمري هذا السؤال لا يتحمله كتاب بعينه !؟ وأنت أعرف . لكن لنأتِ إلى مقارنة بين القرآن و التوراة في أمر النساء كجمع للمرأة ومن ثم نعرّج على الفلسفات . ففي القرآن الكريم تلخص جدلية هذه العلاقة بين الرجل والمرأة ما استند عليه الفقهاء المسلمون وفق الآية الكريمة .. (إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ). فهنا القياس واحد متساو ٍ. وإذا جئت إلى التوراة سيتبين لك الفرق واضحا فهناك نص طويل ملخصه ما يعني المرأة أنها ( شباك وقلبها أشراك ويداها قيود ) .. و قد كانت أكثر الأمم القديمة ، لا ترى قبول عمل المرأة عند الله سبحانه ، و كانت تسمى المرأة في اليونان رجساً من عمل الشيطان ، و كانت الروم و بعض اليونان ترى أن ليس لها نفس مع كون الرجل ذا نفس مجردة إنسانية ، و قرر مجمع فرنسا سنة 586 بعد البحث الكثير في أمرها ، أنها إنسان لكنها مخلوقة لخدمة الرجل ، و كانت في انجلترا قبل مائة سنة تقريباً لا تعدها جزءا من المجتمع الإنساني ، فارجع في ذلك إلى كتب الآراء و العقائد و آداب الملل ، تجد فيها عجائب من آرائهم " .. (المصدر : الميزان في تفسير القرآن ) . أما في الفلسفة وفي منهج الميتافيزيقيا الأرسطية خصوصا فالأمر معيب كما هو معرف ومهين جدا للمرأة ، فالمرأة بحسب هذا المنهج هي مخلوقة غير مكتملة خلقت ككائن بائس لخدمة الرجل والمثول بين يده كجارية حينا وخادمة حينا أخر وحسب ما تنصرف هذه ( الحاجة ).. فلنا أن نقف على هذا المبدأ البراغماتي المقيت في هذا التعامل وهذه الازدواجية الجنسانية و هذا التمييز العنصري القذر الذي استمر قرونا في أوربا وغيرها وله أصداؤه ظلالا في تعامل أسلافنا أبان الجهالة والجاهلية العربيتين !؟ لهذا وللحقيقة ووفق ما قرأت وقارنت، لم أجد دينا ومنهجا كرم المرأة مثل الإسلام ومنه أخذت الحضارة المتأخرة هذا القياس .. وعلى ذمتي. بعد هذا .. دعني أكون رومانسيا وتاريخيا قليلا فأنت وأنا شعراء قبل كل شيء .. ولهذا أقول : المرأة كرمز هي عشتار وأنانا وزنوبيا والخنساء وشجرة الدر و سجاح ورابعة العدوية وإيزابيلا ومدام كوري وجميلة بوحيرد وبريجيت باردو كشواهد تمثيلا لا مقارنة . وعودٌ على بدء، أجد أنه لولا خروج آدم من الجنة وهبوطه على الأرض لما كانت للحياة وجود بكل العوامل المحركة للحياة الإنسانية وما كانت لك حواء عظيمة تضارعك الرؤيا في الحب .. إنه خروج نوعي وجمالي بتقديري فجنات الأرض هي امتداد لجنات الخلد ، ولولا هذا الهبوط لبقي الرجل ( قبيحا ) ودون أية قيمة اعتبارية في ملكة يعشقها وتتوجه على عرشها ملكا . لا أتذكر أين قرأت مقارنة جميلة بين الرجل والمرأة في الحالة العاطفية والتي تظهر تفوق المرأة عاطفيا على الرجل فهي تمتلك خمس نغمات صوتية في التعبير عن أنوثتها بينما لا يمتلك الرجل غير ثلاث نغمات في التعبير عن فحولته ومع هذا فهو القوّام الغرير ؟؟!!. أخيرا ومن خلال حبيبتي أقول .. المرأة ستبقى رمزي الأمثل والأكمل وإن تعددت واختلفت الفلسفات فهي نغمي الجميل الواسع على أوكتافات موسيقية سبعة . سؤال 44 – الشاعر الروائي خيري حمدان: يقول الأديب والناقد عبده وازن بأن الشعر العربي الحديث لم يفِ الثورات والربيع العربي حقّه، من جهة أخرى استشهد جوليان أسانج بالثورات والربيع العربي كمثال يجب أن تحتذيه الثورات الأوروبية الباحثة عن بعض العدالة الاجتماعية ومكافحة جشع وول ستريت والشركات العابرة للقارات. برأيك أستاذ فائز، هل أنصف الشعر المعاصر الثورات والربيع العربي خلافًا لما يقوله الأستاذ عبده وازن.؟ جواب 44 – الشاعر فائز الحداد : الأستاذ عبده وازن مصيب تماما في رأيه حول تخلف الشعر بل والثقافة برمتها في تبني مشروع (الثورات العربية ) الحالية ولكن كان عليه أن يؤشر الأسباب في ذلك كمقارنة بين مرحلتين مرحلة الثورات التاريخية السابقة على الاستعمار وحضور الشعر والثقافة الفاعلين فيها وبين ( الثورات ) في حاضنة "الناتو" الحالية ولماذا هذا التخلف ؟ إنني أجد محور سؤالك هذا ينصب أساسا في مفهوم ( السلطة الثقافية ) وحضور الشعر فيها ولكي نبلغ حقيقة الأمر علينا أن نعرف بأننا في عالمنا العربي وربما الإسلامي أيضا لا وجود للسلطة الثقافية الآن كقوة حقيقية وجماعة ضغط كقوتي السلطتين السياسية والفقهية ، فالثقافة مقصية كصوت جماهيري وكجماعات تغيير ، لاعتبارات كثيرة منها ثقافية سياسية خارجة كجزء من الثقافة المغايرة المعادية لعسكرة الثقافات الوطنية ومنها داخلية ثقافية دينية سلفية تلتقي معها في مفهوم إقصاء الثقافة والعلم كأساس وأهداف . فما الذي يثيره مفهوم السلطة الثقافية من حساسيات لدى السياسيين؟ وما الذي لا يحدّ من تمادي السياسة بوصفها مستبدة حيال الثقافة كخصم وقاض في الوقت ذاته ..؟ لا يخفى عليك بأن الثقافة كتاب مفتوح، لا تعتد بالمقننات ولا تكترث بمقيدات القوى المانعة المصادرة للحريات. ولأنها خارقة للقيود ورافضة لكل ما هو شمولي محافظ فإنها تجد ضالة الخلاف شاخصة مع ما ترسخه السياسة من مفاهيم وإجراءات، وهذا الخلاف في حقيقة الأمر هو خلاف فلسفي قائم منذ الأزل إلى الآن حول أحقية التبعية والقيادة بين السياسي والثقافي، ولمن تكون هذه القيادة؟ إذ ما من عنصر ائتلاف بينهما في ظل نزوع التفرد والقوة إلا ربما كضرورة، وفي الحدود الدنيا فحالة التنافر بينهما هي أكثر دفعاً من قوى الاجتذاب، وعلاقتهما كعلاقة قوتين متنازعتين (في سجال وصراع وتدافع وتأثر وتأثير، والاختلاف بينهما هو اختلاف مصيري) على حد (ميشيل فوكو) .لذلك وبسبب تفرد السياسة كنظام استبدت بكل العوامل المحركة للحياة، وتراجعت الثقافة ويضمنها الشعر تابعاً لها، ليجني المثقفون والشعراء (كمتخارجين) حصاد هذه التبعية المزرية بالاضطهاد والمطاردة بوصفهم مصدراً للإثارة والتحريف بل للتمرد والثورة . السؤال هو : هل ستضمن السلطة السياسية في البلاد العربية حياة المثقفين دون أي اضطهاد يوما ما ، بعد أن التهم تنور التدخلات الخارجية مدونات الكلمة العربية؟ أم سيكون هناك ميليشيات ثقافية للثأر والتصفيات، وسيطول الموت ما تبقى من الأساتذة والأدباء والمفكرين وبرعاية كبيرة من دول خارجية معروفة؟ التأريخ يقول .. رغم طوارئ الأحكام سيظل الشاهد الوحيد والأصدق على أن الثقافة وحدها هي الكفيل الأمين على حفظ الحريات الديمقراطية فكراً وسلوكاً، وبدونها لا ترى السياسة عيوبها ولا يفقه التشريع هفواته، فهي أم السلطات ودستور الشعب. سؤال 45 – الشاعر الروائي خيري حمدان : يبدو الشعر العربي مغيّبًا عن ساحة الشعر العالمي لعدم وجود برامج موجّهة لنقله وترجمته بمهنية للغات الأجنبية، وقد يكون هذا أحد الأسباب لاستثناء الأدباء والشعراء العرب من الجوائز العالمية وبعث شهرتهم على نطاق واسع عالميًا. كيف يمكن الخروج من هذه الدوامة والظلمة؟ جواب 45 – الشاعر فائز الحداد : بتقديري سيبقى الشعر العربي مغيبا لأنه يمتلك وبقوة كل أساليب التغييب الآن في عالمنا العربي المغيب أيضا في كل شيء وبامتياز ، فنحن أمة أقصيت من التاريخ ومن أسباب القوة والعلم منذ سقوط الأندلس وأخر معاقلها ( غرناطة) واكتشاف البارود بعد سنتين .. فأضحى العلم للغرب والتخلف لنا فاحتكر الغرب والعالم المتقدم كل وسائل الاتصال والتقنيات والمعلومات ويضمنها البحوث والنقد الترجمة واضحي هو المرسل ونحن المستقبل وليس هناك عملية تبادلية بين ( العلم _ التخلف ) فكيف تزدهر الآداب وتتلاحق وتتلاقح في ظل هكذا مفارقة ؟ وأنت تعلم ما للسياسة من مفاهيم في الصراع بين الشرق والغرب . دعني أذهب هنا إلى الوراء واذكّر بالتاريخ وفق منهج ثقافي ديني أُعتمد كسلوك لشعوب بنت حضارتها على الاغتصاب والبطش والاستعمار والاسترقاق وكيف يراد الآن تزوير التاريخ ومحو الهويات وفق المناهج النقدية الحديثة الغربية وأمريكية وتقديمه على أنه ( مشرف ) فهل كان الذين سبقونا كأدباء يعرفون حقائق أهداف الأدب الأوربي المكتوب تحت جنح الثقافتين ( الإنكلو سكسونية والفرانكفونية ) ؟..الحقيقة تقول لا ولم يصلهم غير ما أرادوا هم إيصاله لنا والذي وصلنا كحقيقة جاءنا متأخرا بسبب تأخرنا وتخلفنا .. فكيف ستأخذ استحقاقك العادل كأديب عند حاكم أدبي جائر ووفق عولمة ثقافية محسومة لأمريكا والغرب الآن؟ فما جاءنا من ترجمات عدا الترجمات عن كنوزنا المعرفية القديمة وما يقابلها كترجمات عن ( الإغريقية واليونانية والرمانية ) فهناك معادلة معرفية وفلسفية تقارن ( القوة بالقوة ، الفكر بالفكر والسلاح بالسلاح ) .. وما قصدته هنا هي الترجمات في عصر النهضة أو قبلها بقليل والتي كانت سببا حسبما أرى في تشويه وتمزيق ثقافتنا العربية بسبب أمية الكثيرين وتعالي أبناء الطبقات الارستقراطية المتعلمين في الخارج والطامعين أصلا في السلطة والجاه والذين لم يترجموا لنا إلا الكوارث وما يسيء إلينا اللهم إلا القليل من أدب روسيا وأدب أمريكا اللاتينية مثالا لا حصرا ، والذي وصلنا ترجمة عن الغرب كان سياسيا لا أدبيا نظيفا بأهدافه وإن حمل بعضه ملامح أدبية متجددة كالأدب الفرنسي ، ولكن تأسست بظله الأيدلوجيات كاستيراد ذو حدين خطيرين لم يخدم إلا الكيانات السياسية المصنوعة بماركات أجنبية ومورس كسلاح لمحاربة الهوية العربية في الأدب والثقافة . لذلك كان ما يسمى ب ( ثورات التحررية ) التي حلمنا بها هي في حقيقتها أما رجعية وأما طوباوية وتحمل من التناقض الكثير والكثير . أما عن الجوائز العالمية وبعيدا عن الجوائز المسيّسة بفعل عولمي واستعماري ك( نوبل ) وغيرها فشرطها الأول حسب علمي سياسي بحت يتعلق بتأييد ودعم ( الكيان الصهيوني ) ومباركة إسرائيل وتاريخي أيضا يلخص ثيمة الصراع بين الإسلام والمسيحية وما تلها من أيدلوجيات وضعية . ولكن بين هذا وذاك هناك محاولات وجهود قيمة ومشكور للمثقفين العرب المقيمين في دول المهجر بنقل ما لنا من آداب وفي مقدمتها الشعر ولكن يبقى دون أهمية ما يصلنا بكثير من ترجمات عن مؤسسات خارجية أعتقد ترتبط بالقرارات بالسياسة أكثر من الأدب كي نبقى جزءا من التاريخ القديم لا الحديث كأمة السحر في ( ألف ليلة وليلة ) وجزءا من نفايات العصر كأمة مهزومة ومتخلفة . سؤال 46 – الشاعر الروائي خيري حمدان : أعتقد بأن الشاعر لا يحتمل ولادة واحدة خلال حياته، فعدا الولادة البيولوجية هناك ولادات أخرى تتمّ في مراحل الحياة ومفارقها المصيرية المختلفة. تُرى، هل يمكن في هذا السياق ذكر الولادات التي عايشها الشاعر فائز الحداد؟ جواب 46 – الشاعر فائز الحداد : نعم الشاعر ولد ليتوالد في الناس والأشياء وليس له غسوله بالولادة البيولوجية المبوّبة وراثيا من قبر إلى قبر .. لأنه بشر استثنائي بأي شيء وكل شيء وعليه أن يبقى هكذا بلا حياء؟ أنا افهم الشاعر يا صاحبي كائنا سماويا خلق على الأرض بغفلة زمنية غير محسوبة مكانيا و( حاشا أن أسيء لكنه تصوري الميتا شعري ) وهذا الشاعر المخلوق ( المتنبيء ) لا يجمعه وأهل الأرض إلا فيزياء المادة المتحولة جينيا فاشترك والأرضيين بخصال العيش الحيواني كمجايل وتناسخ عنهم ومعهم في التقارب الجيني لا الوراثي بل التجانس التضادي .. لهذا هو لا يركن للثابت وعلى خلاف مع ( الذين تأٌٌقننوا في ماديات الكتابة المشروطة ) لأن الشاعر ولد ليؤمن بالمتحول المحدث دائما نحو آفاق التجدد والحياة الجامعة ما بين الأرض والسماء . أجل .. أنا في الشعر ولدت ولادة ثانية .. أعني الولادة غير الزمنية الرتيبة المجدولة في الاسم وتاريخ الهبوط بمظلة القابلة ( المأذونة ) من مشيمة أمي العظيمة إلى أرض الكارثة لأجني خساراتي كشاعر.. لكنني أبقى احتفظ بالمكانية المؤرخنة مثل ( باشلر) فولادتي في مدينة هي من أعظم ما أنجب التاريخ المقاوم الحديث في بسالتها هي ( الفلوجة ) وولادتي في الشعر خصتني بولادات متلاحقة كي أحيا في كل نص جديد بمعنى الطلق التراجيدي الروحي في الولادة الطبيعية الحية لا القيصرية .. وأرجو أن تكون ولادتي في القصيدة مطبوعا لا مصنوعا ولا منسوخا عن أحد . سؤال 47 – الشاعر الروائي خيري حمدان : العراق مهد الحضارات بلا شكّ، لكنّه بلد تعرّض للكثير من المصائب والتدمير. أين العراق في ذات الشاعر؟ هل العراق هو المحرّض على الإبداع كجزء من الكون أم أنه مركز الكون بالنسبة لك؟ جواب 47 – الشاعر فائز الحداد : الوطن العربي هو مركز الكون بالنسبة لي بكل شيء وقلبه العراق لا تعاليا بل كانتماء.. فالعراق هو التكوين الأول في الوجود وفي الإيمان والسجود والأول في الحبر قبل الدم.. فما عساني أن أقول عنه وله بهذه المسافة القليلة الغارقة بين الحقيقة والحلم بين الحزن والضياع بين الأمل واليأس؟ .. أما تراه مكبلا بأصفاد أعدائه الأزليين وعبيدهم أحفاد أبي روغال من حكام العرب المخنثين ؟ لك وجعي .. العراق .. تميمة حب مثقبة الجنان أحملها على خريطة وسخة .. صيّرتها المسابح قبورا مرقطة العراق هو ذاتي في ذاتي وناسي في الناس وطفولتي في صباي وشبابي في شيخوختي وسيبقى الحاضر معي كحقيقة شاخصة بتاريخه العظيم بعيدا عن حاضره المخزي بحاضنة الغزاة !؟! فانا أحمله كسيف وجرح وبطاقة تعريف وفصيلة دم ووجود وأرض وحضارة وخراب .. لكنه الحقيقة مهما أراد أعداؤه تمزيقه ومحو هويته ، فلو لم يكن المحرض الأول لي لألقيت بكل ما كتبت وقبله وتين دمي على أقرب ( مزبلة ) وأغادر الحياة ماسخا بذاكرة مرقطة .. فالإنسان بلا وطن وتاريخ هو بلا حاضر ولا هوية فهذا البلد ( العراق ) ظل على مر الزمن الطويل شاهد حضارة وحرف وبلاد دماء وشعراء ومنه قد خرجت وستخرج كل ثورات الشعر العربي فهل تتذكر ما قاله حبيبنا الشاعر العربي الكبير محمود درويش بحق العراق ( كن عراقيا كي تكون شاعرا ) . العراق يبقى له نابض الرجع في تكوينه البايولوجي والسايكولوجي العربي المتضارع روحيا بمقدساته المنيعة مع أخواتها الدينية والدنيوية ولا يتنفس إلا من خلالهن ريحا طيبا وزهرا باذخا كفلسطين والاسكندرون والأحواز العربية .. لكنة سيظل حاملا لعنته الكبرى إزاء الغرباء والغزاة .. فما دخله جاحدا غازيا أو حاقدا مخربا إلا وخرج منه محبا له مؤمنا به منذ هولاكو الخراب سنة 1258 وخرج التتار منه مسلما ليصل الفتح الإسلامي الصين والهند وما بعدهما بلى .. سيبقى العراق هكذا وإلى ما يشاء الله . في الختام : تحياتي لك وتقديري صديقي العزيز خيري حمدان ودمت شاعرا وقاصا وروائياً ومترجما محترما وقديرا . فائز الحداد العراق
وأنا أقدِّمٌ كلَّ الشكرِ والتقديرِ للأديبِ القديرِ خيري حمدان لاستجابتِه لدعوتِنا ومشاركَتِهِ المميزة في هذا الحوارِ المثير الذي تجلى فيه استمتاع كل من السائل بالسؤال والمجيب بالجواب ، كما وأجدِّدُ شكري وتقديري لشاعِرِنا العرّاب الفائز الحداد وأقول له قطعنا شوطاً وما زال لدينا العديدُ والعديدُ من الأسئلة النابعة من ثقافات الأدباء المشاركين في الحوار والتي نتعطش لسماع إجاباتك عليها.... وقبل أن أغادرك إليكَ غصناُ من الجوري البريّ الأبيض لربيعِ جنائنِ شِعرَك! وسنلتقي في الحلقةِ القادمة. حرير و ذهب (إنعام) الولاياتالمتحدة _________________________ سيتم نشر الحلقة السادسة من حوار النخبة خلال الأيام القليلة القادمة وفيها يجيب شاعرنا الفائز الحداد على أسئلة الأديب العراقي صباح محسن جاسم
نبذة موجزة عن المشارك في حوار النخبة خيري حمدان كاتب فلسطيني
· ولدت في قرية دير شرف الواقعة في قضاء مدينة نابلس عام 1962. نزحت إلى الأردن عام 1967، وبالرغم من صغر سنّي في أثناء زمن الرحيل إلا أن معالم الحرب وأثرها ما تزال عالقة في ذاكرتي حتى الآن. عشت مع عائلتي في مخيمات عديدة قبل أن يستقر بنا الحال في مدينة الزرقاء حيث أنهيت دراستي الثانوية، · ثمّ سافرت إلى صوفيا حيث حصلت على شهادة الماجستير في الهندسة الالكترونية والأتمتة عام 1989. · عملت لفترة قصيرة في الهندسة قبل أن أتفرغ للأدب والترجمة والصحافة. كتبت لفترة طويلة باللغة البلغارية · وصدر لي باللغة البلغارية الكتب التالية: - ديوان شعر بعنوان عيون العاصفة عام 1995 - ديوان شعر بعنوان مريمين عام 1999 - رواية أحياء في مملكة السرطان عام 2005 - رواية أوروبي في الوقت الضائع عام 2008 · كما صدر لي العديد من المسرحيات وشاركت مسرحيتي "هل يسمعني أحد" في مسابقة أوروبية، حيث لُعبت على مسرح الدارة الأوروبية في العاصمة صوفيا. · كما فزت بجوائز وطنية بلغارية وشاركت في العديد من القراءات الأدبية، كما نشرت أعمالي في الصحف الرئيسية والمجلات الأدبية المتخصصة في بلغاريا. · عودتي للغة العربية جاءت بعد انطلاق خدمات النت، وسهولة نشر الإبداع، حيث توفّرت مئات المواقع والصحف الرقمية. · نشرت في معظم المواقع الالكترونية العربية والصحف الورقية العديد من الخواطر والقصص القصيرة والقصص القصيرة جدًا والمسرحيات والقصائد، ورواية تحمل عنوان شجرة التوت. فزت ببعض المسابقات · ونشرت مسرحية "دعني أعيش دعني أموت" في مجلد متخصص في فنون المسرح أصدرته دار نون المصرية للنشر والترجمة. · كما فازت روايتي "انعتاق" بإحدى جوائز موقع الألوكة السعودي. · ولديّ العديد من الأعمال الروائية تحت الطبع ومنها رواية "أرواح لا تنام"، التي تتناول المرحلة الانتقالية من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق في بلغاريا. · أعمل حاليًا على كتابة رواية بعنوان "مذكرات العار" وتتناول شأن قتل الشرف، وفيها الكثير من الخيال في محاولة للتجديد في التطرق لهذا النوع من التعامل المريع مع المرأة الشرقية، وقتلها لفقدها غشاء البكارة قبل الزواج. · أعيش وأعمل في الترجمة والصحافة في العاصمة البلغارية صوفيا. · واعتمدت كمستشار ومترجم لدى مؤسسة الهجرة العالمية، وذلك بهدف مساعدة اللاجئين لعودة كريمة إلى بلادهم ضمن برامج الاتحاد الأوروبي.